أحيانا تترسب في الأذهان تفسيرات خاطئة لكلمات وعبارات دارجة يستخدمها الناس كل يوم ثم تتحول إلي مادة للاختلاف ويصنع منها البعض موضوعات للدراسة والنقاش والحوار وكل ذلك يكون في غير محله تماما ومثال ذلك الاستشهاد بجزء الآية الذي يقول (فإن لم تعدلوا ولن تعدلوا فواحدة) ويظن الكثيرون أن هذا الجزء من الآية يخص الزواج وعليه فإنهم يفسرونها بأن الله جعل التعدد مبنيا علي شرط العدل ويقطع في نفس الوقت باستحالة العدل ولذلك يجعلون التعدد في عرفهم مكروها وهذا ليس صحيحا لسببين, السبب الأول أن هذه العبارة ليست جزءا من آية وهي خاطئة في لفظها...والسبب الثاني أنها اختلطت في أذهانهم بالآية ( فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار....)24 البقرة التي جاءت في التحدي للبشر أن يأتوا بسورة مثل سور القرآن, وجزء الآية الذي يقول (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ) ويضيفون من عندهم ولن تعدلوا ..(خلطا في أذهانهم بتعبير ولن تفعلوا ) وهذا خطأ شائع بسبب الجهل بالقرآن والانصراف عن قراءته والجرأة علي الخوض في تفسيره وقد سمعت هذا مرة في برنامج تلفزيوني من واحدة من الشهيرات جدا في مجال الثقافة وبئست ثقافتها التي استحدثت في القرآن ما ليس فيه وأسست حكمها عليه وهو جزء محرف من آية طوال الحلقة.... ومن الاختلافات الشائعة أيضا الاعتراض علي إلحاق تعبير رضي الله عنهم إلي أسماء الصحابة ويقولون أن هذا خطأ باعتبار أن الله وحده هو الذي يحق له أن يقول رضيت عنهم أو لم أرض عنهم ولا يحق لبشر أيا كان إلا ( رسول الله ) أن يقول رضي الله عن فلان وفلان وينسون أن تعبير ( رضي الله عنهم ) دعاء وليس خبرا ...كما تقول لغيرك غفر الله لك ..فهل تقصد أن الله أعلمك بأنه غفر؟ طبعا لا.... ولكن المقصود هو الدعاء بالمغفرة وأيضا عندما تقول لغيرك عند العطاس يرحمك الله ...فهل اطلعت علي ما يقضيه الله في تلك اللحظة وتقول أن الله يرحمك الآن ؟؟ طبعا لا ....ولكنه دعاء ....وعندما يرد عليك قائلا هدانا وهداكم الله فهل يقصد أن الله قد هدي وأنه اطلع علي حكمه...طبعا لا....... كل هذه التعبيرات أدعية وليست أخبارا يعني هي أساليب إنشائية تدخل فقط تحت باب الدعاء وهي سنة لرسول الله صلي الله عليه وسلم في بعضها..... والأخري أدعية يعلمها الله لبعض الأتقياء ولا يخفي عليك أن تشميت العاطس مثلا سنة فقل له: يرحمك الله ...وهو يقول لك: هدانا الله وإياكم.... وهكذا تكون قد دعوت له بالرحمة ويكون دعا لك بالهداية ......وأخيرا أدعو لك فأقول .....رضي الله عنك وعني وعن المسلمين وغفر لك ولي ولهم أجمعين...... وليس هذا خبرا أسوقه إليك .....ولكنه دعاء لك ولي وللمسلمين فلا تفهمني خطأ
التعليقات (0)