مواضيع اليوم

تسألني البقاء و تمضي..

عثمان الودنوني

2009-03-02 22:28:57

0

يَعْـتَـنِقُنِي الوَهَنُ

         عَلى أَضْرِحَةِ الغُرْبةِ الْمُرْسَلَةِ فِيَّ

                                         حَتَّـى الغَرَقِ

 

يَتَمَلَّقُنِي الغِيَابُ الْمُهْتَرِئُ

                     دَفْقًا مُشَاغِبَ الوَجَعِ

هَا إِنِّـي حَيْثُ تَرَكْـتَنِـي

 أَقِفُ عَلَى حُدُودٍ مُنْحَلَّةٍ

                         عِنْدَ الْمَسَافَاتِ الْمُخْتَنِقَةِ 

 

هَـا إِنِّـي

     أَتَأَرْجَحُ عَلَى بَوَّابَةِ الْحَيْرَةِ

تَحُوكُنِـي العَنَاكِبُ كَفَنًا 

                       مُنْدَلِقَ البَيَـاضِ 

 عِنْدَ عَتَبَـاتِ لَيْـلٍٍ

            لَمْ يَبْدَأْ بَعْدُ خُلْوَتَهُ العَاصِفَةَ

وَلاَ تَنَفَّسَهُ قَمَرٌ ذَاتَ سَهَرٍ

 

حِينَ يَنْحَرِفُ الضَّوْءُ مُتَحَدِّيـًا انْعِكَاسَاتِ الفَرَاغِ

 تَبْدَأُ القَصِيدَةُ فِي النَّحِيبِ

 

تَسْتَلِذُّ لَوْعَةً تَرْشَحُ مِنَ الوَرِيدِ 

 تَسْتَـبِيحُ دَمْعَ السَّلاَحِف ِ

 تُفَتِّتُ بُكَاءَاتِ أَمْطَارِ الرَّصِيفِ 

حِِينَ كُنَّـا نُضَاجِعُ الْجُنُونَ عَلَى قَارِعَةِ العِشْقِ النَّافِرِ

 

يُرَاقِبُنِـي العَدَمُ

وَأَنَا أَنْهَارُ رَاقِصَةً لَوْعَتِـي عَلَى قَدَمَيْكَ

 حِينَ تُـوقِدُنِـي عَبَثًـا عَلَى الرَّفِّ الْمُظْلِمِ مِنَ الذَّاكِرَةِ

 

 

كَيْفَ أَجِدُنِـي إِنْ كُنْتُ غَائِبَةً فِيكَ؟

 كَيْفَ أَحْيَانِـي

 إِنْ كُنْتُ احْتَضَرْتُ فِيكَ ... سَرَابـًا

                          لَثَمَ البَلَلُ جَفَافَهُ مُنْذُ اللِّقَاءِ

 

كَيْفَ أَحْتَمِلُ حُضُورَكَ الْمُعْدَمَ فِي الْغِيَابِ

مُلْتَحِفـًا ضَبَابـًا غَيْرَ مُحَدَّدِ الزَّوَايـَا

 

يَغْتَالُ دَمْعِي جفَافُ الْمَعَانِـي الْمُبْهَمَةِ

... خَنَاجِرُ تَقْتَبِسُ مِنَ اللَّيْلِ الْمُتْرَعِ رُعْبًا 

                                     نَشْوَةَ الوَجَعِ

   

حِينَ تَسْأَلُنِـي البَقَاءَ .....وَتَمْضِي

أَتَبَعْثَرُ عِنْدَ عُوَاءِ الذِّئَـابِ السَّائِبَةِ

يَنْهَشُنِـي أَلَمُكَ الْمَشْبُوهُ 

يَصْفَعُنِـي وَجْهُكَ الْمُوغِلُ فِي الْهُرُوبِ

 يُغْرِقُنِـي صَوْتُكَ الْمَبْحُوحُ غَيْمًا                           

 أَتَسْتَأْثِرُ بِالأَلَمِ لَكَ وَحْدَكَ؟

أَتَغْتَبِطُ بِالوَجَعِ

           يَقْتَاتُ مِنْ هُزَالِكَ الْمُهْمَلِ عَلَى مَرْآى مِنَ الفَرَاغِ؟ 

 

 تَسْأَلُنِـي البَقَاءَ وَتَمْضِي عَاضًّا عَلَى اغْتِرَابِ الْهَلَعِ فِيكَ

 

تَسْأَلُنِـي البَقَاءَ ...وَتَنْسَى

 أَنَّكَ حِينَ تَمْضِي لِتَقِفَ عِنْدَ حَافَةِ الْمُنْحَدَرِ

                                    يَـأْخُذُنِـي دُوَارُكَ

 

تَنْسَـى... أّنَّكَ حِينَ أَبْقَى وَتَمْضِي

     تَصْلُبُ فِي جَسَدِكَ رُوحًا

                         أهْدَرْتَـهَا

لَمَّا أَسْكَنَكَ الْمَوْتُ جَسَدِي

ذَاتَ انْبِثَاقٍ

 

مَضَيْتَ إِلَى الأَبْعَدِ فِيّ

أَمْ أَجِدُنِي حِينَ تَعُودُ

هَل نَجِدُنـَا عِنْدَ تِلْكَ الْحُدُودِ الْمُنْزَلِقَةِ

حَيْثُ سَأَلْتَنِـي أًنْ أَبْقَـى ... وَمَضَيْتَ... ؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !