ماهر حسين.
تعيش حركة حماس بمقرها الرئيس بدمشق صعوبات كبيرة منذ تفجر الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد فحماس التابعة للإخوان المسلمين والحليفة للرئيس بشـــار وذات العلاقات المميزة مع قطر وإيران تعيش تناقضات الوضع السياسي للمرة الأولى ولا تتمتع حماس وقيادتها بخبرة مميزة للتعامل مع هكذا موقف حيث أن أغلب قيادتها لا تمتلك الخبرة اللازمة للتعامل مع تداخل المواقف وتناقضاتها بهذا الشكل .
طبعا" يٌلاحظ وبوضوح تخبط قيادة حماس فها هي وسائل الإعلام تتناول الأخبار الخاصة بمقر حماس الجديد فتارة يتم الحديث عن مصر الغارقة في ثورتها التي توشك أن تتحول إلى فوضى ومن ثم يتم الحديث عن إيران وما يعنيه هذا المقر من سيطرة على القرار الحمساوي وإخضاع تام للقرار الحمساوي وتأثيره على العلاقات الحمساوية العربية بالإضافة إلى شبهات أخرى سيطول تناولها ومن ثم نجد الحديث عن قطر كمقر دائم وخاصة بظل الدور القطري الكبير في إظهار حقيقة الثورة السورية وطبيعتها وانعكاس هذا على العلاقات القطرية السورية وبالإضافة إلى علاقات قطر مع الولايات المتحدة الأمريكية ودورها الإعلامي الكبير بظل الوثائق التي تٌظهر اجتماعات ولقاءات (وضاح خنفر ) وتحركاته التي قد تفيد حماس .
المقر القادم لحماس كفكرة يعني بأنها يجب أن تغادر سوريا وهذا متوقع فحماس لم تٌقدم أي فائدة للنظام السوري على غرار حسن نصرالله وحزبه وهذا ما جعل موقف حماس غير مقبول لدى النظام السوري فحسن نصرالله يناصر بشار الأسد ويقف معه ومع النظام ضد الشعب ولقد ردَ الشعب السوري على هذا الموقف لحسن نصرالله وحزبه بأن قام بإحراق أعلام حزب الله وحرق صور أمين عام الحزب بعد أن تم إزالتها من القلوب والعقول وبالتالي تم إزالتها من المنازل وإحراقهـــا في الشوارع وأمام الإعلام مما يشير إلى تراجع شعبية حسن وحزبه بفعل مواقفهم المتناقضة في البحرين وسوريا وبفعل وقوفهم إلى جانب نظام الموت والقتل وكل ما سبق لا تقدر حماس عليه بحكم القضية الوطنية الفلسطينية وبحكم إن حماس جزء من الإخوان المسلمين وموقفهم ضد نظام الأسد واضح ومعروف ..وبالطبع بالنسبة لحسن وحزبه فإن الثوار ضد النظام السوري خون وبالتالي وبحكم خيانتهم يقوموا بحرق صوره !!! فهو لا يهتم بأي ردة فعل ولكن هذا يهم حماس والإخوان المسلمين .
المهم لم يغب واقع الثورة السورية الشعبية عن حماس وفهمت مغزاه وبالتاليها هي حماس تسعى لإيجاد مقر بديل وها هو خالد مشعل وقيادته يبحثوا بكل جد عن مقر يناسب قيادتهم السياسية وهذا ليس من الصعب إيجاده ولكن بنفس الوقت عليهم البحث عن مأوى أمن لبعض أصحاب النشاطات الغير مقبولة والتي لا ترغب أي دولة باستقبال من يمارسوهـــا وهنا يعود الخيار لإيران أو لفوضى لبنان .
وبغض النظر عن مأزق حماس و هو نتــًـاج عملهم وما قدمته أيديهم على الصعيد الوطني فأنني أتمنى لحماس أن تغادر سوريا مسرعه فتجنب شعبنا هناك أي التباس في المواقف فحماس لا يمكن ان تكون ضد موقف الإخوان المسلمين المعارض لبشار ولا يمكن ان تكون مع النظام ضد الشعب السوري الحاضن الحقيقي لهم فلا يمكن لحماس أو لغيرها أن تقوم بتأييد النظام الذي يمارس قمع غير مسبوق بحق شعبه وحتما" هذا القمع لن يمر مرور الكرام وسيدفع ثمنه بشار ونظامه وقد يمتد الثمن المدفوع لكل من وقف مع هذا النظام .
مصر ..الأردن ...قطر ...إيران ...لبنان ...مقرات يدرسها مشعل ويغيب عن المقترحات السابقة ما طرحناه سابقا" من دعوة لحماس ولقيادتها لتعيش مع شعبنا في ظل حكومة حمــاس الأولى وقاعدة الإخوان المسلمين الأولى و كما عاشت وتعيش أغلب قيادات حماس ..أحمد ياسين والرنتيسي وهنية والزهار ..وهنا أكرر دعوتي لقيادة حماس بالتوجه للإقامة بغزة ..
غزة تحكمها حمـــاس وتعيش قيادات كثيرة من حماس في غزة وقيادات حماس التي تعيش بغزة ليست أقل شأنا" من قيادات الخارج بل على العكس تبدو بكثير من الأحيان للجميع بأن قيادات حماس بالداخل هي صاحبة القرار وأن قيادات حماس بالخارج متحكمة بالقرار بفعل المــال وسيطرتها عليه .
ولقد تناول الدكتور الزهار موضوع أقامة حماس بغزة حيث تابعت ومعي الكثير تصريحات الدكتور الزهـــار ودوما" تصريحات الزهار تحمل في طياتها بعض الحقائق عندما يتعلق الأمر بحماس وشؤونها الداخلية وكما أنها تحمل تشدد كبير عندما يتعلق الأمر بفتح وعلاقة حماس بها أو بالسلطة ولم أجد ما يخالف ذلك في لقاءا الزهار الأخير الذي أجرته إحدى وكالات الأنباء معه فتحدث الزهار عن مأزق مقر حماس وأشار إلى أن المأزق ليس لحماس فقط وبل هو للجميع ... وهنا وللتوضيح(من كاتب المقال) فأن لجميع المقصود فيه تنظيمات دمشق ...فأين من الممكن أن يكون مقر القيادة العامة وأمينها العام أحمد جبريل المعروف بعلاقته بأجهزة الأمن السورية وتبعيته للنظام هناك وأين سيكون مقر المنشق أبو موسى والصاعقة وغيرهم ..هم أمام مأزق ونرجو أن لا يكون مأزق حماس كمأزقهم ..فهم اختاروا التبعية لنظام القمع والموت والتعذيب وسيد فعوا ثمن تبعيتهم الآن ...ولا خيار أمامهم سوى لبنان وحكومتها التابعة لدمشق ومثال فتح الإسلام سيبقى حاضرا" الآن كمصير لهؤلاء الأتباع .
وقد أشار الزهار كذلك إلى موضوع العودة إلى غزة بكلمات هامه سننقلها حرفا" ونصا" ..حيث قال (بان غزة مفتوحة لكل الناس وهناك قيادات في حركة حماس بالخارج قد ترجع لغزة وقد لا ترجع وهذا الموقف ليس له علاقة بتواجد أحد في دمشق ..أنها قضية رغبات وأوضح أن عودة قيادات حماس لغزة هي قضية رغبات شخصية من يريد العودة ليعود لان معظمهم من غزة أصلا" ومن لا يريد فهذا شأنه والأمر غير داخل في مرحلة تحديد من يعود ومن لا يعود) .
وبعيدا" عن التحليل والتفسير لما قاله الزهار فمن الواضح بأن الزهار يعتقد بأنه لا يوجد رغبه لقيادات حماس بالعودة لغزة وحتى من هم من غزة أصلا" وقد يكون هذا وكما أرى مرتبطا" بطبيعة حياتهم الآن وخاصة بأنهم يعيشوا بأفضل الأشكــال وبمستوى معيشي مميز ومنهم من أرتبط بسفر وتجارة ومنهم من يعيش بحياة لم يحلم بهــا يوما" وكما أنهم يعيشوا بأمان مرتفع ولهم أسر وهذه عوامل تعيق رغبتهم للعيش في غزة المحاصرة والغير متاح فيها الكثير مما اعتادوه بالخــارج وأشير هنا بأن هذا يوضح لنا طبيعة حركة حماس الآن والتغيرات التي تمر بهاو حيث أننا جميعا" نعلم بان رئيس وزراء حكومة حماس ..هنية ...يعيش بتواضع في غزة وأن الشيخ احمد ياسين رحمه الله عاش وأسس وقاد حماس وأستشهد مع شعبه في غزة ..فما المانع لان تكون قيادة حماس كلها بغزة وبكل الأحوال تمتلك حماس خيارات أخرى فردية على مثال إبراهيم غوشه وهو احد قيادات حماس سابقا" الذي طرد مع حماس من الأردن بفعل تجاوزات حماس ولكنه تنازل عن عضويته في المكتب السياسي وتعهد بعدم العمل السياسي وها هو يعيش الآن بالأردن ..وقد يكون هذا الخيار متاح في رام الله أيضا" لمن يتعهد بعدم العمل السياسي أو بالمساس بشرعية السلطة .
نهاية أقول بأن علينا قراءة تصريحات الزهار وعلينا التأكيد بأن غزة هي المقر الأفضل لحمـــاس لو أرادت قيادة حماس أن تكون مع شعبها ..وسينعكس مقر حماس المقترح عليها بشكل أفضل حيث ستكون أقرب لفهم معاناة الشعب وفهم طموحات الشعب وستفهم حاجتنا للوحدة الوطنية.
التعليقات (0)