دخلت الخلافات بين الحرس الثوري و المؤسسة الإيرانية المحافظة منعطفاً آخرجرّاء محاولة الحكومة التي يترأسها روحاني والتي تعتبر مقرّبة من تياري السلطة الإيرانية - تيّار المرشد المحافظ و تيّاررفسنجاني البرغماتي- بسبب انتهاج الأخيرة سياسة مرنة تجاه القضايا الإقليمية والدولية وتغيير بوصلة النظام من بعض الملفات الخارجية التي كانت حكومة نجاد السابقة تولي لها أهملة منها مسألة المحرقة والتباعد في العلاقة مع الغرب. لكنّ روحاني وبضوء أخضر من خامنئي قام بتعديل مسارات حكومته تجاه هذه القضايا. رغم ذلك ظلّ الحرس الثوري و التيار الديني المتشدد يصوّب سهامه نحو روحاني و محاولاً عرقلة سياسات الحكومة داخلياً وخارجياً.
في هذا الإطار استطاع روحاني حسب نقل بعض وكالات الأنباء الإيرانية الرسمية من الضغط على الحرس الثوري لفسح المجال أمام حكومته للمناورة في المضي قدماً في اتفاقية جنيف النووي و ثني قادة الحرس التراجع عن ممارسة الضغوط بواسطة الإعلان عن انتاج صواريخ و الإنجازات العسكرية الأخرى والتي يتمّ الإعلان عنها عادة في كل عام في مثل هذه الأوقات وهي مناسبة انتصار الثورة الإسلامية في إيران فقد أكد عضو في البرلمان الإيراني صحة الأنباء التي تحدثت عن منع روحاني الحرس الثوري من اجراء مناورات الحرس الثوري و التي كانت مخصصة استعراض بعض الإنتاجات العرسكرية ومنها صورايخ بعيدة المدى.
لكنّ وكالة الأنباء التابعة للحرس الثوري سارعت في نفي الخبر على لسان بعض القياديين السابقين في الحرس الثوري و أمين مجلس الأمن القومي الإيراني .لكن لم يتطرّق الحرس الثوري بشكل رسمي على الموضوع لحد هذه اللحظة رغم التكهّنات و الأنباء المسرّبة من بعض القادة و وسائل الإعلام التابعة للحرس والتي تتهم بمجملها وقوف حكومة روحاني ضدّ المناروات و منعه لإجراءها.فقد وجّهت أسبوعية الحرس الثوري" صبح صادق" انتقادات حادة لروحاني بسبب عدم دعمه لمناروات الحرس الثوري التي كان مزمعاً إجراؤها أثناء احتفالات انتصار الثورة الإسلامية في إيران.
وفي هذه الأثناء تتواصل الإتهامات المتبادلة بين الحكومة والحرس الثوري بشأن المناورات وتنصّل الحكومة عن دعمها المالي للمناورات فقد اتهمت صحيفة "وطن إمروز" التابعة للتيار المحافظ الحكومة التي يترأسها روحاني الإنصياع لأوامر الغرب بخفض التعاون التسليحي مع بقية الدول فقد منعت استقبال هيئات عسكرية تضمّ خبراء عسكريين أجانب للبلاد في الآونة الأخيرة . وتتواصل الخلافات بين روحاني و الحرس وكل طرف يحاول عرقلة مشاريع الطرف الأخر وهذه الخلافات تكمن وراءها صراعات حزبية و تكتلات في السلطة الإيرانية سوف تبلورت في السنوات الأخيرة بعد أن اشتدّ الحصار و قلّت موارد الدولة الإيرانية وانحصرت الخلافات للحصول على حصة الأسد من الثروات وهذا الصراع لم يكن وليد الساعة لكنه ترعرع في أحضان الثورة الإيرانية فالمنتصر في إيران من يستولي على الثروة لذلك ستكون الصراعات أكثر ضراوة في المستقبل نتيجة للمتغيرات السياسية والإقتصادية في هذا البلد.
التعليقات (0)