بإختصارٍ شديد تزكية النفس أو مراقى النفس لها أنواع، فمن الممكن لكل واحدٍ أن يدخل فى نوعٍ من هذه الأنواع ويكتفى به، وإما أن يترقى - وهذا للأفراد - فى هذه الأنواع كلها، وهى أربعة أنواع.
تزكية النفس يكون إما عن طريق الصُحبة، أى صُحبة العارفين والصالحين والمُتقين والروحانيين، وهذا النوع من أسرع الطُرق فى تزكية النفس، لأن الإنسان سريع النقل ممن يجالسه .. حتى أن الإنسان إذا داوم الجلوس مع بعض الناس أو مع إنسان آخر تجده بعد مُدّة ـ طالت أو قصُرت ـ يتشبّه بهم فى الأقوال والأفعال حتى الحركات لأن العدوى تُصيبه وهو لا يشعر!! ولذلك أسرع طريق لتزكية النفس هو صُحبة الصالحين، وهذا هو ما قال الله فى كتابه(119التوبة):
لا يستطيع أى إنسان بنفسه أن يُجاهد نفسه، لأنه لا يعلم وسائل الجهاد ولا طُرق وميادين الجهاد، ولا عقبات الجهاد، ولا المراقى التى يترّقى فيها أثناء الجهاد، إن كانت معارك سيرقى فيها، أو مدارج والعياذ بالله سيهوى فيها، لا يعلمها إلاّ خبير علمّه البشير النذير وسلَّمه إذنٌ من العلىّ الكبير عزوجل .
فالميدان الأول فى تزكية النفس أو تطهيرها يكون بصّحبة الصالحين والمُتقين، أو بالسماع، كسماع القرآن الكريم من صوتٍ خاشعٍ، أو سماع العلم والمواعظ والخُطب من عالمٍ عامل مُتمكن أقامه الله ورسوله فى ذلك، ويساعد على ذلك قراءة سيَّر الأنبياء والمرسلين والوارثين والصالحين ... فهذا أيضاً يساعد على تزكية النفس لكن لا يُزكى بمفرده، أو سماع المواجيد النظميّة لأنها تهُزّ أرجاء النفس وتُبين لها اللبس والمعانى الكمالية والأكملية التى تحث النفس المُطّهرة القُدسيّة على الوصول إليها فى هذه الأطوار الكونيّة وفى حياتها السلّوكيّة.
ولذلك تجد المريد الذى يريد تزكية نفسه مشغولٌ بهؤلاء، إمّا فى صحبة شيخه، وإمّا فى سماع القرآن، وإمّا فى سماع مواعظ ودروس علمٍ توضّح له الطريق وتُقرّبه إلى الرحمن، وإمّا فى مطالعةٍ لسيَّر الصالحين والمتقين
التعليقات (0)