مواضيع اليوم

تزايد الوعي الشعبي العربي بالتغيرات المناخية

زين الدين الكعبي

2009-12-16 16:14:59

0

                          وعي شعبي متزايد

 

 

كثيرون هم اللذين يعتقدون أن المواطن العربي لايهتم أبدا بأمور البيئة والتقلبات المناخية . خاصة وأنه لديه من الهموم اللتي تحمل أي انسان في الدنيا على وضع المشاكل البيئية في آخر أهتماته . ففي بلدان لايتعدى فيها دخل الفرد على الدولار الواحد سيكون الكلام عن الحفاظ على البيئة كالكلام عن زراعة النخيل عند سكان الأسكيمو .

ألا أن موقع الأذاعة الألمانية " DW- WORLD " وفي تقرير صفحي ذكر بأن استطلاعات للرأي أظهرت أن الوعي الشعبي العربي كبير جدا بمشاكل البيئة والتغيرات المناخية . إذ تشير هذه الاستطلاعات إلى أن 93 في المائة من السكان العرب يجدون أن الاحتباس الحراري يشكل خطرا على الوطن فيما وجد 50 في المائة أن الدولة لا تهتم بالمشكلة بشكل كاف .

كما أظهر هذا الأستطلاع أن الوعي الشعبي بالمشاكل البيئة في المنطقة أكبر من وعي الساسة العرب بكثير .

وهذه أخبار مفرحة جدا لأنها تظهر ان المجتمعات العربية أصبحت أكثر شعورا وأندماجا في محيطها العالمي . و الأهم أنها أكثر أحساسا بالأخطار المستقبلية اللتي تهددها ، على الرغم من عشرات التهديدات الآنية من فقر وأمراض وجهل وقمع وأحتلال .فالتهديدات المناخية المستقبلية لاتقل خطرا عن التهديدات الآنية اللتي ذكرناها بحسب الدراسات العلمية اللتي أجريت عن هذا الموضوع  أن لم تكن أكبر .

أظهرت نتائج تقرير أعدته منظمة "المنتدى العربي للبيئة والتنمية" غير الحكومية أن الدول العربية سوف تكون أكثر دول العالم تضررا من تغير المناخ، الأمر الذي سينعكس سلبا على القطاع الزراعي فيها الذي يعتمد بشكل كبير على الأمطار.

المنتدى العربي للبيئة والتنمية" وهي منظمة غير حكومية تحاول حشد جهود الخبراء والمجتمع المدني والمؤسسات الحكومية والإعلام للوصول إلى حل لمشاكل البيئة في العالم العربي. وقبل أسابيع من افتتاح مؤتمر المناخ العالمي في كوبنهاغن، نشرت هذه المنظمة في بيروت تقريرا عن نتائج التغير المناخي في العالم العربي تبين فيه أن الدول العربية من بين المناطق الأكثر تضررا من هذا التغير وأقلها استعدادا لمواجهة هذا التطور. ومن بين المشاركين في إعداد هذه الدراسة، محمد الراعي - الأستاذ في جامعة الإسكندرية- الذي ركز على آثار التغير المناخي على المناطق الساحلية المكتظة بالسكان والأكثر خصوبة، كما هو الحال في دلتا النيل. ويرى الخبير المصري أن 12 في المائة من هذه الأراضي الخصبة في هذه المنطقة بالذات معرضة للخطر. وإذا صحت التوقعات بأن ارتفاع درجة الحرارة بخمس درجات قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بتسعة وخمسين سنتيمترا، الأمر الذي قد يؤدي إلى غرق دلتا النيل واختفاء لأراضي الخصبة بها.

 وفي هذا السياق يؤكد الخبير أن "دلتا النيل تزداد انخفاضا مع الوقت" وينتقد عدم وجود مؤسسات مختصة أو خبراء لمواجهة هذا الأمر ويقول "نحن بحاجة إلى مراكز إقليمية ومؤسسات وطنية لرصد المعطيات وتحليلها. كما نحتاج إلى خطط لمواجهة هذا الخطر".

وتقول الدراسات العربية هذه انه من الممكن ان تتعرض قطر وتونس والإمارات أيضا الى خسائر محتملة قد تتجاوز 2% من الناتج الإجمالي المحلي إذا ارتفع مستوى المياه في البحار مترا واحدا. وتعتبر قطر والإمارات والكويت وتونس الأكثر تعرضا من حيث كتلتها البرية وسوف يتأثر من 1% إلى 3% من أراضي هذه البلدان اذا ارتفعت مستوى البحار مترا واحد فقط، كما يقول التقرير.

 ومن شان التغييرات المناخية أن تفاقم حالة التاثر الحرجة اصلا وتلقي بمزيد من الضغط على موارد المياه العذبة المحدودة، فكمية الموارد المائية العذبة ونوعيتها في خطر وارتفاع معدلات النمو السكاني في العالم العربي وارتفاع معدل الاستهلاك الفردي للمياه العذبة يجعلان المشكلة مزمنة ويفاقمان تاثيرها خاصة فيما يتعلق بالشرب او الزراعة، اذ ان 80% من الموارد المائية العذبة مكرسة للزراعة.

وتبلغ نسبة المساحات المروية في العالم العربي 28% وبالتالي فان الإنتاجية الزراعية السنوية والأمن الغذائي مرتبطان الى حد كبير بالتقلبات السنوية للتساقطات، ومن هنا ربما يكون للتغيرات المناخية المتوقعة اثارا كارثية على الانتاج الزراعي في العالم العربي، فازدياد درجة الحرارة سوف يسبب ارتفاعا كبيرا في كميات المياه اللازمة للمحاصيل الصيفية، كما من المتوقع ان يؤثر تغيرالمناخ على تدفق الانهار ما قد يسبب نواقص مائية او فيضانات، وهو ما سيؤثر على البلدان العربية النهرية مثل العراق وسورية ومصر والسودان، مع احتمالية خطر انخفاض انتاج الغذاء 50% اذا استمرت الممارسات الحالية وما لهذا من اثار كارثية على الامن الغذائي

كما ان التغيرات المناخية المتوقعة في العالم العربي سوف تؤثر على جاذبية المقاصد السياحية العربية ومن الامثلة على ذلك ارتفاع حرارة الصيف وموجات الجفاف وشح المياه وتدهول النظام البيئي .

ونحن في العراق ربما نكون من أكثر الدول العربية شعورا بالأزمة المناخية حيث أنخفضت مناسيب المياه الى درجات غير مسبوقة في تاريخه بسبب الجفاف نتيجة الحرارة العالية الناتجة من التغيرات المناخية واللذي أدى وسيؤدي الى صراعات على منابع المياه في المستقبل .

  بالرغم من أن مندوبي الحكومات العربية يشاركون في قمة كوبنهاجن اليوم ألا أن الدراسات اللتي أجراها "المنتدى العربي للبيئة والتنمية" تشير الى أن الإجراءات التي اتخذتها  الدول العربية قبيل انعقاد المؤتمر المناخي الدولي في كوبنهاغن غير كافية أمام التحديات المطروحة والحاجة الماسة لحلها. ويعود السبب بحسب رأي المنظمات غير الحكومية إلى عدم رغبة الدول المنتجة للنفط بدعم الطاقة البديلة لأنها تشكل خطرا على تجارة النفط .

 لذا فقد كثفت المنظمات غير الحكومية العربية نقدها للدول المصدرة للنفط وعرضت لافتات كتبت عليها "النفط لا يشرب" أو "العرب أكثر من بؤرة نفط ".

www.dw-world.de/dw/article/0,,4963214,00.html

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات