حلقة 2
مرت الساعات ثقيلة ثقل الجبال والراكبون السفينة ينتظرون الفرج وما زالت السماء ترعد وتبرق وتسود من سواد الغمام وكأن الليل والغمام اتفقا على حجب الرؤية حيث لا يرى أحد يده إذا أخرجها!! ولكن قلوب المؤمنين معلقة بالله تنتظر النجاة أو اللقاء مع الله في جنته فلا خوف إذن من الموت!!
الخوف فقط من الحدث الكبير الذي لم يسبق له مثيل
...كما أن الخوف من المجهول صفة بشرية ثابتة مع كل مخلوق سواء آمن أم لم يؤمن!..
...الكلام توقف بين راكبي السفينة عدا الأسئلة التي تتكاثر فقط على سيدنا نوح...وكل مشغول بمشاهدة البرق والسباحة في الظلام في بحر لجي ليس له شاطئ!!
بدأت السماء تقلع عن المطر والأرض تبتلع ما أخرجت من الماء فقد قضى الأمر واستوت السفينة على قمة جبل كانت قمته عالية فوق ما غمر الأرض من الطوفان التاريخي الذي لا يتكرر ...
....لا ندري أين كان الجبل وأين هو الآن!!
...لم يعرف الركاب أن السفينة قد رست إلا بسكونها وعدم اهتزازها بالتلاطم مع موج الفيضان الإلهي المعجز
.... كانت قد انكسرت دفتها ربما لأن الحاجة إلى توجيهها كانت معدومة حيث لا وجهة محددة تبحر إليها...
....مالت على الجانب وأفرغت ما بها من مخلوقات يتسارعون إلى النزول لا يلقي أحدهم بالا للآخر لأن الهول كان أشد وأكبر مما تحتمله قلوب البشر
لا شك أن الله ناصر من استجاب لدعوة رسوله نوح
... وسوف ينصر من يهتدي بهدى آخر الأنبياء وأشدهم ابتلاء وأبقاهم أثرا لا يزول حتى قيام الساعة ...عليه وعلى نوح والأنبياء أفضل الصلاة وأزكى التسليم ...
.....وبارك الله لنا في القرءان الكريم وفيمن علمنا منه حرفا أو آية
التعليقات (0)