كتب المدون صفوان العمري مقالا بعنوان (تسائلات حول الالحاد) يمكنكم مراجعته على مدونته في ايلاف. وبما ان هذا المدون ليس من المدونين الذين يحترمون الاراء المخالفة على مدوناتهم، سارد عليه في موضوع مستقل هنا.
بدأ الاستاذ صفوان مقالته بكذبة من العيار الثقيل واعتبرها بديهية ليس عليها اي غبار، بل اعتمد على هذه الاكذوبة ليبني عليها كل استنتاجاته اللامنطقية. مقدمته كانت:
"في علم وظائف الجسم نرى عقل الانسان لايدرك ما حوله في العالم الخارجي الا من خلال حواسه الخمس الفسيولوجية التي هي اللمس السمع البصر الشم التذوق تعتبر الواسطة بين العقل المستقبل للمعلومات وبين العالم مما يدل على ان العقل لايمكنه ادراك ماهو خارج عن دائرته المغلقة الا بواسطة هذه الحواس"
لا اعلم من اين اتى السيد صفوان بهذه المعلومة الخطيرة، وهل يستطيع ان يخبرني، كيف يستطيع الانسان ان يدرك المسائل الرياضية والمنطقية مثلا وهي امور بعيدة كل البعد عن الحواس؟؟
مازال السيد صفوان وغيره يعيشون في غياهب الماضي السحيق، رغم وجودهم جسديا في زمننا هذا.
لنأخذ امثلة بسيطة على اشياء مسلم بها علميا الان ولكن مسالة ادراكها بالحواس الخمسة غير ممكنة ابدا.
ـ الضوء غير المرأي من الاشعة تحت الحمراء وكذلك فوق البنفسجية
ـ الموجات الكهرومغناطيسية والاشعة الكونية والسينية وجاما والفا وغيرها
ـ الموجات فوق الصوتية
ـ الذرات ومكوناتها الكترون بروتون نيوترون.
ـ البعد الرابع
كيف استطعنا ان نعرف اسرار الكون مثلا، كيف علمنا انه كان هناك انفجار عظيم قبل 13,7 مليار عام لولا استعمال تلسكوبات معقدة تعمل بواسطة الكومبيوتر وحسابات معقدة للغاية يصعب على اي بشر ان يدركها بحواسه، وتحليل هذه الامور جميعا لنحصل على معلومات مرئية يمكن لحواس الانسان التعامل معها.
الكومبيوتر الذي يجلس امامه الاستاذ صفوان، هل تدرك حواسه كيف يعمل من الداخل؟ وهل يستطيع اذا ان يكذب ما يقوم به الكومبيوتر بنقل المعلومة منه واليه على اعتبار ان عمله خارج حواس الانسان؟
واحدة من اعقد النظريات التي لها اثباتات عملية كثيرة تؤيد صحتها هي نظرية M. رغم ان هذه النظرية تتحدث عن وجود ابعاد كثيرة يصعب على عقل الانسان تخيلها وليس حواسه.
الانسان يتجه الى نماذج متقدمة من التطور ونحن مازلنا نجتر الماضي!
بالعلم وحده نستطيع ان نبني الاجيال. اتمنى ان تكون هناك نهضة علمية حقيقية لهذه المجتمعات الاسلامية تنقذها من الخرافة التي تعيش فيها.
التعليقات (0)