Normal
0
false
false
false
EN-US
X-NONE
AR-SA
MicrosoftInternetExplorer4
أما مشاريع إقامة دولة عربية موحدة فقد انطلقت من أقليم نجد بشرق الجزيرة العربية. بتجديد التحالف بين الجيل المتبقى من أسرة آل سعود (التى كان محمد على قد صفاها عام 1818 ) بقيادة أحد أبنائها يدعى عبد العزيز بن محمد بن سعود وبين آل الشيخ أصحاب الدعوة الدينية السلفية المتطرفة المسماة ٌ"بالوهابية" .وقد تمكن عبد العزيز آل سعود من إعلان مملكته عام 1932 تحت إسم ٌ المملكة العربية السعودية ٌ رافعه رايات الوهابية ٌوهو علم المملكة الحالى ذى المصحف والسيفين وعبارة التوحيد ٌ أساس شرعية الغزو وولاء القبائل. المشروع الثانى هو مشروع الدولة الهاشمية الذى وضعت لبناته الأولى خلال مفاوضات تمت بين الشريف الحسين الهاشمى أمير الحجاز والوزير البريطانى هنرى مكماهون. وأسفرت عن إتفاقية وقعت عام 1915 تقوم بمقتضاها إنجلترا بمساعدة الشريف حسين فى إقامة دولة عربية كبرى تنشأ على أنقاض الأمبراطورية العثانية، فى مقابل قيام الشريف الحسين بتأليب القبائل وحشدها لمقاتلة القوات العثمانبة فى الجزيرة العربية والشام. وقد أوفى الشريف حسين بتعهداته ولكن الموازين المحلية والإقليمية والدولية أسفرت عن إنحصار الهاشميين فى إمارة أصطنعها الأنجليز فى جنوب الشام عام 1921 سميت إمارة شرق الأردن، عدد سكانها لايتجاوز400 ألف نسمة ، تولى إمارتها الأمير عبد الله بن الحسين. فى حين نصب الأمير فيصل بن الحسين ملكا على الملكة التى تكونت فى أراضى بين النهرين تحت أسم المملكة العراقية عام 1922.
وقد تبلورمفهوم القومية العربية بإنشاء حزب البعث العربى فى دمشق عام 1947وأنتخب ميشيل عفلق عميدا له وعمل على بعث القومية العربية وأتخذ شعاره ٌ أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدةٌ. وسرعان ماأنتشرت الأفكار القومية العربية وتنظيماتها فى بلاد الشام وفلسطين والعراق.
بقيام دولة إسرائيل ككيان صهيونى غريب عن المنطقة وتصدر جمال عبدالناصر قيادة تيار القومية العربية بعد حرب السويس عام 6 195 إكتسب تيار القومية العربية زخما شعبيا هائلا خاصة وقد إكتسبت بعدا إشتراكيا طبقيا. وإنقسمت بلدان الشرق الأوسط وقواه الإجتماعية والسياسية إلى جبهتين، جبهة التحرر الوطنى المعادية للإستعمار والصهونية والرأسمالية العالمية والمحلية وجبهة البلدان والقوى السياسية الرجعية الموالية للإستعمار والرأسمالية العالمية والمهادنة للصهونية. وأشتعلت المنطقة من المحيط إلى الخليج بالإنقلابات العسكرية والحروب الأهلية الداخلية والإقليمية على مدى ثلاثين عام تقريبا ولم يستثنى من ذلك حتى جزر القمر. و فى خلال تسع سنوات ٌ بين عامى 1959-1967 ٌ تأهبت القوات المسلحة المصرية لخوض ثلاث حروب خارج أراضيها، أولها عام 1959 لنصرة القوى الثورية اللبنانية ضد تسلط حزب الكتائب بقيادة كميل شمعون الموالى للإستعمار لولا التدخل العالمى الذى أنهى المشكلة، التحرك التالى عام 1961 للقضاء على إنفصال سوريا عن الجمهورية العريبة المتحدة وعادت القوات من منتصف الطريق حفاظا على الدم العربى كما قيل وقتها، التأهب التالى كان لحماية إمارة الكويت من إبتلاعها من قبل عبد الكريم قاسم حاكم العراق آنذاك، وحال دون وقوع الحرب تراجع عبد الكريم قاسم فى اللحظات الأخيرة، أما المرات التى خاضت فيها القوات المسلحة المصرية الحروب خارج أراضيها فبدأت بنصرة ثورة اليمن عام 1962، ثم نصرة الجزائر فى حربها الحدودية مع المغرب عام 1963 ونصرة السودان ضد الإنفصاليين فى الجنوب فى أواخر الستينات. وكانت المأساه الكبرى هى حرب 1967 التى أجهضت مشروع التنمية الشاملة الذى كان المصريين قد إنخرطوا فى تنفيذه إعتبارا من عام 1961 وأحدث تطويرا جذريا سياسيا إجتماعيا إقتصاديا ثقافيا كان كفيلا فى حالة إستمراره بترقية نوعية حياة كافة المصريين ووضع مصر فى مصاف الدول المتقدمة.
وقد أسفرت مرحلة تنامى تيار القومية العربية وتأثيره على مسار حركة التحرر بالمنطقة ولأسباب محلية وإقليمية وعالمية يضيق المجال عن تناولها، أسفرت عن تحول كافة دول المنطقة الرجعى منها والتقدمى إلى نظم شمولية تسلطية تمارس القهر على شعوبها وتنفذ سياسات وتسلك سبل لاتلبى مصالح وتطلعات مواطنيها، مما دفع شعوب المنطقة للثورات والإنتفاضات بحثا عن طريق يمكنها من ترقية نوعية حياتها.
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:"Table Normal";
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-qformat:yes;
mso-style-parent:"";
mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt;
mso-para-margin:0in;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:11.0pt;
font-family:"Calibri","sans-serif";
mso-ascii-font-family:Calibri;
mso-ascii-theme-font:minor-latin;
mso-fareast-font-family:"Times New Roman";
mso-fareast-theme-font:minor-fareast;
mso-hansi-font-family:Calibri;
mso-hansi-theme-font:minor-latin;
mso-bidi-font-family:Arial;
mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}
التعليقات (1)
1 - ضياعنا بين القومية العربية والأممية الإسلامية
أحمد قيقى - 2013-12-11 18:23:41
أعتقد يا عزيزى أن فكرة القومية العربية التى تبناها حزب البعث كانت قابلة للنجاح واكتساب شعبية واسعة لأنها كانت قائمة على فكر علمانى خالص يصلح لتجميع أمة ذات لغة فريدة وتراث ثقافى حتى قبل الأديان ولكن حدث هذا الصراع بين هذه القومية العلمانية وبين قومية عبد الناصر مع ان أهدافهما تكاد تكون واحدة إلا أن عبد الناصر كان ضحية أوهام ملأبها البعض وعيه وهى وهم الزعيم الملهم فأدخل قوميته الوليدة فى صراعات مع قوى عالمية دون أن يحسب حساب تكافؤ القوى فتم القضاء على فكرة القومية العربية بشقيها البعثى والناصرى بهزيمة 67 . هذه الهزيمة التى اعتبرها دعاة الأمميةالاسلامية انتصارا لمشروعهم والذى كانت مصر أيضا هى مأواه ومكان انتشاره ممثلا فى جماعة الإخوان المسلمين . أنا اعتقد أن ما نحن فيه الآن هو إحدى الثمار المريرة للفترة الناصرية . وإذا كان الخامس من يونيه هو بداية هزيمة القومية العربية فأرجو أن يكون الثلاثين من يونيه هو بداية هزيمة الأممية الإسلامية لنعود معا إلى أحضان الوطنية المصرية المحمية بعلمانية وعقلانية التفكير وإن كنت أرى ذلك أمرا صعب المنال