تسائلات حول الالحاد

                                                                                                 تسائلات حول الالحاد

في علم وظائف الجسم نرى عقل الانسان لايدرك ما حوله في العالم الخارجي الا من خلال حواسه الخمس الفسيولوجية التي هي اللمس السمع البصر الشم التذوق تعتبر الواسطة بين العقل المستقبل للمعلومات وبين العالم مما يدل على ان العقل لايمكنه ادراك ماهو خارج عن دائرته المغلقة الا بواسطة هذه الحواس منذ الصغر الانسان يتعلم ويكتسب تجارب تؤهله لمعرفة المزيد عن طريق تحليل البيانات السابقة التي بنى عليها تفكيره فيم بعد التي ربما يحسبها نوعا من الخيال العلمي ان لم نقل التفكير الحر كأن العقل وجد بدون مقدمات هذا ينافي ما ذهب اليه ديكارت انا افكر اذن انا موجود المسألة ان كان الانسان يفكر في ماذا هو يفكر وما الدليل على وجوده اذا كان ينكر اصلا وجود الله ان لم يعطي معنى وقيمة لهذا الوجود في عقله يكون مثل العدم بلا معنى في قيمة العقل ذاته لما تصير المغالطات حقائق مجردة ومنطقا فلسفيا في نظر بعض من ضلوا عن سواء السبيل اقرب الى الجنون لأن العقل لا شكل ولا صورة له بل هو مجموعة تراكمات انسانية لم تبلغ حد الكمال الذي يجعلها تعلم علم الغيب مما كان وسيكون انه اكبر عجز على فهم الملحد لسر الكون حين يلقي اسئلة على انها معجزة امام اعجاز علم الله تعالى رغم بيانها فالذي يحترم الله بما ينبغي ان يحترم كمن يحترم العقل لأن الله كرم به الانسان من بين كل مخلوقاته انه اكبر دليل على وجود الخالق اليس نكرانه نكران العقل الذي يقود صاحبه الى الانتحار بعدما يمر بأزمة فكرية نتيجتها نهاية العبث وليس بدايته مادام كقاعدة يستثنى منها الايمان بالغيب عن طريق الحواس الخمس اكيد انه سيبقى مثل الطفل الذي لم يولد بعد قياسا مع هذه الحياة من قبل لم نكن نعلم شيئا الا هو يوم البعث اين كنا واين صرنا ما المانع على البعث من العدم ان طلب الدليل مع كل انسان الا اذا اراد ان يستهين به ( وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) [الذاريات: 20-23].