حقيقة علمية باتت معروفة لنا جميعاً نحن العراقيون بعد اكتشافها بدون أي صعوبات أو متاعب، وهذه الحقيقة علمية وواقعية وليست من خصب الخيال أو شطط الجنون ، بل أنها ربما سيتم تنسيب اكتشافها وإثباتها الى شعب بلاد الرافدين كمكتشف أول لها قبل ان تتم سرقتها وإحالتها الى أطراف أخرى غير عراقية الهوى والطين فيكون لهم فضل الاختراع.
الحقيقة العلمية المكتشفة تؤكد إن ثمة علاقة جدلية ووثيقة وشائكة ما بين ارتفاع درجة حرارة الجو وانخفاض ساعات تجهيز الكهرباء الوطنية الى منازل المواطنين، لان وزن الأمبير الكهربائي المزاح يساوي درجة تبخر الكهرباء من أسلاك النحاس والألمنيوم بفعل تزايد عامل الحرارة وما ينجم عنها من تمدد واتساع، وهذه الحقيقة قد اكتشفتها العقول النيرة والمستنيرة بحب الوطن والأرض والمناصب المطعمة بالرواتب الضخمة التي غالبا ما يتم استلامها بعربات مصفحة ورجال حراسة ضخام البنية شديدي القوة، والذين ليسوا بحاجة ماسة إلى مد جسور المحبة والألفة مع المناطق المجاورة لمناطقهم و(سحب) بعض التيار مما تجود به فلتات برامج التوزيع الكهربائي غير العادلة في عملية إرهابية أطلقت عليها وزارة الكهرباء سابقا بعملية التجاوزات على الحصص الوطنية المقررة.
وزارة الكهرباء سبق لها ان أكدت أنها تسعى الى تكوين إنتاج وصناعة وطنية تكفي وتسد الحاجة الفعلية من الكهرباء ، ورغم إن ذلك من الطموحات المشروعة لأي وزارة وجهة حكومية تسعى إلى تطبيق أهدافها وبرامجها لتحقيق السعادة والرفاهية لأبناء شعبها ، كما انه لا يحق لنا حرمان الوزارة من التفاؤل والحلم والطموح، ولكن إن كان ذلك على مستوى شخصي أو بسيط ومحدود وليس على مستوى خدمات مقدمة لدولة كاملة بمدن وقرى وقصبات عديدة وموزعة توزيعاً جغرافياً ومنتشرة انتشاراً كاملاً ، فأن الأحلام والآمال شيء والكهرباء الواصلة إلى أسلاك بيوتنا والخدمات المقدمة على أرض الواقع شيء آخر، أي إننا لا نقلل من جهود الوزارة ومستوى مشاريعها التي تنوي إقامتها في المستقبل الفضائي البعيد، ولكن الوزارة هي نفسها من قللت من شأنها وهي من قادتنا إلى وضعها في صف الوزارات الغائبة عن الخدمة واعتبارها خارج نطاق التغطية نتيجة أعمالها وخدماتها.
التضاد الوظيفي ما بين ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع الكهرباء يبدو انه سيبقى عاملا متسيدا في موضوعة أزمة الكهرباء، ويبدو كذلك أننا بحاجة الى تجنيد برودة الشتاء ضمن كادر ومنتسبي الوزارة من أجل ضمان عدم حصول انقطاع كهربائي لساعات طويلة مثلما يحدث هذه الأيام، ولكن قد يتعذر علينا تعيين الشتاء بدون مخصصات وحوافز مالية كبيرة في ظل سلم الرواتب العام ، وتبقى علينا الدائرة مغلقة!.
مقالات للكاتب علي جاسم
- مقاطعة الطماطم !
- ثلاثة أصفار
- دخول وزاري
التعليقات (0)