مقدمة :
اولا قبل ان ادخل في الموضوع اود أن اقول انني بالامس كتبت الموضوع الاول لي في موقع ايلاف الذي لم اكتب فيه الا بعد دراستي لكل المواقع فاخترت هذا الموقع لمساحة الحرية المسموح بها وايضا لمكانة موقع ايلاف الكبيرة وشهرته الواسعة بالاضافة لكونه يضم كافة الاطياف والاراء المتوافقة والمتعارضة ولاسباب اخرى كثيرة ، وكان موضوعي الاول هو ( تحريف القرأن عند اهل السنة ) وقد كتبته بعد بحث ودراسة كاملة وشاملة لمعظم المراجع الاسلامية الهامة وتوصلت فيه لنتيجة مؤكدة لا ريب فيها وهي أن القول بتحريف القرأن موجود مؤكد ومثبت في كتب ومراجع اهل السنة اكثر من غيرهم ، وأن أي شخص يحاول أن ينفي ذلك لا يستند سوى على عاطفته ومحاولته الدفاع عن مذهبه فقط ، وقد لاحظت أن احد المدونين رد على دراستي فورا وبسرعة البرق وبالرغم من أنني تفأجأت من سرعة الرد على دراسة مستفيضة وبحث مطول مثل هذا مما قد يكون تسرعا أو مجرد انتفاضة عاجلة للذب عن المذهب والدفاع عنه خصوصا مع طريقة وضع الموضوع على التصنيف للتغطيه عليه بسرعة ، ألا أنني في الحقيقة سررت جدا لهذا الرد لكونه كان مهذبا ومؤدبا وخالي تماما من الشخصنة وهذا بالضبط ما اريده فأنا يسعدني تماما أن اتعرف على وجهة النظر الاخرى وخصوصا حين تكون في مقال مستقل وبأسلوب علمي مقنع ، ولا تكون في صورة تعليقات لأن التعليقات يكتب فيها كل من هب ودب وهذا الذي يهب ويدب يظن نفسه اعلم العلماء ، فيكتب بعض التفاهات وانت تضيع وقتك بالرد على تفاهاته وتدخل في دوامة التعليق والرد على التعليق فيتم اغراق الموضوع بتعليقات لا حصر لها وينتهي الامر بضياع الموضوع في زحمة التعليقات التافهة ، لذلك من الافضل أن يتم الرد من شخص متخصص وفي مقال مستقل عن الموضوع ،أي أن يكون موضوعا اخر يعرض وجهة النظر الاخرى ، وأنا في الحقيقة قد قرأت الرد على موضوع تحريف القرأن عند أهل السنة ، ووجدته يؤكد التحريف اكثر مما يرد عليه مع خالص تحياتي .
الموضوع
تساؤلات عن خلق الكون في القرأن
أنا بما أنني احفظ القرأن عن ظهر قلب واحفظ العديد من الاحاديث فدائما ما اتفكر في تلك النصوص ، والحقيقة أن الاسلام يعتمد على نصين اساسين ، نص ذكره محمد وذكر انه وحيا ولفظا من عند الله ، ونص ذكره محمد وذكر انه وحيا الهيا ولفظا محمديا ، فالنص الاول هو القران، وقد ذكره محمد على انه وحيه من الله ولفظه من الله ، والنص الثاني وهو الحديث، وقد ذكره محمد كوحي من الله واللفظ من محمد ، وكل النصوص الاخرى التي ذكرها العلماء أنما هي شارحة ومفصلة لهذين النصين ، والذي ينظر الى الاسلام بنصيه نظرة حياد يكتشف معضلات لا حصر لها ، ويثير تساؤلات لا نهاية لها ، تلك المعضلات والتساؤلات تبدأ من عند نقطة البداية حين خلق الله العالم ، ولا تنتهي تلك التساؤلات الا عند اخر نقطة وهي دخول اهل الجنة جنتهم ودخول اهل النار نارهم ، بل ان تلك المعضلات تستمر حتى في الجنة والنار ، وسنعرض لها تباعا باحثين عن من يجيبنا على تلك التساؤلات ، ومن هذا التساؤلات نثير هذا التساؤل عند اول نقطة وهي بداية الخلق ،
اولا نستعرض الايات التي تثير هذا التساؤل وهي 4 ايات من اول سورة فصلت ،
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْ(12)
هذه الايات تكلم فيها البعض وقال ان عملية الخلق هنا اخذت 8 ايام بدلا من 6 كما اعلن القران في مواضع اخرى ، مما يدل على تناقض واضح وصريح ، لكن المدافعون قالو ان جعل الرواسي والبركة والاقوات متداخل مع خلق الارض فتكون المدة كلها 4 ايام فقط وليس 6 كما يظن البعض فأذا اضفنا عليها اليومين التي تم خلق السماوات فيها يكون المجموع ستة ايام فلا يوجد اي تناقض في الايات ، وانا هنا لا اريد أن اتحدث عن هذا الامر ولا اخوض في التناقضات القرأنية الكثيرة ، ولا في التناقض الواضح الصريح الموجود في هذه الايات عن خلق الجبال قبل السماوات المتناقض مع ايات اخرى تتحدث عن خلق السماوات قبل الجبال ،وهو تناقض لا ريب فيه ، ولا يمكن اخفاءه ، وسوف اتحدث عنه في بحث قادم بتوفيق الخالق ، لكني هنا اريد القاء الضوء على امر مختلف ربما لم يلتفت اليه احد من قبل ولا اعتقد أن احدا سبقنا عليه ، وهو أن محمد يعطي الارض مكانة كبيرة جدا اكبر من مكانة السماوات كما انه يتجاهل الكون الكبير اشد التجاهل ، وهذا ناجم من ظن محمد ان الكون ليس الا سماء وارض فقط ، وأن الارض هي الاساس والسماء ليست الا سقفا لها ، اما النجوم والكواكب وغيرها فهي اشياء هامشية صغيرة تُستعمل فقط للزينة ويُقذف بها الشياطين ، ولا يعرف محمد شيئا عن المجموعة الشمسية ،ناهيك عن المجرات والمجموعات الشمسية الاخرى ، وهذه النظرية المحمدية للكون واضحة اشد الوضوح في قرأنه وفي احاديثه ايضا ، وهي بالغة الوضوح في هذه الايات التي اوردناها في مثالنا هذا ، فالسؤال الذي لابد أن نسأله بعد النظر في هذه الايات هو ، كيف يتم خلق الارض الصغيرة التي ليست الا نقطة في بحر الكون العظيم في 4 ايام ، ويتم خلق بقية الكون العظيم في يومين فقط ؟ ولزيادة التوضيح نقول أن الايات تتحدث عن خلق الارض في 4 ايام ، وخلق بقية الكواكب التي لا حصر لها بعضها مكتشف واغلبها لم يكتشف والنجوم التي لا يمكن احصاءها ، وكل المجموعات الشمسية والمجرات المهيبة والسماوات التي يقول محمد انها سبع ، كل ذلك يتم خلقه في يومين فقط ، أي ان الارض الصغيرة التي لا تعدل حبة تراب في الكون اخذت من الله ثلثي المدة الزمنية في عملية الخلق ، وبقية الكون العظيم لم يتجاوز ثلث المدة ! اليس هذا امرا مثيرا للتساؤل ؟ ولوضع مثال بسيط نقول أن امامنا ملايين بل مليارات من السيارات والشاحنات الصغيرة والعملاقة وبجوارها (سيارة لعبة) صغيرة من تلك التي يلعب بها الاطفال ، ثم قلنا أن المصنع اخذ 4 ايام في صناعة هذه السيارة اللعبة الصغيرة ، ويومين فقط في صناعة مليارات السيارات الحقيقية والشاحنات العملاقة ، فهل هذا منطقي ؟ مثال اخر: وهوأن تقول أن الله خلق حبة تراب في اربعة ايام وخلق كوكب الارض في يومين ، فهل هذا من المنطق في شئ ؟ وهل يوجد اي نوع من العقلانية في هذا الكلام ؟ وهل يستطيع احد ان يواجه العالم الحديث بمثل هذه النظرية القرأنية المحمدية ؟ فهذه النظرية لا يمكن ان يتقبلها العالم الان من أنسان فما بالك لو قلنا له ان الله هو القائل بهذه النظرية ، أنا في الحقيقة لا الوم محمد الذي كان يعتقد أن الارض هى الاساس في هذا الكون وان بقية الكون ما هو الا كماليات للارض ، وان الارض وحدها تعدل بقية الكون، لا الومه على مثل هذه النظرية ففي زمانه (570 م) وفي مكانه ( الجزيرة العربية) كان من الممكن قبول هكذا نظرية تجعل الارض عدلا للكون ، فلا الومه على اجتهاده على أن يظل اجتهادا محمديا خالصا ، أما أن ننسب هذه النظرية لخالق الكون فهذه طامة حقيقية وهي الواقعة والقارعة والصاخة ايضا
الخلاصة :
التساؤل الذي نبحث له عن اجابة هو : كيف خلق الله الارض التي لا تعدل حبة تراب في الكون في اربعة ايام وخلق بقية الكون الفسيح الممتد بلا نهاية في يومين فقط ؟
الهدف من المقال : اثبات بشرية القرأن
علي سعداوي
التعليقات (0)