البيت الأبيض
مكتب السكرتير الصحفي
23 شباط/فبراير 2011
كلمة الرئيس أوباما حول الوضع في ليبيا
الردهة الكبرى
الساعة 5:07 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة
الرئيس: طاب وقتكم جميعا. اختتمنا، أنا والوزيرة كلينتون، للتو اجتماعا تركز حول الوضع الجاري في ليبيا. وقد ظل فريقي للأمن القومي على مدى الأيام القليلة الماضية عاكفا على العمل على مدار الساعة على رصد الوضع هناك والتنسيق مع شركائنا الدوليين بالنسبة لإيجاد سبيل للمضي إلى الأمام.
إننا، في المقام الأول، نبذل كل ما في استطاعتنا من أجل حماية المواطنين الأميركيين. هذه هي أولويتي القصوى. فقد حثثنا أبناء شعبنا الموجودين في ليبيا على مغادرة البلاد، وتعمل وزارة الخارجية على مساعدة أولئك الذين يحتاجون إلى عون. وأعتقد أن على كل الأميركيين أن يكونوا في الوقت نفسه ممتنين للعمل البطولي الذي يقوم به رجال ونساء السلك الدبلوماسي الذين يخدمون في سفاراتنا وقنصلياتنا حول العالم. فهم يمثلون أفضل ما تعنيه بلادنا والقيم التي تتميز بها.
والآن، لقد ظلت الولايات طيلة فترة الاضطراب والانتفاض عبر المنطقة متمسكة بمجموعة من المبادئ الجوهرية التي ترشد توجهنا. وهذه المبادئ تنطبق على الوضع في ليبيا. ونحن، كما قلت في الأسبوع الماضي، نشجب بشدة استخدام العنف في ليبيا.
يتقدم الشعب الأميركي بأحر تعازينا لأسر وأحباء كل الضحايا الذين قتلوا أو أصيبوا. إن المعاناة وسفك الدماء فظيعين وغير مقبولين. وكذلك التهديدات والأوامر بإطلاق النار على المحتجين المسالمين والمزيد من معاقبة الشعب الليبي. إن هذه الأعمال تشكل انتهاكا للأعراف الدولية ولكل معيار من معايير اللياقة العامة. ويجب أن يتوقف هذا العنف.
وإن الولايات المتحدة تؤيد بشدة أيضا الحقوق العامة والشاملة للشعب الليبي. وذلك يشمل حقوق التجمع السلمي وحرية التعبير وقدرة الشعب الليبي على تقرير مصيره بنفسه. وهذه حقوق إنسانية. وهي حقوق غير قابلة للمساومة. لذا يجب أن تحترم في كل بلد. ولا يمكن إنكارها باستعمال العنف أو القمع.
ويتحتم على دول وشعوب العالم، في ظل وضع متفجر كهذا، أن تتحدث بصوت واحد، وهو ما كان محور تركيزنا. فبالأمس، بعث مجلس الأمن الدولي بالإجماع رسالة صريحة قال فيها إنه يشجب العنف في ليبيا ويدعم محاسبة مرتكبيه وإنه يقف إلى جانب الشعب الليبي.
وبالمناسبة، تم إيصال هذه الرسالة عبر الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي ودول عديدة بصفة فردية. والأصوات بدأت ترتفع متضافرة من الشمال والجنوب في معارضة القمع ودعم حقوق الشعب الليبي.
وقد طلبت من حكومتي إعداد طائفة كاملة من الخيارات المتاحة لنا للرد على هذه الأزمة. وهذا يشمل التدابير التي قد نتخذها والتي سوف ننسقها مع حلفائنا وشركائنا، أو تلك التي سننفذها من خلال المؤسسات متعددة الأطراف.
والحكومة الليبية شأنها شأن كل الحكومات تترتب عليها مسؤولية الإحجام عن استعمال العنف والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى المحتاجين إليها، واحترام حقوق شعبها. ويجب اعتبارها خاضعة للمحاسبة على فشلها في تلبية تلك المسؤوليات وعليها أن تتحمل ثمن استمرار انتهاكها للحقوق الإنسانية.
إن هذا ليس مجرد مبعث قلق للولايات المتحدة وحسب. فالعالم بأسره يراقب وسوف ننسق مساعداتنا وتدابيرنا مع المجتمع الدولي للمحاسبة. ولتحقيق هذا الهدف طلبت الوزيرة كلينتون وأنا من بيل بيرنز، وكيل وزارة خارجيتنا للشؤون السياسية، أن يتوقف في عدة أماكن في أوروبا وفي المنطقة ليعمل على تكثيف مشاوراتنا مع الحلفاء والشركاء حول الوضع في ليبيا.
وطلبت من الوزيرة كلينتون أيضا أن تتوجه إلى جنيف يوم الاثنين حيث سيلتقي عدد من وزراء الخارجية في جلسة لمجلس الحقوق الإنسانية. وستجري هناك مشاورات مع نظرائها حول الأحداث الجارية في المنطقة كلها وتواصل التأكيد على أننا ننضم إلى المجتمع الدولي في التحدث بصوت واحد إلى الحكومة والشعب الليبيين.
ودعوني أقول إننا في الوقت الذي نصب فيه اهتمامنا على الوضع الطارئ الخطير في ليبيا، إن جهودنا مستمرة لمعالجة الأحداث الجارية في أماكن أخرى بما في ذلك الكيفية التي يستطيع بها المجتمع الدولي أن يدعم على أفضل وجه فعال الانتقال السلمي إلى الديمقراطية في كل من تونس ومصر.
ثم دعوني أكون صريحا. إن التغيير الجاري عبر المنطقة مدفوع بشعوب المنطقة. فهذا التغيير لا يمثل عملا من فعل الولايات المتحدة أو أي قوة أجنبية. فهو يمثل طموحات الناس الذين يسعون في سبيل حياة أفضل.
وكما عبر عن ذلك أحد الليبيين إذ قال "إن ما نريده فقط هو القدرة على العيش ككائنات بشرية." لا نريد سوى القدرة على العيش ككائنات بشرية. وهو أكثر الطموحات أساسا والذي يدفع عجلة هذا التغيير. وستستمر الولايات المتحدة طوال فترة التغيير هذه في النهوض من أجل الحرية والوقوف من أجل العدالة والوقوف من أجل كرامة كل الناس.
وشكرا جزيلا لكم.
سعد باسم - فريق التواصل الالكتروني- وزارة الخارجية الامريكية.
التعليقات (0)