مواضيع اليوم

تسونامي سيدنا نوح

مهندس سامي عسكر

2012-11-30 20:03:59

0

لا شك أن سيدنا نوح جلس في الصحراء يصنع سفينته امتثالا للأمر الإلهي وهو على يقين أن الأمر له وجاهة لأنه صادر من رب العالمين !! ولكن كيف ستسبح هذا السفينة العملاقة ( في ذلك الوقت) في رمال الصحراء؟ ...هذا شيئ عجيب والأعجب أن الله قال له فإذا فار التنور فاحمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن ..فما هي الحكمة؟ الله تعالى أعلم ...
جلس سيدنا نوح ويمر الناس عليه ضاحكين مستهزئين من رجل يصنع سفينة على الرمال وبعيدا عن أي بحر!! ويقول أنه رسول من رب العالمين!!
رغم مئات السنين التي مرت من عمره الطويل يشعر أنه ولد منذ زمن قريب وسوف ينتهي عمره بعد حين طال أم قصر فالحياة الدنيا أمامه لا تمتد إلى عمق الزمن ولكنها تعطي لكل واحد أجلا مسمى يموت بعده ولا نعلم أين يذهب وكيف يبعث وما هي الحياة الآخرة على وجه التحديد؟
ماذا كان يدور في ذهن نوح النبي؟ وماذا كان شعوره إذ كذبه قومه بل سخروا منه؟..إن خبرة السنين التي مضت من عمره لم تسعفه لتحل له هذه المعضلة الفكرية المعقدة ولكنه دون شك يوقن أن الأمر إلهي قاطع وفيه حكمة خافية..
جاءت الأمطار وانهمر السيل من السماء وتفجرت الأرض بالماء وعلت المياه فوق الهضاب وفوق قمم الجبال وتلاقي ماء السماء مع ينابيع الأرض وجرف السيل أمامه ما نرى صورة مصغرة له فيما يسمى تسونامي ولكن أي تسونامي؟ ...إنه قد يكون يوم القيامة!! عجبا لتلك السحابات التي تحمل هذا البحر المحمول جوا لتلقيه فوق الأرض دفعة واحدة لتغرقها ويفيض عنها البحر والمحيط والصحراء وتغرق الجبال إلى أعلى قممها...
ما هذا الذي يحدث وكيف النجاة من هذه الأمواج التي غزت كل شبر من الأرض فلم يبق عليها سوى سفينة تسبح إلى حيث أراد الله وتمتلئ بكل ما سمحت به سعتها...ليس هناك ربان يقودها وإنما تسير بقدرة الله إلى مستقرها الذي قدر لها ...الليل جاء وأرخى سدوله وساد الظلام الدامس ولم يعد في الاستطاعة رؤية الأرض ولا حتى يرى ركاب السفينة بعضهم ولكن العجيب أن كل الأزواج من مخلوقات ركبت السفينة كانت في سلام شامل وسكون رهيب بينما غشيت الخلائق سكينة وأمن وأمان فلا يخاف البعض من البعض!!
يفكرون جميعا !! هل ينحسر الماء؟ هل تمسك السماء عن سكب بحرها على الأرض؟ هل تعود الأرض إلى سابق عهدها صالحة للسكن والمشي والمسير؟ هل ينبت شجرها بعد أن غمر الماء بعضه وجرف أكثره؟ هل تنبت قمحا مرة ثانية؟ هل تنبت كلأ للدواب؟ هل يبقى الطير معلقا في السماء لا يجد ما يحط عليه من شجر أو أرض؟ هل تعود الشمس بعد هذا اليوم إلى الإشراق؟ هل يأتي الفجر مرة ثانية؟ هل يبقى بيت أو كهف يحتمون به إذا ابتلعت الأرض ماءها وأقلعت السماء عن المطر؟؟؟؟ ما زالت السماء ترعد وتبرق وتصب سيلها والأرض تخرج ما خزنت عبر السنين في باطنها مما سلكه الله ينابيعا فيها!!
يا طول هذا اليوم وليله ونهاره!!
توقفت الأفواه عن الأكل والكلام ...وفكر من في السفينة في الآتي من الأحداث إذا بقوا على قيد الحياة...إنها لحظات وربما أيام تختفي فيها المشاعر المعروفة ويرى فيها كل مخلوق غير الذي اعتاد أن يراه وكأنه يخلق من جديد مؤهلا لذلك الحدث الكبير الجليل الصاعق المخيف الذي لا ترجى بعده نجاة إلا في قلوب المؤمنين ..........




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !