تسريبات ويكيليكس حول العلاقات العربية الأمريكية لم تأت بجديد , فأغلب العرب العارفين والمفكرين والكتاب العرب المخلصين مع أنفسهم ومهنهم وأوطانهم وأمتهم يعرفون سياسات الحكام العرب وتعاملهم السري مع أمريكا والدول الغربية ذات الأطماع الأستعمارية التاريخية في المنطقة يما يتمشى مع سياساستهم وخدمة لمصالحهم للأبقاء على قبضتهم الحديدية على شعوبهم . ولكن تسريبات ويكيليكس رفعت القناع عن أولئك المفكرين والكتاب العرب المأجورين الذين جعلوا من ضمائرهم ومعرفتهم وسيلة لكسب الرزق الحرام في الدفاع عن الحكام وسياساتهم وتضخيم منجزاتهم ومهاجمة الاقلام الشريفة والمعارضةعندما يتعرضون لنقد سياسة الحكام العرب التي لا تاخذ في الأعتبار حرية ومصالح شعوبهم.أن الشعوب العربية على إختلاف طبقاتها ومذاهبها تعرف أن ما يقوله الحكام العرب وأبواقهم الاعلامية لا يعبر عن الحقيقة وإن اخلاصهم الوحيد هو لعروشهم وكراسيهم وخد مة أمريكا والدول الأستعمارية الغربية للمحافظة على إستمرار قبضتهم على شعوبهم . تسريبات ويكيليكس لن تغير من سياسة الحكام العرب ولن تحدث أي تغيير في المنطقة وهي كما قلنا لم تات بجديد فكل ما قيل فيها سياسة معروفة عن الحكام العرب او متوقعة منهم , ولكنها فيها إحراج للأدارة الأمريكية وحكومات الدول الغربية حليفاتها مع شعوبها التي من المفروض التعامل معها بالصدق والصراحة , وقد يكون لهذه التسريبات نتائج وخيمة ومحاسبة للساسة الغربيين المتورطين فيها . وهذا سيدجعل الأدارات الامريكية والحكومات الغربية أكثر حرصا في المستقبل على سرية المراسلات الدبلوماسية وتحسين وسائل الأتصال بسفاراتها . ورغم أن أمريكا لن تستطيع التنكر لهذه المعلومات والتسريبات لأنها موثقة في وثائقها الرسمية ,، إلا أن الحكام العرب والحكومات العربية والحكومات التي لها صلة بما ورد فيها من معلومات قد يحاولون نكران ما جاء فيها , أو نقد سفراء أمريكا وممثليها الذين صاغوا هذه المعلومات في تقاريرهم . كما ان الدول المتضررة من هذه التسريبات قد ترفضها في العلن بحجة أنها مدسوسة تهدف ألى بث الخلاف مع جيراتها كما حصل مع إ يران وغيرها ولكنها تؤكد شكوكها, وقد لا تتار من بعض الجهات المتضررة تجنبا لوقف الدعم والمساعدات عنها مثل حكومة غزة وحزب حزب الله . وعلى العموم فإن هذه التسريبات قد جعلت الأحداث العالمية والعلاقات الدولية وخاصة في المنطقة العربية أكثر شفافية , وعرف كل الاطراف على حقيقتها ونأمل أن تكون رادعا لكتاب الأنظمة لأداء دورهم الأعلامي بصدق وإيمان بالوطن والامة العربية. كما مدت هذه التسريبات كتاب التاريخ بمعلومات موثقة لم يكن من السهل الحصول عليها حتى من الوثائق الدبلوماسية التي تنشر بعد ثلاتين سنة من تحريرها لأن مثل هذه التسريبات تتضمن عادة ما يمس مصالح الدولة التي تنشرها وتحتفظ بها لفترة أطول إو إتلافها .
التعليقات (0)