مواضيع اليوم

تشبيب الشباب...... وتشييخ الكراسي

sibrata yoba

2009-03-14 22:39:10

0

تشبيب الشباب...... وتشييخ الكراسي

جواد الغليظ

yoba56@gmail.com

سبق لي في إحدى المناسبات وفي نفس الفترة التي نعيشها الآن، فترة التهليل للواجبات الوطنية والتطبيل للديمقراطية في الشوارع العامة والتي يسخرون فيها هؤلاء المسؤولين عن هذا الجانب مجموعة من الوسائل التي قد تتيح لهم فرصة ما، يحلمون بها في هذا الزمن مر،وذلك بالفوز بصوت مواطن مقهور لا يزال يعلق أمله في هؤلاء، إن كان طبعا، وقد قلت حينها في إحدى مقالاتي أن ما تفعله هذه الأحزاب الخاوية الوفاض مجرد نضال موسمي يتم استحضاره كل استحقاق تشريعي أو محلي وضياع للوقت لان المواطن الذي فاق واستفاق من النوم لم يعد يأبه لذاك التهليل وقد تبين ذلك للعيان عندما امتنع معضهم عن أداء واجب الديمقراطية الغربية في هذا البلد رافضين ديمقراطيات تلك الأحزاب المختلفة ألوانها، وكذلك ومثال ضياع للأفكار التي أسس لها علماء ومفكرين وفلاسفة كي ينفعوا بها العباد لا لتدويخها في البوليتيك الفاشل.

 

ماذا ينتظر المواطن من هؤلاء، طبعا تحقيق مصالحه الشخصية ومصالح المجتمع الذي يعيش فيه والذي يشترك معه في تلك المصالح بصفة عامة، هل وصل حزب ما في المغرب إلى درجة ما حقق فيه هذه المصالح، لنفرض أن التغيير الذي ننشده بدأت بوادره في الظهور كما يقولون، طبعا ازدادت البطالة، وتردت الخدمات الصحية والاجتماعية والاقتصادية، بل تم الإجهاز على الحقوق الشخصية للمواطن بالرجوع إلى سنوات الهراوة والدبوز، هذا ما يراه المواطن العادي بمقدور أي حزب أن يحققه، العمل الصحة ويعيش في أمان، أما بالنسبة للمواطن العادي الواعي، المعيار الذي يحكم عبره على الأحزاب هو تعاملها مع مشاكله و مطلبه و انتظاراته. في حين نلاحظ أن أحزابنا لا تعمل بما يفيد، لأنها لا تبحث فعلا عن أساس تلك المشاكل من أجل حلها من خلال توجهاتها، لذلك أضحت نظرة هؤلاء إلى الحزب على أنه مجرد مكتب شكاوى، أو مكتب توظيف، أو حتى أداة انتقام من البعض، وليس أداة لممارسة العمل السياسي وإدارة الدولة بالأفكار التي تبناها الناس بدخولهم إلى هذا الحزب كأعضاء.

في هذه الأيام التي تفصلنا عن موعد الانتخابات الجماعية كثرت التعاليل من طرف القائمين على هذه الأحزاب ووزاراتهم عندنا حول عدم قدرتهم على نشر أفكارهم بين الناس، بالجو العام السائد والأزمة العامة بعد أن تم مصادرة المواطنين برفع الأسعار وكذلك عندنا في الريف الأزمة في أوروبا ألقت بضلالها علينا، على اعتبار أننا هنا نتأثر من أوروبا أكثر من الرباط، لأسباب يعرفها الجميع فكل الريف في الدياسبورا، وكذلك يشتكون من سيادة اليأس و جملة من الأسباب التي مازالت حزيباتنا لم تقوى على كشف الأسباب الحقيقية من وراها كما يزعمون "اديواي ربي أوكنيو غيامنن" و التي أغلبها يعرفها الجميع و على رأسهم قادة الأحزاب و لعلهم شرعوا في تقييم تجربتهم الشخصية سيبدو لهم أكثر من سبب جوهري في نفور المواطن من أداء واجباته الوطنية كما يدعون، لكن هذا الكلام يعتبرونه قذفا و سبا في حق أحزابهم "العتيدة" .أو دعوة للمواطنين في العصيان ومقاطعة الانتخابات، لكن أنا سأقيمها حتى إن كان هناك سبب ما في اتهامنا بالحمق ووضعنا في الدار البوهالي كما فعلوا مع معظمهم فلا مشكل.

بالله عليك أيها المواطن كيف يريدون هؤلاء المسؤولين من الشباب المغربي "يا حسرا" أن يشترك ويفعل ويساهم في تسيير بلاده عن طريق العمل السياسي، كثيرا ما يتم ترديد قصة تشبيب السياسة، وقد رددها الاشتراكيون ما من مرة وقد ذابت في دهاليز المكاتب الحزبية بعدما تم تأجيل المؤتمر وتم بعد ذلك الحسم في الأمر وإعطاء فرصة أخرى للشيوخ، فأين الشباب يا إخواننا الذي كنتم في زمن "وليت الزمن يعود يوما"، وانتم الذين كنتم تتنادون بالأممية والديمقراطية....

أما حكومتنا فحدث ولا حرج، فأنا أخجل شخصيا عندما استمع لبعض أعضائها ينادون الشباب للمشاركة الفعالة في تمثيلية جماعتهم ومنطقتهم، أي شباب تنادون وأنتم وليتم شيخا أب الشيوخ على رأس حزبكم الذي أعتبره بين قوسين لأنني ريفي واتنم تعرفون لماذا، "ولو كان غير شي شيخ" مازال في رعيان شيخوخته"لما قلنا باس"، لكن أن يترأسكم شيخ بدأ في فقدان ذاكرته على ما أضن والدليل على ذلك عندما فقدت ذاكرته اسم "سباتيرو" رئيس الجارة الاسبانية. اوا لحماق هذا، هل تلك الأحزاب لا تتوفر على شباب قادرين على أخذ يد المبادرة لإكمال المشوار، اممم القضية فيها إن. اوا لماذا تدوخوننا نحن بالتشبيب ان كنت انتم تردون الاستشهاد على كراسي الرئاسة.

لا يخفى على أحد أن الحزب السياسي ينشأ لكي يمارس السياسة من خلال فكر سائد في المجتمع، وتقوم نظرية أي حزب على منظومة من الأفكار و المواقف اختارها الحزب لنفسه كي يؤسس عليها مبادئه و تصوره و إستراتيجيته من أجل تحقيق مشروعه المجتمعي... هذه هي الصورة المثالية للممارسة الحزبية، لكن الأحزاب المغربية في غالبيتها الساحقة ما انفصلت عن فكرها الأصيل وابتعدت عنه، ودخلت منذ مدة في ممارسات روتينية وإدارية حولت الحزب إلى مجرد مبنى يلتقي فيه مجموعة من الأعضاء. وحتى تلك البنايات ألان هجرها أعضائها وهي آهلة للسقوط.

المهم إخواني كثر الكلام وقصر القلم وقلوبنا تجمدت من الألم فدعونا نحلم لنحلم مليا... فالتغيير محال، فأحزابنا ما شاء الله لها في جميع المدن و الجهات مقرات فاخرة وهي موجودة منذ سنين و لبعضها تاريخ نضالي مشبوه، لا يمكن أن ينكره أحد ، ألا تكفيهم شبكة المقرات و الأعضاء المنتشرة داخل البلاد كي تنشر مبادئ وأفكار أحزابهم و لو بربح عضو جديد في السنة... لكن الحقيقة الأولى والأخيرة هي المأساة الحقيقية في بلادنا أن أغلب مواطنينا - وبعضهم أعضاء في أحزاب- لا يعلمون شيئا عن أفكار ومبادئ و نظريات أغلب أحزابنا السياسية و ماذا تريد فعلا تحقيقه و كيف ستحقق ذلك... و هذه طامة كبرى .. ! فما العمل إذن؟ خلق أحزاب جديدة أم تغيير القديمة و المتواجدة حاليا؟ وفي انتظار الحسم يظل أغلب المغاربة غير مؤطرين سياسيا و هذا في وقت انمحت فيه الحدود الإعلامية عبر العالم و الأخطر من هذا و ذاك أن رجال الغد ، شباب اليوم ، جيل بكامله خارج الدائرة أغلبيته الساحقة لا تشعر بوجوده فمكان له تحت شمس ووطنهم وآخر في أوربا و هذا لا ينبئ بخير.

وأعتذر من الشابات لأنهم بدورهن تم إقحامهن في هذه الأحلام ولم أشأ بدوري إقحامكن في هذا المقال لأنكن بريئات من أن تسوق على ضهوركن مفاهيم الجنس الآخر والنوع الاجتماعي ومقعدين في الجماعة ونصف أخر في الله واعلم، لأني أرى من الأجدر أن تخمم الدولة وتعيد النظر في تلك القرارات، فإذا كانت تريد تسويق صورة حقوق المرأة لأوروبا وتنشد التغيير وتريد ترسيخ قيم الدمقراطية، فمن الأجدر أن تقوم دولتنا العزيزة بسحب آلاف الشابات والنساء من ضيعات أروبيا الفلاحية ولن أقول أماكن أخرى كي لا أجرحهن.

وسط هذه الأجواء اختفت أفكار أحزابنا وتوارت خجلا من انصراف الناس عنها، وترسخت الأفكار التي يستحق الشعب أن يحملها وشعاره هو "والله ديك الورقة لا حطيتها تما".

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !