تضمين الثقافة الجنسية في مناهج التعليم
من واقع ردود الأفعال السلبية التي ترتبت على دعوة السيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي السوداني لتدريس مادة الثقافة الجنسية في المدارس السودانية .... وحيث جاءت ردود الأفعال السلبية هذه من جانب أساتذة جامعات وأفراد حاصلين على شهادات أكاديمية رفيعة يفترض فيهم الثقافة . فإن الذي إتضح هو أننا شعب يعاني من عقد جنسية متجذرة في النفوس ومناطق اللاوعي فينا جراء التربية المتحفظة والتقاليد المتوارثة والفهم الضيق للدين على حد سواء.
الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي المعارض وإمام طائفة الأنصار بالسودان
ويتضح أيضا أن فينا من لا يحترم الرأي الآخر لا لشيء سوى أنه يخالفنا في الإنتماء السياسي أو الطائفي بغض النظر عن الخطأ والصواب والمنطق في هذه الرأي المطروح..... أو بما معناه أن هؤلاء ليسوا بموضوعيين في إعتراضهم أو قبولهم للطرف الآخر سواء أكان مشاركا برأيه أو بجهده .
ويبدو أن هؤلاء المعارضون لتضمين مادة الثقافة الجنسية في مناهج التربية والتعليم قد خلطوا بين الثقافة الجنسية كمعلومة وبين ما تقدمه العلمانية من مطبوعات ومواد مقروءة ومشاهدة على هيئة مجلات جنسية وأفلام إباحية للقطات ممارسات جنسية خارجة عن المألوف .
وربما كان الصادق المهدي قد أخطأ في " الكيفية والمنظور" اللذان طرح بهما أفكاره على نحو لم يفهم منه البعض ماذا يرمي إليه .... فالرجل على كل حال معذور حالة كونه زعيم سياسي أكثر منه مصلح إجتماعي أو عالم دين ... وهو ما دفعه للتركيز في خطابه على النقد السياسي لدور نظام الإنقاذ الحاكم في ما آلت إليه الأوضاع الأخلاقية في السودان . ومنها على سبيل المثال رصد لتنامي عدد اللقطاء . وكذلك ربط الصادق للإنحراف الأخلاقي بقلة تمتلك الكثير من الأموال وكثرة لا تمتلك أموال ؛ وكلا الحالتين أدت إلى نفس المآل في مجال الإنحراف .. فذاك إنحرف لكثرة ما بيده من أموال وهذا إنحرف لقلة ما بيده من أموال ...
وبالطبع فقد أحست الحكومة بأن في هذه الحقائق ضربة لها وإتهام مباشر لها بالفشل في حسن توزيع الثروة. وهو ما أثار من جهة أخرى حفيظة البعض وحنق "الجماعة" أو كما يقول المثل : "يكاد المريب يقول خذوني" ...
الطريف أن بعض رجال الدين بفرعيهم المعمم المتسرول منتعل مراكيب جلد النمر منهم . أو صاحب الياقة البيضاء وربطة العنق الغليظة والحذاء ماركة الهاش اللامع على حد سواء ؛ كانوا أول من هاج وماج وكأكأ وباض فأعلن إرتداد الصادق المهدي عن دينه . وهو ما لا يجوز أن يقال في حق هذا الزعيم الطائفي الذي يقتنع بإمامته الملايين من أنصاره الروحيين في مختلف أرجاء السودان والحق يقال ......
إذن هاج البعض هؤلاء وماجوا رغم أن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تحفلان بالثقافة الجنسية سواء في جانب المعلومة الشفافة أو الممارسة السليمة .... ولكن يبدو أن بعض رجال الدين في عصرنا الحديث باتوا كالحمار يحمل أسفارا . وكالعير في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول............ ولم لا وقد تحول الدين الإسلامي إلى دين سياسي على يد البعض يأكلون منه ويشربون ويتناسلون وينامون على أسرة الذهب داخل قصور ألف ليلة وليلة الساحرة.
.................
يقول الله عز وجل في الآية رقم (222) من سورة البقرة:
[ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ]
أليست هذه ثقافة جنسية في مجال المعلومة والممارسة؟
وحيث تجدر الإشارة إلى أن اليهود كانوا يجتنبون النساء ويجتنبون مؤاكلتهن ويعزلوهن في ركن قصي من المنزل في حالة المحيض على جهل منهم .. ولكن هذه الآية الكريمة أعادت للمرأة كرامتها ، فاقتصر الإعتزال على الممارسة الجنسية الكاملة فقط . ويحق للزوج مداعبة زوجته وحضنها وتقبيلها دون مضاجعتها في حالة المحيض.
ثم ومن جهة أخرى فإن أهل الغرب المسيحي المتقدم مختبريا وعلميا وأتباع العديد من التعاليم الأرضية لا يزالون يضاجعون المرأة في ممارسة جنسية كاملة أثناء حيضها على الرغم مما في ذلك من أذي بحسب تقرير الآية الكريمة أعلاه [قل هو أذى] .
وعليه فإنه مما يخشى عليه في مجتمعاتنا المتخلفة علميا ، أن يتابع المسلم أهل الغرب المسيحي على طريقة "جحر الضب" في مسألة مضاجعة الزوجة خلال فترة حيضها في حالة عدم تثقيفه أو تثقيفها جنسيا.
ويقول الله عز وجل في الآية رقم (223) من سورة البقرة :
[ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ].
أليست هذه ثقافة جنسية في مجال الممارسة ؟
وحيث فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر الفاروق رضي الله عنه بقوله: "أقبل وأدبر وأتقي الحيضة والدبر" ....... وفي ذلك تثقيف جنسي يحذر من إتيان الزوج إمرأته في دبرها تحت ذريعة "التجربة" و "كسر الملل" أو عدم قدرة الزوج والزوجة خلال شهر العسل والسنوات الأولى على الصبر عن عدم ممارسة الجنس خلال فترة الحيض.
وربما لا نجد مندوحة من القول أن الغرب المسيحي منهم والعلماني والملحد والزنديق وعبدة الشيطان على حد سواء ؛ لا توجد شرائع تمنع الزوج من ممارسة الجنس مع زوجته في دبرها وفمها وأثناء حيضها . وكذلك هناك قبائل وثنية ولا دينية كثيرة في آسيا وأفريقيا تشرع ممارسة الجنس في دبر الزوجة خلال فترات محددة من الشهر القمري ..... وبالتالي فإنه في حالة عدم تثقيف الشباب المسلم على نحو خاص . فإن الخوف والخطر ماثل من إنتقال مثل هذه العادات والممارسات المنحرفة إلى عقول شبابنا من خلال إطلاعه عليها في الإنترنت.
ويقول الله عز وجل في الآيتين (165 و 166) من سورة الشعراء:
[ أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166)]
كما يقول في الآية (32) من سورة الإسراء:
[وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً]
أليست هذه ثقافة جنسية تتعلق بطبيعة الممارسة الجنسية ومحاربة للشذوذ الجنسي ؟
وغني عن القول أن الزنا واللواط يؤدي كلاهما إلى الإصابة بأمراض وإلتهابات تناسلية وشرجية مزمنة وإعتياد وإدمان وتشويه للنفس وأحقاد يكنها الفرد تجاه المجتمع ... وحتما يؤدي الإشارة إلى سلبياتها من منظور الثقافة الجنسية إلى التقليل منها إلى أقصى حد ممكن.
ويقول الله عز وجل في الآيتين رقم 23 من سورة النساء:
[حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ الللاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إلاّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا]
أليست هذه ثقافة جنسية تحارب ظاهرة "زنا المحارم" التي باتت تطل بعنقها من جديد . وباتت المواقع الألكترونية والصحف الورقية تحفل بالكثير من أخبار الجرائم المتعلقة بزنا المحارم؟
ويقول عز وجل في الآية رقم (228) من سورة البقرة:
[وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ]
ويقول عز وجل في الآية رقم 234 من سورة البقرة:
[ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ]
أليس كل ما سبق ثقافة جنسية؟
كذلك تحفل السنة النبوية المطهرة بالكثير من الأحاديث النبوية الشريفة . والآثار التي وردت على ألسنة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن فيما يتعلق بالثقافة الجنسية سواء المعلومة منها أو ما يدخل في مجال القبلات والمداعبة والملاعبة والممالحة بين الزوجين.
ولكن يبقى بعد كل ذلك الإعتراف بأن جهل المسلم بأمور دينه فيما يتعلق بالثقافة الجنسية قد أدى إلى كثير من التجاوزات الشرعية والإنحرافات الأخلاقية والإجتماعية والجنسية . ومنها على سبيل المثال لا الحصر شيوع ظاهرة الزواج العرفي بين الطلاب في مرحلة الدراسة الجامعية على نحو خاص بسبب جهل الجنسين بصحة أركان الزواج .... وحيث عادة ما تكون الأنثى هي الضحية في النهاية على عكس الذكر الذي يكتفي عند الحَـبَـلْ بضم نعليه بين كفيه والهروب على عجـل.
من جهة أخرى تجهل الفتيات بوجه خاص أن الحمل قد يحدث في أي لحظة وربما من أول ممارسة حتى لو لم يتم فض غشاء البكارة . وربما تحْبَل الفتاة من قذف الذكر ماءه بين فخذيها بعيدا عن عضوها التناسلي ، لأن التجارب والدراسات أثبتت أن الحيوان المنوي قد يخترق مسام الجلد ويدخل إلى الدورة الدموية حتى يصل إلى البويضة فيلقحها وفق مشيئة الله ولا رادّ لمشيئته.
ومن طرائف ما أفرزته العديد من التجارب أن بعض الفتيات ولسبب إنعدام الثقافة الجنسية لديهن يعتقدن أن الأنثى لا تحمل جراء ممارسة الجنس إلا بعد الزواج وتعدد الممارسة الجنسية.
والمضحك المبكي أن الفتاة (خاصة المتعلمة) عادة ما تضرب صدرها بقبضة يدها وتقول لكل من يحاول نصحها أنها واثقة من نفسها وأنها لن تمنح أحدا شي ليست راغبة في منحه له .. وتنسى أنها أنثى ولها رغبات جنسية كامنة وأنها رويدا رويدا وجراء الملامسات والكلمة الناعمة التي يهمس بها الذكر حبيب القلب في أذنها عبر كل الوسائل والوسائط . ثم مرحلة القبلات والأحضان الدافئة . أو مرحلة الثقة وتعمق الإلفة الحميمية التي حتما ستؤدي إلى الإلتقاء بالحبيب خلف باب مغلق ، فلربما تفقد سيطرتها على نفسها (وقتها أو بعد عدة لقاءات) من فرط لواعج الغرام والرغبة المثارة ؛ فتستسلم للذكر وتمنحه جسدها بالكامل يطبع فيه آثاره ويكتب عليه تاريخ غزواته وصولاته وجولاته وهي غائبة الإرادة غارقة في لجة الشبق الأنثوي لا تكاد تدري بما يجري حولها ثم لا تستفيق إلا بعد أن تكون قد فقدت أعز ما لديها وشهادة براءتها وعفتها وفقا للعادات والتقاليد السائدة .... وأنها حتى لو نجت من الحمل فإنها لن تنجو من الفضيحة أو هروب حبيب القلب بعد أن يمل منها ويجد أخرى يلعب بعواطفها ويتركها نهبا للريح.
وبنحو عام فإن الطرق والوسائل التي خسرت فيها فتيات بكارتهن وأدمن على ممارسة الجنس بعدها مع عشيق واحد أو تنقلن بين عدة عشاق .... كل هذه الطرق والوسائل تفيد بأنه لولا إنعدام الثقافة الجنسية وإدراك الأنثى لجوانب ومكامن قوتها وضعفها العاطفي والجنسي لما تورطت في الصعود إلى الهاوية.
ومن أكثر الأخطاء التي تقع فيها الفتاة العذراء التي تجهل الثقافة الجنسية أنها تظن (ونتيجة العادات والتقاليد) أن الذكر وحده هو الذي يستمتع بممارسة الجنس . وأنها ليست معنية باللذة الجنسية أو أنها ليست سوى مفعول به سخرها الله لمتعة الذكر فحسب .. وعلى هذا المفهوم الخاطيء تظن أنها قادرة على مقاومته وعدم الإستسلام له. في حين أنها لو كان لديها ثقافة جنسية لكانت قد أدركت أنها أيضا تستجيب وتستمتع بالممارسة الجنسية بل وتستمتع بها أكثر من الذكر بمراحل ...... وأن كل الفرق بينها وبين الذكر أن رغباتها هذه تظل كامنة طالما لم يقم الذكر بإثارتها وتحريكها.
وعليه ونتيجة لهذا المفهوم الخاطيء فإن الفتاة يغيب عن ذهنها وخاطرها أنها في حالة تجربتها للممارسة الجنسية مع حبيبها قبل الزواج ؛ سرعان ما تصيبها الدهشة وينقلب كيانها ومزاجها العام وتعتريها الرغبة العارمة في تكرار لذة الممارسة الجنسية ، وتفقد السيطرة على نفسها مثلها مثل مدمن المخدرات الذي يظن في الوهلة الأولى أنه يستطيع السيطرة على نفسه وتنظيم تناوله لجرعات المخدر ثم يجد نفسه مدفوعا بعد الجرعة الثانية نحو مرحلة الإدمان وتجرع المزيد دون أن يشعر .....
وقد قال المولى عز وجل في الآية (187) من سورة البقرة :
[أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ]
وقد تعدد تفسير هذه الآية الكريمة لكن التفسير المتعلق بجزئية هذا المقال يفيد أن المرأة هي ستر لزوجها والزوج ستر لها ، لأن كلا الزوجين يستر صاحبه ويمنعه من الفجور ويغنيه عن الحرام، والعرب تكني عن الأهل بالستر واللباس والثوب والإزار...... وهو ما يعني أن للمرأة حاجة للجنس مثلما الحال بالنسبة للرجل وأن المسألة ليست مجرد فاعل ومفعول به. وأما الرفث المذكور فيقصد به مقدمات المعاشرة الجنسية ، وقيل بل هو المعاشرة نفسها.
وفي آية أخرى يقول الله تعالي في الآية (34) من سورة البقرة:
[وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ]
ومعنى الهجران في المضاجع هو أن يتوقف الزوج عن ممارسة الجنس مع زوجته وهو راقد إلى جوارها .... وفي ذلك ما يدل أن للمرأة رغباتها الجنسية التي تلح عليها وتقض مضجعها وليس كما تعتقد الفتيات بأن الرغبة إلى ممارسة الجنس يحس بها ويعاني منها الذكر وحده.
والأنثى أيضا يجب أن لا تنسى أنها كائن عاطفي شديد التعلق بمن هم حولها فهي تتعلق بأمها وأبيها وأختها وأخيها وعائلتها وأهلها ... وعلى هذا النسق تعتاد وتتعلق بمن تحب وترجوه زوجا لها وتسعى لإرضائه. وتنسى في خضم كل هذه العواطف الجياشة أنه ربما كان هناك من لا يستحق هذا التعلق والثقة العمياء والعواطف النبيلة والعطاء بلا حدود . بل وأنه يسيء فهم هذا التعلق الفطري البريء ويسارع إلى إستغلاله لمصلحته يساعده على ذلك خباثة متأصلة فيه ، ناعم الملمس دائما ولكن كالأفعى . وخلف إبتسامته الوديعة ذئب غادر كذوب نهّـاز للفرص متعطش للملذات بلا وازع أو ضمير.
إذن ولأجل ذلك من محاذير والكثير مما لا يعد ويحصى من مفاهيم خاطئة مغلوطة حول المعلومات الجنسية ، وما يترتب على الممارسة الجنسية بين الذكر والأنثى سواء أكانت ممارسة كاملة بإيلاج المرود في المكحلة أو غير كاملة بدون إيلاج ... فإن هناك محاذير شتى في كلا الحالتين تشمل إمكانية تعرض الفتاة للحمل أو تهتك غشاء بكارتها أو تمزقه أو إعتيادها على ممارسة الجنس قبل الزواج ، بحيث لا تستطيع التوقف عنه هذا إن لم يكن سببا في شغلها عن دراستها والتفكير في مستقبلها الحقيقي المثمر ...... لأجل كل ذلك ينبغي التفكير جديا في إدراج المعلومة والثقافة الجنسية ضمن مناهج التربية والتعليم إبتداء من السنة السابعة في مرحلة الأساس وحتى السنة الأخيرة من الثانوية حتى يكون كلا الجنسين على دراية تامة بما يدور حولهم في هذا الجانب الفطري الذي يشكل في نهاية المطاف أمرا لابد لكل إنسان عادي أن يواجهه ويمارسه في مقتبل حياته.
التعليقات (0)