نتذكر أحيانا مشاهدتنا للتلفزيون السعودي فترة التسعينات ، تلك الساعة اللتي تحتوي على خريطة خضراء للمملكة تصحبها موسيقى تشعرك بالتعاسة حتى لو كنت تستقبل أول مولود لك ونشرة الأخبار اللتي تمتد أحيانا إلى الساعة والنصف لتلغي بذلك مسلسل السهرة المكون من 15 حلقة بدلا من 30 لأنه خضع قبلها للمنتجة وطبعا لا يهم فوات المسلسل لأنك شاهدته قبل تلك المرة 3 مرات على نفس القناة ولا ننسى أيضا طلّة عوني كنانة وماجد الشبل وغالب كامل وأيضا لاننسى سليمان العيسى اللذي أعتقد أنه الوحيد اللذي لازال على قيد الحياة فيهم ،ومريم الغامدي الجنس اللطيف الوحيد على تلك الشاشة ،وأطيب الأماني مع حسن كراني ونشرته المليئة بنصائحه لقائدي المركبات طبعا مع حفظ الألقاب للجميع .
كل تلك الذكريات أصبحت تاريخا نتسابق على ابرازه في مواقع الإنترنت ونشعر باستمتاع عند تذكره مع أننا كنا نموت ألف مرة ونحن نشاهده حينها ولكن لضروف الجلسة العائلية اللتي كانت تجبرك على تناول العشاء مع الأسرة ومتابعة الأخبار اللتي كانت مهمة فقط لأبي مع أنه لم يكن منتبها لها وإنما للشاي اللذي لم يحضر على طاولة الطعام بعد .
اليوم وقد سخر الله لهذا العمل وزيرا من أكفئ من مروا على وزارة الإعلام - على حد علمي - رجل مثقف .. ومدرك لما حولنا ويعلم يقينا أن قوة الدولة تُمثّل بقوة إعلامها .. فسخر كل طاقاته للعمل للنهوض بمستوى التلفزيون السعودي فعمل على زيادة عدد القنوات لتصل إلى تسع قنوات واستحداث خطاب جديد في الأخبار والبرامج الحوارية بعيد كل البعد عن الرتابة والملل .
التلفزيون السعودي بقنواته أصبح علامة فارقة في سماء الفضائيات وله رأيه اللذي يعتد به ،وأشير هنا إلى القناة الأولى والقناة الإخبارية وربما قناة أجيال .. أما عن القناة الرياضية أو القناة الثانية فالوضع مختلف جدا .. قناة كقناة الرياضية تستهدف فئة عمرية مهمة وهي الشباب عليها أن تضع نصب عينيها أن هذه الفئة العمرية لا ترضى بأي محتوى وإنما تتطلع لأفضل الموجود وهي فئة ساخطة دائما حتى على المتميز .. مع أني لست من المهووسين بكرة القدم ولكني في بعض الأحيان تستوقفني بعض المباريات لفريق الهلال مثلا ً.. وعندما أستولي على"الريموت كنترول" فأني أتوجه فورا لقناة الجزيرة الرياضية مباشرة دون التفكير في وجود قناة تسمى "السعودية الرياضية" فالتعليق هناك أفضل، والتحليل على أعلى مستوى وحتى من الناحية الفنية والتقنية والجمالية فإنها أفضل بكثير ولاتقارن بالمسرحية الكوميدية اللتي تؤدى في القناة الرياضية كما وصفها أ / عادل أبو حيمد في إحدى كتاباته. وكذلك إن أردت متابعة برنامج باللغة الانجليزية فصدقني لن ولن ولن تتوجه للقناة السعودية الثانية فمجرد مقارنتها بـ Dubai 1 أو MBC4 هو ظلم بعينه .
كل ما أريده من هذا المقال هو النظر لحال تلك القناتين اليائستين وإلحاقها بركب النهضة اللتي تتمتع بها بقية القنوات في التلفزيون السعودي مع أنها إلى الآن ليست كافية ولكن كما قال المثل الشعبي " ريحة أبو علي ولا عدمه " .
التعليقات (0)