مواضيع اليوم

تساؤلات كُردية في مواجهة التهديدات التركية

حسين جلبي

2012-09-01 15:17:54

0

لماذا إتصف موقف العرب السوريين من التهديدات التركية ضد المناطق الكُردية السورية باللامبالاة و التجاهل؟
هل السبب في ذلك هو المشاركة الكُردية المتواضعة في الثورة السورية برأي البعض، مما جعل النظام يتجنب بدوره إرتكاب المجازر ضد الكُرد، و يمتنع عن دك المُدن و القرى الكُردية أسوةً بما فعله بشقيقاتها العربيات؟
أم أن السبب هو إشتراطات القيادة السياسية الكُردية في المجلس الوطني الكُردي على زميلتها العربية في المجلس الوطني السوري، و عدم الدخول معها في تحالفٍ عريض و صريح ضد النظام، في وقتٍ كانت المدن السورية تستباح و دماء السوريين تُسال؟
أم يعود السبب إلى الصورة التي أظهر حزب العمال الكردستاني الكُرد بها، من خلال تقديمهم للجميع كحلفاء للنظام، مستعدون لفعل أي شئ لأجله، من إشعال الجبهات كما في تركيا، إلى إغلاقها كما هو حال جبهته التي كانت ساخنة مع إيران ما قبل بدء الثورة، بل أكثر من ذلك في قمع المظاهرات الكُردية التي تتبنى شعارات الثورة السورية، و أخيراً و ليس آخراً من خلال إستلامه للعديد من دوائر النظام و إداراته ليتفرغ الأخير للقمع في المناطق الأخرى، و هو ما كان بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس؟
تعتبر المشاركة الكُردية في الثورة السورية محل جدل، لكنها تعتبر من وجهة نظر موضوعية و بالنظر إلى إمتداد مساحة المنطقة و الكثافة السكانية فيها مقبولة، و الحقيقة التي تبرهن عليها صور القنوات الفضائية بشكلٍ خاص هي أن هذه المناطق بمدنها العديدة هي التي تفتتح سلسلة المظاهرات السورية ضد النظام و خاصةً أيام الجُمع. و لا ينبغي لنا أن نغفل هنا أن هناك مكونات أخرى غير الكُرد في المناطق التي تعرف بالمناطق الكُردية، إلى حد أن بعض المعارضين السوريين ـ و آخرهم البيانوني ـ يذهبون إلى أن الكُرد ليسوا أكثرية في مناطقهم، و مع ذلك نكاد لا نجد أثراً لتلك الأكثرية المزعومة في التظاهرات المنادية بإسقاط النظام سوى بعض الحالات الفردية، و هذا إن دل على شئ فإنما يدل على حقيقة المكون المناصر للثورة، و على الوزن الحقيقي للكُرد في مناطقهم، و بأنهم الحامل الوحيد للثورة فيها، و هذا ما يدفعنا بالنتيجة إلى ضرورة تجنب إثارة الشكوك حول عدم سقوط الضحايا في المناطق الكُردية التي تقوم بواجبها الثوري على أكمل وجه، و نقل الأسئلة بهذا الشأن إلى المقلب الآخر حيث النظام و حساباته التي أصبح بعضها مكشوفاً، و على كل حال فهاهي المناطق الكُردية تتحول بحكم الواقع إلى ملاذٍ آمن يلجأ إليه السوريون من المناطق الأكثر سخونةً، و هو أمرٌ شديد الأهمية في ظل إنقطاع السُبل بالسوريين.

أما على المستوى السياسي فلا أحد يعلم لمصلحة مَن على وجه التحديد هذا التشدد الذي يظهره المعارضون السوريون ضد بعضهم البعض كلما تسنى لهم اللقاء في مؤتمر أو ما دون ذلك، فهم يتوقفون كثيراً عند تفاصيل يمكن إعتبارها من مسائل الحل النهائي، بحيث يمكن تأجيل النقاش بشأنها إلى ما بعد سقوط النظام، ليتصدى لها حينها الممثلون الحقيقيون للشعب السوري الذي ليس في مصلحته على الأطلاق تفجر مثل هذه الخلافات السابقة لأوانها. لم تخلو ورقة إجتمع حولها المعارضون السوريون عرباً و كُرداً من قنابل بين السطور إنفجر بعضها في اللحظات الأخيرة للقاء لتنسف كل الآمال التي بنيت على توحيد المعارضة، فالمسؤولية مشتركة و لا يمكن تحميلها لأحد الأطراف، و قد يعود ذلك إلى أن هؤلاء المتفاوضون قد وجدوا أنفسهم فجأةً مثلهم مثل باقي السوريين أمام وضع مستجد، و أمام عبءٍ ثقيل يفوق إمكاناتهم المتواضعة، لذلك يحاولون عبر تلك الحركات الصاخبة مجاراة الثورة الشعبية العظيمة، و إثبات جدارتهم بتمثيلها.

لكن الوقائع المذكورة أعلاه و المتعلقة بحزب العمال الكُردستاني تبدو واضحة إلى درجة لا يمكن التستر عليها أو إنكارها، و لكي يكون المرء منصفاً فإن عليه دراسة المبررات التي يقدمها الحزب لأعماله ليس في الشأن الكُردي السوري فحسب بل في جميع للقضايا التي هو على صلةٍ بها، و من ثم مقارنتها مع الواقع للوصول إلى النتائج الصحيحة.

في الواقع يثير الموقف العربي من التهديدات التركية بإجتياح المناطق الكُردية القلق في الأوساط الكُردية، و قد كان إنعدام ردود الأفعال على تلك التهديدات إختباراً سيئاً لما قد يكون عليه الحال في حال تنفيذها، و لذلك يبقى الباب مشرعاً على المزيد من الأسئلة القلقة عن الموقف فيما لو حصل إجتياحٌ تركي للمناطق الكُردية المذكورة، فهل سيتخذ السوريون موقف المتفرج، أم سيقومون بإدانة مثل هذا العمل و التصدي له، أم أن ظروف الثورة و كذلك المنطقة الا تسمح في الوقت الراهن بفتح معارك جانبية خصوصاً مع الأتراك؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !