هناك من يقول أن المعاهدة العراقية الأمريكية هي في الأصل ناجزة . وهناك من يقول أنها مفعلة , وهناك من يقول أنها واقع حال من اول يوم إستحمر فيه العراق , والظاهر من خلال الإدعاءات والتصريحات, انها مجرد مبادئ وضعت للدراسة والمناقشة , ومن ثم يصار الى, إما إضافة أو تعديل او شطب , بعدها يتم الإتفاق على تسمية ما سيتفق عليه من بنود وفصول تلك المعاهدة, لتذهب الى القنوات التشريعية للمصادقة عليها, وتاخذ طريقها الى الحكومة ومؤسساتها للعمل بموجبها وتنفيذ ماجاء بها .
أيا يكون الصح ,نتسائل ماهو الهدف من الإعلان عنها اصلا , علما ان العراق هوتحت الوصاية الأمريكية, بل شعبه يأن من ثقل أحذية جنودها على رؤوسهم , خصوصا إذا ماعرفنا أن الحكومة العراقية الحالية ماهي إلا لعبة شطرنج , تتحرك بإشارة من المرتزق الأمريكي وأخيه كلب الحراسة , ثم منذ متى والعراقيين مهووسين بحب المرجعية الدينية كي يذهبوا إليها, من أجل أخذ الرأي أو المشورة ؟! , أم أن هذه مناورة لإضفاء بعض من الشرعية على حكومة الإستحمار .
نحن نعتقد , وحسب ماحصلنا على مما تحتوي عليه هذه المعاهدة المشؤومة , أنها بالمفهوم القانوني تلغي أي معنى لوجود دولة دستورية ذات علم وسيادة ودستور , وبالمفهوم السياسي هي جعل العراق أحد ولايات أمريكا , مثل كندا وأستراليا وتابعيتهما للتاج الملكي البريطاني , اما على بقية الأصعدة فهي إجمالا تلغي أي دور للشعب العراقي , في ممارسة حياته كشعب يريد أن يعيش على أرض وطنه بحرية وكرامة .
المعاهدة :
أولا سياسيا : عمليا هي إلحاق العراق بسلطة القرار الأمريكي , ويتحرك ضمن الدائرة السياسية الحية للبيت الأسود , ويدخل أيضا ضمنيا بالمخططات الإستراتيجية البعيدة المدى , خصوصا على الصعيد الخارجي , وما يتعلق بمستوى العلاقات الأمريكية مع الجوار العراقي , وعلى النحو السلبي أم الإيجابي , ولاحقا لايمكن للعراق أن يتنصل من هذه المعاهدة , حتى ولو على سبيل الفرض , أن الجيش الأمريكي خرج كليا منه .وهذا مستبعد إلا بوجود مقاومة موحدة وشجاعة .
ثانيا قانونيا : العراق عبارة عن ولاية ترتبط إداريا بالدائرة القانونية للبيت الأسود , وكل مايصدر من قوانين أو مستحدثات في الداخل الأمريكي , تكون نسخة منه معنونة الى الحاكم الفعلي بالعراق, من أجل تنفيذ هذه القوانين , وتوجيه بوصلة الشعب الى الإتجاه الذي يتلائم مع متطلبات التنفيذ , وتنشيط حركته الى ذلك , مع إلغاء أي قانون يتعارض وتلك القوانين , بغض النظر عما إذا كانت تتلائم مع الدين أو الثقافة للشعب العراقي , أي أن وزير العدل الشكلي هو عبارة موظف للتبليغ لاأكثر .
ثالثا إقتصاديا : العراق عبارة عن مصدر أساسي للمواد الأولية التي تحتاجها أمريكا في الداخل , وخصوصا النفط الذي يعتبر العصب الرئيس في إدامة كل الأنشطة التي لها علاقة مباشرة بالإنسان, وعلى مدى المئة عام القادمة على الأقل ,تكون عملية التوريد هذه مبرمجة وفق تلك الإحتياجات , والعمل على الإكتفاء الذاتي , وزيادة مخزونها من تلك المصادر , وتنشيط حركتها الصناعية والتجارية , من أجل خلق حياة أفضل للمواطن الأمريكي على حساب الشعب العراقي ومقدراته , وتركه يعيش في الظلام المدلهم .
رابعا زراعيا : منع أي سياسة أو برامج تطوير أو بحث في المجال الزراعي من أجل تطويره , أو تحسين إنتاجيته من خلال توفير مراكز بحثية يستخدم فيها ( علماء البويولوجيا ) , علم النبات حصرا , وجعل العراق دائما بحاجة الى المنتوجات الزراعية الأمريكية, خصوصا الحبوب على أنواعها , والتي تشكل المادة الرئيسية للغذاء اليومي , إضافة الى ذلك تشجيع الهجرة المعاكسة من الريف الى المدينة , وإستحداث الكثير من المغريات للطبقة الفلاحية من أجل تهجيرهم , ناهيك عن سياسة فك الإرتباط الروحي بين الفلاح وأرضه , والعمل على إلغاء مفهوم الأرض كالعرض .
خامسا تربويا وثقافيا : الترويج الدقيق للثقافة الأمريكية بكل ماتعني هذه الكلمة , بدءا من حالة الوعي الجمعي للفرد , وخلعه من ثوبه وتجريده من كل الإرث الديني والحضاري والاخلاقي , وإدخاله في منظومة معرفية جديدة تؤمن للأمريكان سلب كل القيم والمبادئ التي تربى عليها منذ امد بعيد , إضافة الى إنسلاخه من محيطه الإسلامي العربي , بل جعله يعادي هذا المحيط , ويتحين الفرص للإنقضاض عليه من أجل تحويله هو الاخر عن بوصلته التي هو عليها , على الرغم مما يعانيه الآن , ولسنا بعيدين عنه .
سادسا صناعيا وتقنيا : جعل الشعب العراقي عبارة عن مجتمع إستهلاكي , لايملك القدرة على الإنتاج , ويخلق ظروفا غير عادية تؤثر في وعيه , والعمل على تشجيعه على حب الصناعات المستوردة , في المقابل حرمانه من أي تقنية تكنلوجية , تساعده على تطوير وسائل الإنتاج والصناعة , إضافة الى إضعافه ماديا نتيجة غلاء تلك السلع التي يقوم بتوريدها , أو تصنيعها في العراق ولكن بأدي عاملة رخيصة لاتؤمن التوازن فيما يكسبه العامل مع ما يصرفه في الحصول على حاجياته الضرورية .
سابعا عسكريا وأمنيا : هنا العراق مغيب تماما , لايملك جيشا بالمعنى المتعارف عليه دوليا , لايملك جهازا امنيا يكون صاحب السلطة في الداخل , المرتزقة , الشركات الأمنية , العملاء , هم حجر الزاوية في الثقافة العسكرية والأمنية , وهم البدائل الحقيقيين لما ذكرنا آنفا , بنفس الوقت , تجريد الشعب حتى من السلاح الشخصي , وفرض العقوبات الصارمة في حالة العثور عليه .
هذا عرض بسيط جدا ومتواضع ولم ندخل في التفاصيل , لفصول جعل العراق ولاية من ولايات أمريكا ,وبموجب هذه المعاهدة المظلمة, ونعتقد أن كل التأويلات الخارجة عن هذا الإطار هي بعيدة عن الواقع , وبالتالي لاتخدم الشعب العراقي من ناحية توعيته على هذا الفخ الكبير الذي يراد له أن يقع فيه , ويضيع مثلما ضاع غيره , واجبنا الشرعي والأخلاقي يفرض علينا عدم السكوت ....
ماعلاقة دول الجوار العراقي بتداعيات هذه المعاهدة , ولماذا ترفضها, تركيا , سوريا, إيران,(الأردن,
السعودية , الكويت ) بالرغم من عدم التصريح علنا , لكنها حتما لن توافق , من ناحية, الخوف المترتب على إزدياد حالة الإحتقان السياسي , لدى القوى السياسية وتأثرها بجيرانها , أو إشتداد حالة التعاطف مع الشعب العراقي أزاء ماسيؤول له الوضع بعد هذه المعاهدة .
عن تركيا : بالرغم من ان تركيا قد تخلت ومن زمن عن دورها الإسلامي المطلوب ( وليس المطروح )ووقعت في الفخ الإمبريالي وعماده الصهيونية العالمية , وهي أيضا تحث الخطى من أجل تماديها ووغولها اكثر في محو المعالم الإسلامية , فهي تريد الذهاب الى اوروبا , وهذا يعني انها إبتعدت عن العالم الإسلامي جغرافيا فضلا عن إبتعادها دينيا , لكن ماهو الثمن لذلك , أولها العلاقة الحميمة مع الكيان الصهيوني وتفاصيلها معروفة , ثانيا , إسقاط كل المحاولات التي كان من شانها إحياء الحركات الإسلامية الناهضة , من خلال جرها الى نار التجربة التي أصبحت احد السيناريوهات المعتمدة لدى السياسيين الأمريكان , وبالتالي خلق بؤرة معارضة سياسية ومسلحة ( حزب العمل الكردستاني ) من أجل إشغالها في الداخل , كي يتسنى لها تمرير الكثير من برامجها , ومنها دخول حركات التبشير بالمسيحية الصهيونية , زرع أكثر عدد من العملاء خصوصا في المناطق الفقيرة , التقرب جغرافيا أي بريا من روسيا وإيران , ووضع خطة على إشراك تركيا لاحقا بمشروع حربي ضدهما , كبح جماح الأكراد في شمال العراق ( ولو مؤقتا ) عن التفكير بقيام دولتهم المزعومة ولئلا يسيطروا على نفط الشمال , لكن تركيا بحسها المتأرجح بين إسلامها من جهة , وبين حقدها على العرب لتحالفهم مع الإنكليز في الحرب الأولى , من جهة اخرى , ولعلمها بعدم مصداقية أمريكا ومعرفتها بسياسة المصالح لديها , فهي تتوجس من أي خطوة لأمريكا بشأن المنطقة , وهي شديدة الحذر في التعامل معها , خصوصا وأن تركيا عرفت وإطلعت عن كثب على مفردات مشروع الشرق الأوسط الكبير التي هي جزء منه و يعني أنها في داخل اللعبة الأمريكية , من هنا تركيا ترفض تفاصيل المعاهدة , وليس المفهوم العام لها , بل هي تؤيد الوجود الأجنبي الكسيح في العراق , من أجل أن يبقى الوضع الأمني منفلتا وخصوصا الحدود معها , ليتسنى لها التعامل مع عناصر حزب العمال الكردستاني بكل حرية , حتى لو دخلت الأراضي العراقية , أو إتخذت لها مواقع ثابتة هناك , من جانب آخر , ترى تركيا أن لعبة المصالح هي الغالبة اليوم على العلاقات الدولية , وينبغي ان تقفز على الماضي , فمن كان عدوا لدودا من قبل فهو اليوم صديقا حميم , أي أنها بالميزان السياسي لها قد ادخلت عدو الأمس ( إيران) في مصالحها التي تفرض عليها الموازنة بين الأقوى والأبعد , والأضعف والأقرب , على الأقل حاليا .
عن سوريا : أعتقد أن الأمر بات واضحا ولا حاجة لنا للغوص كثيرا في الموقف السوري , على إعتبار أن سوريا هي المستهدفة بعد العراق مرورا كريما على بيروت, حيث أن امريكا ( حسب إعتقادها ) أنها تمتلك اوراق ضغط على سوريا, من أجل مساوامتها على الكثير من نقاط الخلاف بينهما , عسى ان تظفر بواحدة منها كي تكون لها المتنفس في إحراجها, وتكون بين أمرين , إما التسليم والرضوخ وقبول الذل والهوان , وإما أن تتحمل العواقب الناتجة عن عدم القبول بذلك , المطلوب من سوريا أن تدخل في اللعبة الأمريكية الحالية واللاحقة, التخلى عن كل أحلافها , والإعراض عن موضوع لواء الإسكندرونة المحتل من قبل تركيا , فك إرتباطها الإستراتيجي القوي المتين مع إيران , التوقف نهائيا عن دعم المقاومة الإسلامية في لبنان , الإعتراف بلبنان كدولة مستقلة وتبادل السفراء بينهما ,إلغاء الوجود الفلسطيني على الأراضيها, وتسليم كافة القيادات الفلسطينية المناضلة, ومنع أي مساعدات تصل الى الأراضي المحتلة , الدخول في مفاوضات مباشرة مع الكيان الصهيوني بدون أية شروط مسبقة , القبول بالوجود الصهيوني الفعلي في الجولان , إقامة علاقات دبلوماسية مباشرة وتبادل السفراء مع الكيان الصهيوني , إلغاء كافة أشكال العداء من المناهج الدراسية , إعتبار الكيان الصهيوني دولة جارة وصديقة أو يمكن ( شقيقة ) , إلغاء كافة القيود التجارية المفروضة على السوق, والسماح للسلع الأمريكية والصهيونية بالدخول المباشر , فتح الباب على مصراعية أمام الإستثمارات الأمريكية الصهيونية وفي كل المجالات , وبالتالي التخلي نهائيا عن سياسة الضد او الممناعة , إضافة الى الكثير من المطالب التفصيلية , لكننا نكتفي بهذا القدر , السؤال : كيف يمكن لسوريا ان تحقق لأمريكا ماتريد , وهل مصالحها الإسلامية والوطنية تسمح بذلك , ثم هل ان الشعب السوري مهيأ لهكذا طروحات , وهل يمكنه ان يتقبل ويتفاعل إذا ماشرعت الحكومة بذلك ( على سبيل الفرض مثلا ) , من المؤكد ومن خلال التأريخ نقول جازمين ان هذا لن يكون ألبته , أمريكا من خلال هذه المعاهدة المزعومة مع العراق تريد أن تضع سوريا بين أكثر من فك , فهي مثلا في لبنان الذي هو الحديقة الأمامية لسوريا , من الشمال والشرق تركيا التي مع الأسف ........؟! , من الجنوب الكيان الصهيوني , والمملكة الطارئة , ومن حدودها المتداخلة مع العراق التي أصبحت أمريكا الحاكم الفعلي فيه , إذن أمريكا تريد أن تحكم الخناق والطوق على سوريا من أجل أن تأكل الطعم من خلال ذلك الطوق , ولأن سوريا غير قادرة على إحتواء مثل هذا الطرح , والذي لاينسجم مع ثوابتها, تحولت أمريكا الى الإنتقال الى مرحلة متقدمة في النزاع معها, بعد فشلها في الملف اللبناني, وعدم القدرة الى جرها, وجعلها طرف في الخلافات السياسية بين الأطراف اللبنانية , اليوم يأتي إتهامها علنا , بفرية جديدة ولعبة قديمة, هي اسلحة الدمار التي عرف العالم مآرب أمريكا من جراء طرحها , بعد إنكشاف كذبها المفرط في العراق , واكاذيبها المستمرة مع الملف الإيراني حاليا , لذا هي اليوم ادخلتها في لعبتها العالمية, و من أجل تسليط الضوء الأممي عليها وجعل أنظار العالم تتوجه الى هناك , حولت الملف السوري الى الطاقة الذرية , وهي نفس اللعبة التي لعبتها مع العراق سابقا , وتعتبر الخطوة الإستباقية لغزوه , والسبب لأن العراق أصبح أضعف من ان يمانع من دخول المفتشين ( الجواسيس والعملاء المزدوجين ) الى أي مرفق من مرافق الدولة, أيعقل أن تكون دائرة التقاعد العامة مختبرا لتلك الأسلحة المزعومة مثلا ؟!!, كل هذه الأوراق لها علاقة مباشرة بتلك المعاهدة من جهة أن سوريا لو تقبل أن تكون امريكا جارتها الجديدة وتعقد معها الإتفاقيات المتنوعة , هذا يعني أنها دخلت في اللعبة الأمريكية , وهي مقدمة لكل المطالب التي ستأتي لاحقا , نعتقد من هنا أن لسوريا الحق في رفض هكذا معاهدة, تنهي وجود قطر مسلم عربي , فضلا عما ستؤول إليه الأمور مستقبلا لجهتها . المطلوب منها الصمود الآن , هو الرفض القاطع لدخول المفتشين اليها , لعدم السماح بتكرار المهزلة التي حصلت مع العراق , لأن المفتشين هم عبارة عن مجموعة جواسيس , يحملون الكاميرات الصغيرة والمخفية احيانا لتصوير كل سوريا , وبالتالي على امريكا ان تعمل منضدة رمل , لضباطها وأركان جيوشها من أجل دراسة جغرافية سوريا وتضاريسها , والباقي معروف .
عن إيران : وهنا الطامة الكبرى , أوراق الضغط لاتعد ولا تحصى , نعتقد أن الإسم الرسمي لإيران وعلمها ( هما وحدهما يكفيان ) لإثارة الشكوك حول جدوى وجود مثل هكذا دولة على الخارطة , فضلا عن كل الأوراق التي اصبحت معروفة ومكشوفة للجميع دون أي إستثناء , فمهما تحدثنا , وعن أي ورقة حتى لو طرحنا مثلا , إقامة السدود المائية في إيران , فهذا يشكل تهديدا لأمريكا والصهيونية , أو إخراج فلما تسجيليا عن إنجازات النظام في إيران , فهو تهديد أيضا , لأنه يؤرخ لواقع حضاري , أو مثلا الشفافية في الإنتخابات على إختلافها , فإنه تهديد للمفاهيم الديمقراطية التي تسوق لها امريكا , أو مد سكة حديد بين المدن الإيرانية من أجل التواصل بين الفئات والأرحام لرخص التنقل , أو من أجل نقل المواد الأولية , أوحتى للتنزه والسفر , هو تهديد لأمريكا من عدة جهات , لامجال لذكرها فالقارئ الحذق يعرفها , عجيب أمر الأمريكان , حتى لو عقد مؤتمر للثقافة في إيران , أو أقامة مهرجان فني لبعض الفنون , أو نشر رواية جديدة لكاتب جديد , تعتبره تهديد ؟! , الدراسات العاليا في الجامعات الإيرانية , ومراكز البحث العلمي , بكل أنواعها , بدءا من المجال النووي السلمي الى البحث على مستوى علم الإجتماع مثلا , ناهيك عن المجال الزراعي من أجل رفع الأنتاج وتذليل العقبات المؤثرة في الإنتاجية لهذا القطاع المهم , أو مثلا الصناعي وكيفية إستغلال المواد الأولية في التصنيع , تصوروا حتى تربية الدواجن , ترعبهم , ولهذا إبتكروا ( فايروس ) إنفلوانزا الطيور, مثلما من قبل (جنون البقر), أو ذلك الفايروس المرعب ( السيدا ) والذي لايتماشى مع صنعة الله للخلق ,,,, هذا موضوع مهم نرتأي عدم الدخول به الآن ,,,,, صناعة السجاد والأرباح الداخلة , والحصول على نوعيات من الزيوت الداخلة في الطعام وتحسن نوعيتها من اجل خلق بنية صحية نقية من العديد من الأمراض ترعبهم , الوعي الجمعي الديني الثقافي الإجتماعي والمنظومة المعرفية النقية من كل الشوائب تقلقهم , ناهيك عما وصلت إليه إيران من تقدم عظيم وجبار وقد إكتسحت كل العلوم ودخلت كل المجالات , السياسي والحكومي والإداري والتشريعي والتنفيذي والتربوي والإقتصادي والزراعي والصناعي .....الخ , والوعي الديني الذي أدلج ثقافة الشهادة وجعلها من ضمن القاموس الفردي للمواطن الإيراني , هذا الأمر أقض مضاجعهم وجعلهم يعيدون حساباتهم في كل خطوة يتخذونها إزاء هذا البلد الناهض .
إيران تنظر الى الوجود الأمريكي في العراق تهديدا صارخا لكل المواثيق والعهود الدولية , وخارجا عن كل الأطر الأخلاقية للتعامل القائم بين دول العالم المتحضر , لما ينطوي عليه ( ذكرنا في اعلاه ) , من نتائج سلبية على الوجود الأساسي لقطر مسلم عربي هو العراق , وتعتبره , وجودا غير شرعي ولا أخلاقي , من جهة أنه لإيران علاقات وطيدة ومتينة,بل يمكننا ان نقول , أنه لايمكن لأي كان أن يؤثر في فك تلك العلائق مع العراق وعلى كافة المستويات , ( هذا على الأقل من خلال قرائتنا المتواضعة للتأريخ ) , فهي متداخلة حتى في التركيبة البنيوية للشعب العراقي , فهي علاقة الخال وإبن الأخت , ناهيك عن الروابط الأخرى .
أما الثلاثي المرح أي محميات الإعتدال , نعم لديها مخاوف وهواجس من جراء دخول العراق في الجحر الأمريكي , لأن لو نجحت أمريكا في هذا الأمر, حتما سيكون دافعا ومشجعا لللملوم الذي يعيش في الداخل الأمريكي(الشعب), أن يدفع إدارته المسعورة الى غزو تلك المحميات, ويأخذ الوجود الحالي للأمريكان شكلا آخر , لايمكن معه أن تتحرك تلك المحميات, إلا عن الطريق الذي وضعت فيه , وهذا له نتائج كارثية وعلى كل المستويات , لايمكن التخلص منها حتى سقوط المنظومة الإمبريالية العالمية , وهذا ليس في القريب المنظور .
خاتمة :
نحن نعتقد أن على الشعب العراقي ان يرفض هذه المعاهدة رفضا قاطعا , وأن ينهج نهج المقاومة الفاعلة والمؤثرة , وأن يتبع التخطيط المبرمج , وأن تنضوي كل الفعاليات الشعبية المقاومة تحت راية تحرير العراق , وإرجاعه الى هويته الإسلامية , ونعتقد أن تبدأ المقاومة بالعملاء أولا, لأنهم عيون المحتل , ومتى ماكان المحتل أعمى فإنه حتما سيسقط في الحفرة المعدة له , بوجود العملاء من أي لون أو شكل , فإن شوكة المحتل تبقى قوية ولا تتأثر بأي شئ , وعلى المقاومة ان تدرس تأريخ كل حركات التحرر في العالم , وهذا ليس عيبا , بل هو الصواب بعينه , كي تستفيد من الخطط التي كانت تتبعها تلك الحركات وخصوصا( الجزائرية ),والفرنسية , وفي أمريكا اللاتينية , على إعتبار أن العراق لم يمر بحالة غزو من زمن بعيد , وهناك إحتمال وارد أن الطرق المتبعة في هكذا حالات, قد لاتكون ناجعة في توجيه الضربات الماحقة ضد العدو , فهناك , التوزيع الميداني للأسلحة المتوفرة , منها الخفيفة والمتوسطة وحتى الثقيلة , وهناك المجاميع الخاصة بالحالات الإستشهادية الكبيرة, والتي ينبغي لها أن تختار الأهداف الكبيرة, من اجل إيقاع أكثر عدد من الخسائر , وهناك القناصة الذين من الممكن أن يلتقطوا الرؤوس المسؤولة في قوات الغزو , ولا تنسى المقاومة دور المرأة , فهي العنصر الوحيد الذي يستطيع إستدراج روؤس العدو, الى أماكن قتل هي تختارها وتصفيتها فيما بعد , وإستعمال الحيوانات , ( أعتقد أن حرمة الإنسان عند الله أغلى من كل شئ ) لذا انا أرى من باب الأهم والمهم , جواز هذا العمل شرعا , نظرا لأن المواقف في الداخل العراقي متباينة الى حد, ان المحلل لايمكن له أن يخاطب جهة معينة , وإن النسيج العراقي له عدة مواقف, حتى على صعيد أمر واحد , فكيف يمكن له أن يوحد مواقفه جميعا ,؟! وينبغي أن تكون هناك آلية في التنفيذ , لجميع العمليات وتقديم الأهداف الكبيرة على الصغيرة, كي تعجل في إنسحابه منكسرا ذليلا , ومن ثم الشروع بالثورة البيضاء على غرار الثورة في إيران من اجل تحقيق الأهداف في الحياة الحرة الكريمة .
علي المطيري
662008
التعليقات (0)