استغرب العديد من المراقبين التصريحات التي أدلى بها وزير خارجية السلطة في البحرين خالد بن احمد ال خليفة والتي ابتعد فيها كثيرا عن اللياقة الدبلوماسية واللغة التي يتعامل بها الدبلوماسيون فيما بينهم عندما اتهم فيها سيد المقاومة (السيد حسن نصر الله ) بــ " الارهابي ".
لكن العارفين ببواطن الأمور يفهمون جيدا الأسباب الحقيقية التي دعت الوزير إلى الإدلاء بهذه التصريحات الوقحة والمتوترة والتي جاءت مخالفة لكل القواعد الدبلوماسية والأعراف المتبعة في التخاطب خاصة اذا كان الشخص هو وزير الخارجية البحريني الذي اعتاد على قلب الحقائق سواء على المستوي المحلي أو الاقليمي أو الدولي .
ولقد كان هذا الوزير ونتيجة للوضع الضاغط الذي تعيشه السلطة في البحرين وفشلها في إخماد ثورة الرابع عشر من فبراير (شباط) يتحين الفرص في كل مرة، ليلقي بتبعات الأزمة في البحرين على الخارج وبالتحديد على إيران وحزب الله، الأمر الذي أدى إلى فقدانه للمصداقية، فضلا على أن السلطة التي يمثلها هذا الوزير عادة ما تلجأ وترتمي في أحضان الكبار، كلما حاصرتها الأزمات في الداخل وهم بذلك يحسبون أنهم يحسنون صنعا ويقدمون خدمات للكبار من خلال تلك التصريحات والمواقف .
لقد حاول الوزير من خلال تصريحاته إرسال رسالة مفادها أن السلطة في البحرين منسجمة مع الموقف الأمريكي الغربي من (حزب الله) خاصة أنها جاءت في أعقاب انهيار المشروع الذي رسمته دوائر الاستكبار بالتعاون مع أدواتهم في المنطقة بالقضاء على (حزب الله) من خلال محاصرته والانقضاض عليه . فقد كشف خبراء أمنيون وعسكريون أن دخول حزب الله معركة القصير لم تأت من فراغ، بل جاء القرار بعد أن كشفت معلومات استخبارتية روسية ايرانية مخططا رسمته الاستخبارات الامريكية والاسرائيلية واستخبارات غربية وعربية للتخلص من حزب الله ومحاصرته والقضاء عليه وتجريده من سلاحه .
ويقضي المخطط السيطرة التامة على منطقة حمص وريف القصير وخصوصا المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية السورية من ناحية البقاع الشمالي وعكار وقطع كل طرق التواصل بين حزب الله والنظام في سوريا، ومن ثم الانقضاض على القرى الشيعية الثلاث والعشرين بريف القصير وذبح أهلها وتهجيرهم والسيطرة على مناطقهم وخلق جبهة تماس جديدة بين لبنان وسوريا عنوانها الحرب بين حزب الله من جهة وجبهة النصرة من جهة أخرى وإلهاء حزب الله عن معركته الحقيقية .
إن إفشال هذا المخطط بما يحمله من حلم راود حكام المنطقة طويلا ومن ضمنهم آل خليفة وانهيار جميع الوعود التي قطعتها لهم دول الاستكبار من أن القضاء على حزب الله باتت مسألة وقت، هو الذي أربكهم وهو الذي استدعي من هذا الوزير الإدلاء بتلك التصريحات، التي إن دلت على شيء فهي تدل على انهيار في المعنويات.
التعليقات (0)