مواضيع اليوم
تزايد البطالة وعدد فقراء مصر 14 مليونا.. انتقاد هبوط سمعة الدبلوماسية المصرية ومبارك يتولى الامور بنفسه 16/02/2009 |
كانت الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة امس عن نتائج انتخابات نادي القضاة، ونجاح قائمة المستشار أحمد الزند في الحصول على الأغلبية وفوزه برئاسة النادي ضد قائمة بناء الاستقلال، والاحتفال بعيد الحب، وكان كاريكاتير زميلنا بـ الأخبار الرسام الموهوب مصطفى حسين امس عنوانه - حوار حدث بالأمس - والرسم لزوج يقول لزوجته وهو سعيد ويشير لمائدة طعام مليئة. - النهارده عيد الحب يا حياتي، ويللا بينا نلبي نداء الطبيعة، مش قادر يا روح قلبي، قومي بينا ع السفرة. طبعا، الزوج له حق لأن هذا العيد ليس من بين أعيادنا الإسلامية أو القبطية فما لنا نحن والفلانتين هذا؟ ونشرت الصحف تصريحات شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي ورفض فيها الموافقة على المشروع المقدم من أحد أعضاء مجلس الشعب بعدم السماح لاي شخص بالافتاء إلا بعد الحصول على موافقة كتابية من شيخ الأزهر والمفتي، وواصل أصحاب سيارات النقل ذات المقطورات وسائقوها إضرابهم احتجاجا على مواد في قانون المرور الجديد لمنع استخدام المقطورات لتسببها في حوادث كثيرة، وقد أدى الإضراب الى إلحاق أضرار كبيرة في نقل عدد من السلع مثل الاسمنت والمواد الغذائية، كما يستعد الصيادلة لتنفيذ إضراب اليوم - الاثنين - احتجاجا على ما قالوا عنه انه تعسف من مصلحة الضرائب، وإعلان وزارة الصحة ان الصيدليات التابعة لها ستستمر في فتح أبوابها، واستمرار محادثات وفد حركة حماس وفتح في القاهرة، وإصدار وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي قرارا بعدم وضع المحتجزين في الأقسام بسبب مخالفة السير في الاتجاه العكس مع المحتجزين الجنائيين، وعدم القبض عليهم، إذا لم تكن هناك لوحات ارشادية على الشوارع، ومقتل ثلاثة عشر مواطنا في تصادم ميكروباص وسيارة نقل، على طريق أبو حماد الصحراوي، وقرار محافظ القاهرة منع مرور سيارات النقل الصغيرة والموتوسيكلات في نفق الأزهر، وتصريحات وزير التنمية الاقتصادية الدكتور عثمان محمد عثمان عن ان اثنين وثمانين الف مصري فقدوا أعمالهم. وإلى بعض ما عندنا: اخبار اليوم تشيد بزيارات مبارك الخارجية: لو اتكلمنا الكل بيسمعنا ونبدأ برئيسنا بارك لنا المولى فيه ووفقه في الاستمرار في العمل لصالح أمتنا العربية والشعب الفلسطيني، وعودته من زيارات لفرنسا وايطاليا وتركيا، وذهبت مصر أمس - لاستقباله في المطار نيابة عنا كما في كاريكاتير أخبار اليوم يوم السبت وهو من فكرة رئيس التحرير زميلنا ممتاز القط ورسم زميلتنا شيماء الحداد وقالت له مصر: - لو سكتنا برضه بنتكلم، ولو اتكلمنا الكل بيسمعنا والعبرة بالنتايج، وكله على عينك يا تاجر، وحمد الله على السلامة يا ريس. وبعد تهنئة مصر أمس - قال ممتاز القط في مقاله: نتائج تؤكد مصداقية مصر ورؤيتها الثاقبة بعيدا عن الغوغائية والمزايدات الرخيصة التي لا يملك البعض سواها لإخفاء عجزه وعدم امتلاكه لأي قدرات تتيح له لعب أي دور على الساحة، جاء تحرك الرئيس مبارك سريعا وسط محاولات قوى إقليمية كثيرة لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب شلالات الدم الفلسطيني في غزة، وهو التحرك الذي أربك تلك المحاولات ووجه أنظار العالم كله الى ضرورة التحرك الجاد لوقف العدوان والانسحاب الإسرائيلي وبدء مفاوضات وجهود تحقيق التهدئة وفتح المعابر وفك الحصار، والأيام والساعات القليلة القادمة سوف تشهد ميلاد ونتائج هذا التحرك المصري الذي يقوده زعيم لا تستهويه المواقف المسؤولة ولغة العقل وإحكام مصالح الأمة العربية التي كانت في مهب الرياح بجهل البعض وعدم إدراكهم لحقائق الامور. اكتوبر: مبارك سحب البساط من تحت الجميع وهكذا يكون الكلام المقنع لأنه معقول ومقبول، ومثله قول زميلنا وصديقنا ورئيس تحرير مجلة اكتوبر إسماعيل منتصر: جولة مبارك وقدرته الشخصية وأداؤه السياسي الرفيع ساهمت في تأكيد دعم الدول التي زارها للمبادرة المصرية ولمؤتمر اعادة إعمار غزة، على الرغم من وجود خلافات وحساسيات بين هذه الدول، وعلى الرغم من أن مصر تربطها علاقات ثنائية قوية مع الدول الثلاث التي شملتها جولة الرئيس، فإنه كان حريصا خلال زيارته لهذه الدول على تركيز كل مباحثاته مع قادتها في الشأن الفلسطيني، وإذا كان ذلك يعكس مدى اهتمام الرئيس بالقضية الفلسطينية فانه في نفس الوقت يعكس اهتمام الرئيس بالأمن القومي المصري على اعتبار أن ما يحدث في غزة يؤثر على أمن مصر القومي، وقد نجح الرئيس مبارك في تحريك الجهود الدولية والإقليمية لصالح القضية الفلسطينية، ومن ثم لصالح أمن مصر القومي، ثم ان الرئيس مبارك أكد أن دور مصر هو الدور الأول والرئيسي في المنطقة، وإذا كانت كل الطرق تؤدي إلى روما كما يقول المثل الشائع فان الوصول الى السلام في المنطقة على العكس، ليس له إلا طريق واحد، مصر. الدستور: تعالوا نُحصي نِعم رئيسنا! وهكذا يكون الكلام الذي نغيظ به الحاقدين والحاسدين ثقيلي الظل الذين ابتلينا بهم، مثل زميلنا وصديقنا، وعضو مجلس نقابة الصحافيين جمال فهمي، الذي لن يلقى مني أي تأييد قادم في انتخابات المجلس، طبعا، وكيف أساهم في انجاح من قال عن بارك الله لنا فيه في الدستور يوم السبت: بالإضافة، لـحكمة الرئيس التي نتمتع بها وحدنا دون سائر خلق الله منذ أكثر من 27 عاما، هناك ألف نعمة أخرى على الأقل تستحق أن يحسدنا عليها أي خواجة عابر على مطاراتنا وموانينا وقصورنا واستراحاتنا المنتشرة من القاهرة إلى شرم الشيخ، ومع ذلك ولسبب مجهول، لوحظ أن المسؤولين الخواجات الذين يزوروننا ونزورهم أو يشرفونا ونشرفهم يركزون على الحكمة فقط ويتركون باقي النعم دون ذكر أو حسد ودون أن يتمنوها أيضا! مثلا من آيات الأفضال والنعم التي أفاء بها المولى عز وجل على المصريين أن الرئيس كان زمان هو وحده الذي يتفقدنا في وقت الفراغ ويستقر ويبص علينا في محافظاتنا وكبارينا ومصانعنا ومشاريعنا التي يتم افتتاحها بدل المرة عشر مرات، لكن من بضع سنوات تطور الأمر ولم يعد تفقدنا والبص علينا حكرا على الرئيس وكبار المسؤولين في دولة سيادته، وانما دخل آل بيته الكرام، وخصوصا الاستاذ جمال مبارك، بقوة في المعترك مما جعل مجتمعنا يعيش حاليا في ظل أزهى عصور التفقد ويعاني حالة تفقد وبص دائمين، رغم أن منظمة الصحة العالمية يا ما حذرت من الإفراط في التفقد واعتبرته سببا رئيسيا لشلل الأطفال وشلل الشوارع والمرافق العامة والمصالح والحياة عموما، فضلا عن زيادة إفرازات الغدة البوليسية والأمن المركزي والسلام الاجتماعي. البديل: رئيسنا حوّل البلاد الى آثار لا، لا، هذا ثقيل ظل، لا خفيفه كما اعتقدت والأثقل ظلا منه، كان زميلنا جلال عامر لقوله في نفس اليوم في البديل عن بارك المولى لنا فيه: العلاج بالاجازات ليس في التأمين الصحي فقط ولكن أيضا في الحياة السياسية، بعد ألف عام من الآن سوف نكون جميعا بما فينا المجالس القومية وهيئة سوق المال وجهاز حماية المستهلك ونادي انبي وسينما ريفولي تابعين لهيئة الآثار وتنتقل ملكيتنا من وزارة الداخلية الى وزارة الثقافة كعهدة تروي فترة مضيئة بالنيون من تاريخ مصر، وبعضنا سوف يتم تهريبه والاتجار فيه وبعضنا سوف يظل هنا ليعرضوه على السياح في المتاحف، والأكشاك وحفلات الصوت والضوء حيث تضبط الميكروفونات وتطفأ الأنوار ويبدأ العرض ليقول المصري القديم للسياح: أنا المصري القديم ولدت في أيام الرئيس مبارك وتزوجت في زمن الرئيس مبارك وأنجبت في عصر الرئيس مبارك ثم توفيت في عهد الرئيس مبارك فيصفق الحاضرون مجاملة للرئيس مبارك الذي يشاهد العرض، فيأمر السيد الرئيس باعتبار اليوم اجازة بمناسبة مرور ألف عام على افتتاح سوق العبور فتهيج القاعة وتطالب بالمنحة وفتح معبر غزة وتوفير أنبوبة البوتاغاز ويستمر العرض فيظهر المصري القديم مرة أخرى ويقول أنا المصري القديم لم أنحن أبدا وأمضيت عمري واقفا شامخا في طابور العيش فيأمر الرئيس باعتبار اليوم اجازة بمناسبة مرور ألف عام على طابور العيش فيزداد التصفيق والهياج ويستمر العرض فيظهر مصري قديم آخر ويقول: أنا المصري القديم المعارض جئت لأبايع السيد الرئيس فيبتسم الرئيس ويأمر باعتبار اليوم إجازة معارضة بمناسبة مرور ألف عام على بدء المعارضة تتوقف فيه الاوتوبيسات والمبايعات، ويستمر العرض ويظهر شاويش ضخم له شارب مزيف ويقول بصوت متهدج: أنا إله التزوير عند القدماء، ويظهر بجواره مواطن يقول: رسموا قوس قزح بألوانه السبعة على ظهري بالكرباج وبالألوان الطبيعية في حفل أقيم تحت إشراف المأمور فتصفق القاعة ويقرر الرئيس اعتبار اليوم إجازة بمناسبة مرور ألف سنة على التزوير والتعذيب، ثم تضاء الأنوار ويبدأ الحاضرون في أحاديث جانبية عن التوريث فيسمعهم السيد الرئيس ويأمر أن يكون اليوم إجازة بمناسبة مرور ألف سنة على بدء الحديث عن التوريث. وثقيل الظل جلال كتب ذلك بمناسبة قرار الرئيس بأن عيد الشرطة اجازة رسمية في البلاد، وهو الخامس والعشرين من كانون الثاني (يناير). وثالث ثقيل ظل كان صديقنا بلال فضل لأنه ادعى أمس - الأحد - في المصري اليوم ما هو آت: عندما سمعت الرئيس مبارك وهو يعلن في خطابه التاريخي الأخير اننا لن نتخلى عن دورنا وسنظل نحتضن قضايا امتنا، قلت لنفسي، مش جايز تكون هذه هي المشكلة، لماذا لا نتوقف عن احتضان قضايا امتنا قليلا، فقط لنتأكد انها لم تفطس من وطأة الاحتضان. - سعدت جدا بقرار الرئيس مبارك بتحويل عيد الشرطة الى اجازة رسمية، عندي فقط سؤال بايخ، لو قام ضابط في ذلك اليوم المجيد بتعذيب مواطن، هل هايتصرف له إضافي؟. جمال مبارك يبدأ برنامجا لمكافحة الفقر وإلى جمال مبارك الأمين العام المساعد للحزب الوطني الحاكم وأمين أمانة السياسات والمؤتمر الذي عقده في قرية الزرابي بمركز أبو تيج بمحافظة أسوان، ودعت إليه أمانة السياسات التي يرأسها، وقال فيه نقلا عن زميلتنا بـالأخبار ايمان انور: الحزب الوطني وحكومته سوف يستمران خلال الأشهر القادمة في تنفيذ برنامج مكافحة الفقر بالصعيد، وسيكون لمحافظة اسيوط نصيب كبير منه كما ان الدولة تستهدف زيادة الانفاق على مشروعات الإسكان، سواء للشباب أو محدودي الدخل الى جانب تخصيص موارد مالية لمشروعات النقل والطرق بين القرى بعضها البعض مع الاهتمام بمشروعات الصرف الصحي وتطوير الوحدات الصحية بحيث تصبح جاذبة للفرق الطبية لرعاية المواطنين، وأن الدولة والحزب الوطني يتمتعان بالمسؤولية حول تطوير طب الأسرة وتوفير العلاج والعلاج المجاني للأسرة في محافظات مصر حتى يطمئن كل مواطن على أسرته، ان الحزب الوطني حريص على التأكد من أن كثافة الفصول تمكن التلاميذ من الحصول على تعليم أفضل وأن الفلاح المصري عماد البلد وعنصر أساسي، في نسيج الوطن، والقرية والوحدة المحلية وأنه من المستهدف العمل على زيادة عائد الناتج الزراعي والتغلب على مشاكل الفلاح والارتفاع بعائده الاقتصادي. فقراء مصر 14 مليون مواطن أما في جريدة روزاليوسف أمس، فقد أشاد رئيس مجلس إدارتها زميلنا وصديقنا كرم جبر، بجمال مبارك وزيارته فقال: يشهد لأمانة السياسات بالحزب الوطني وأمينها جمال مبارك بأنها اعترفت بجرأة وشجاعة بمشكلة الفقر وشخصتها بشكل علمي دقيق وجريء، كان الحديث عن الفقر وصمة عار، وكانت كل الحكومات تتحايل على الفقر بتجميله بعبارات مثل محدودي الدخل والطبقات الأولى بالرعاية، تماما مثلما أطلقنا لفظ النكسة على الهزيمة للهروب من الصدمة، جرأة الاعتراف تتطلب شجاعة المواجهة وأن يتكاتف المجتمع كله، خصوصا الأثرياء والقادرين للمساهمة في المشروع الكبير، وبجانب جهد الحكومة وقيام نشاط أهلي مواز لاختصار مدة التنفيذ، أرقام مفزعة وخطيرة، فعدد الفقراء في مصر وفق برنامج مكافحة الفقر الذي أعدته أمانة السياسات يصل الى 13.5 مليون مواطن منهم 2.5 مليون مواطن يعانون الفقر المدقع، الأرقام مفزعة وموجعة وخطيرة، ليس على المستوى الانساني فقط ولكن على مستوى أمن واستقرار البلاد، هؤلاء هم وقود أي فوضى لا قدر الله إذا لم تتغير أحوالهم، اسيوط التي يزورها أمين السياسات جمال مبارك هي التي انطلقت منها شرارة الإرهاب الذي عشش في أوكار الفقر والجهل والتطرف ودفعت مصر كلها ثمنا غاليا، أسيوط فيها 103 قرى بدأ العمل فيها، منها قرية الزرابي التي تحولت من حياة القرون الوسطى الى قرية نموذجية جميلة تشبه القرى السياحية النظيفة، الشوارع تم رصفها وإنارتها بجانب مستشفى حديث يضارع المستشفيات الخاصة ومجمع مدارس ومركز شباب وقروض لتشغيل الشباب في المشروعات الصغيرة، حياة غير الحياة، وعيشة غير العيشة. العربي تفتح ملفات عبد الناصر لدحض مهاجميه ونتحول الآن إلى المطحنة التي تنبأنا من مدة بأن لواء الجيش السابق ومحافظ كفر الشيخ الأسبق، والكاتب جمال حماد، وضع نفسه فيها بما قاله في قناة الجزيرة عن خالد الذكر، وحملاته التي ابتعد فيها عن أي معايير موضوعية ضده، ففي برنامج - بلا حدود - مع مقدمه الإخواني الذي ينافسه في الحقد على عبدالناصر، وبدأت عملية فتح ملفاته، في العربي أمس، من خلال تحقيق موسع جدا لرئيس تحريرها زميلنا وصديقنا عبدالله السناوي، قال: في تلك المشاهد التليفزيونية بدت حفلات الشتائم بلا حدود، وافتقد المذيع كعادته الحد الأدنى من المهنية أو احترام قواعد العمل الإعلامي، وعلت وجهه علامات كراهية عميقة ليوليو، ولكل ما له علاقة بها، وتجلت سافرة الأجندة التي يتبناها في برنامجه التي تعبر عن اكثر تيارات الإسلام السياسي تخلفا ورغم ذلك كله فلا يصح الرد على الشتم بمثله، فذلك خروج من ميادين التاريخ الى خناقات الحارات الشعبية، وشهادة جمال حماد مردود عليها بوثيقة واحدة بخط يده شخصيا سوف يباغت قبل غيره بأنها ما زالت في الحفظ والصون وفي مأمنها رغم أن عمرها 47 عاما، وانتقل عبدالله بعد ذلك الى الوثيقة وحكايتها، فقال: في صباح يوم 24 ايلول (سبتمبر) عام 1962 دخل العميد جمال مكتب سامي شرف سكرتير الرئيس عبدالناصر للمعلومات، بدا مضطربا وعوامل القلق طاغية عليه فهو يعتقد أن الرئيس غاضب منه، وأنه اكتشف لتوه قبل يومين فقط انه قد تعرض لمؤامرات أدت إلى إحجام الرئيس عن أن يلتقيه ولو مرة واحدة لمدة خمس سنوات كاملة، أودع العميد جمال حماد لدى سامي شرف مذكرة خاصة مرفوعة للرئيس عبدالناصر من أربع صفحات بخط واضح ومتأنق، يبدو أنه بذل مجهودا كبيرا في كتابتها في الليلة السابقة، 23 ايلول (سبتمبر) وقد ألح حماد على شرف أن يرفع المذكرة فورا للرئيس متمنيا أن يقابله، وكتب حرفيا في الوثيقة الخطيرة: ولا التمس من سيادتكم سوى أمنية واحدة ظللت أنشدها طوال السنوات الخمس الماضية وسأظل أنشدها مدى الحياة، وهي أن تسبغوا على شرف لقائكم وأشعر حقا بأنني موضع ثقتكم وتقديركم وأن الظلام الذي كان يكتنفني قد انقشع. ولكن عبدالناصر الذي أطلع على مذكرة حماد في نفس اليوم ووضع خطوطا تحت بعض عباراتها رفض ان يقابله، أو أن يرد عليه عبر سامي شرف، فقد كان غضبه شديدا على التصرفات المنسوبة لجمال حماد وقت ان كان ملحقا عسكريا في دمشق والتي تنال من سمعة القيادة المصرية في منطقة الشام والفوادة بالتحولات والانقلابات وقلوبها تتجه الى القاهرة، أبلغ جمال حماد سامي شرف في ذلك الصباح البعيد ان في حوزته معلومات خطيرة، بالأسماء والتفاصيل عن تصرفات في القوات المسلحة لضباط هم من زملائه ومقربيه وانه يريد أن يضعها تحت تصرف الرئيس وحده، ويرد سامي شرف في مذكرة مرفقة على أوراق سكرتارية المعلومات برئاسة الجمهورية كتب الكلمات الخطيرة التالية: مذكرة، حضر لمقابلتي اليوم العميد جمال حماد وسلمني الرسالة المرفقة لسيادتكم وأبلغني أنه يلتمس أن تكون ثقة سيادتكم فيه باقية وأنه يود لو سمحتم سيادتكم بمقابلته حيث لديه معلومات وافية عن تصرفات في القوات المسلحة وأسماء ضباط على شاكله زغلول عبدالرحمن رفض ان يذكر لي أي أسماء - وقد سافر اليوم الى غزة وأبلغني أنه رهن أوامر سيادتكم، سامي 24- 9. والباقي غدا بإذنه تعالى، فقد انفتح الطريق واسعا امام ضرورة خوض معركة كسر عظم حقيقية، ما دام البعض اعتقدوا ان ما حدث منهم طواه النسيان: وقد تمتد عملية كسر العظم هذه المرة الى غير جمال حماد ممن يشاركون أحمد منصور محاولات التشويه ونشر الأكاذيب أو يقفون وراءه. هبوط مستوى الدبلوماسية المصرية وإلى توالي ردود الأفعال المختلفة على نتائج المذبحة الإسرائيلية لأشقائنا الفلسطينيين، والتي كان منها الحملات الفاشية التي تعرض لها وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، بسبب تصريحاته التي أهاجت الكثيرين عليه، من مختلف الاتجاهات، واتهموه إما بالمشاركة في حملة التواطؤ مع إسرائيل، أو التعبير عنها، واستخدام ألفاظ غير معهودة من الدبلوماسيين، والإدارة السيئة للأزمة، والهبوط بمستوى الدبلوماسيين المصريين، وهذه الحملات امتدت إلى بعض الصحف الحكومية ولم تكن قاصرة على صحف المعارضة، ولقي الوزير مساندة من عدد محدود جدا، وحتى هؤلاء كان دفاعهم عنه ضعيفا، وأقرب إلى المجاملة. وأما أقوى دفاع عنه فكان من احد أشد المعارضين للنظام وأحد فرسان دعوى المطالبة ببطلان اتفاق تصدير الغاز لإسرائيل، وفضيحته التي لا مثيل لها في التاريخ، إذ تكشف أن حكومتنا تبيعه بسعر رمزي لإسرائيل بحيث يصل الفرق بينه وبين السعر العالمي الى تسعة ملايين دولار يوميا، طبعا هذا لا يهم لأن الحكومة تعتبره دعما منها لمحدودي الدخل الإسرائيليين المساكين، المهم أن السفير السابق والمحكم الدولي، وصديقنا وأحد أبرز فرسان الدعوى، إبراهيم يسري، كتب يوم السبت مقالا في الشروق عنوانه - انصافا للوزير - كان أبرز ما جاء فيه: وحتى نصل الى تقييم منصف لشخصية الرجل ولا نقلل من كفاءته ومصداقيته ومشاعره الوطنية، فالوزير الحالي هو رجل دمث الخلق هادىء الطبع ومتزن يتفانى في تأدية مهام منصبه ويتسم بعمق التفكير وعدم الانشغال ببناء صورته لدى الجماهير، كما يلتزم بتنفيذ سياسة الدولة ما دام كان مقتنعا بأنها في صالح الوطن، ولا بد أن نعطي للرجل حقه في هذا المجال فالوزير الجديد منهمك في العمل على دعم الجهاز الرئيسي المختص بإدارة السياسة الخارجية في الدولة، وهو يسعى إلى إرساء صيغة للتكامل والتعاون بين أجهزة صنع القرار في هذا المجال ويحاول أن ينظم الوزارة وفقا للاحتياجات والتقاليد والمتطلبات المصرية ليعود لنا من جديد السفير المتخصص الذي يعمل على رأس إدارة متخصصة ويهمه أن يعاون الوزير بكل كفاءة واستقلال وهنا نناشده ألا يأخذ بمنهج بعض من سبقوه، فيجعل من مكتبه وزارة مصغرة، تهمش إدارات الوزارة المتخصصة، كذلك ومن باب الإنصاف، لا بد أن نشير إلى أنه تلقى اللوم بسبب مسألة لا تتولاها وزارة الخارجية لأن ملفها واتصالاتها تتم خارج الوزارة وهو أمر محل نظر، فإذا قبلنا بدور استخباراتي وأمني فلا بد أن يكون ذلك دورا مساعدا ومؤقتا، وليس دورا رئيسيا تحجب تفاصيله عن وزارة الخارجية، وأن يكون وزير الخارجية ملما بكل تطوراته وهو ما لم يتوافر في ملف غزة وملفات أخرى، والوزير الحالي لديه من الخبرة والتجربة والحنكة ما يؤهله لكي يحقق أملنا بأن تستعيد مصر في كل الأحوال صورتها كدولة لها دور خارج حدودها. تولي المخابرات ملف القضية الفلسطينية ويسري هنا يشير الى تولي المخابرات العامة ملف القضية الفلسطينية من حيث العلاقات بين مصر والسلطة الفلسطينية من جهة، وحماس وباقي المنظمات من جهة أخرى، ويوجه نقدا مستترا لهذا الاسلوب وكما انه يشير إلى تولي المخابرات العامة ملف السودان ايضا بقوله ملف غزة، وملفات أخرى، وقد يقصد كذلك، الملف العراقي. وفي حقيقة الأمر فوجود هذين الملفين - فلسطين والسودان - في يد المخابرات العامة، ليس جديدا، وانما هو قديم، وكل من عمل في وزارة الخارجية يعلم هذه الحقيقة، بالإضافة ايضا لوجود صلة للجيش بالملفين وكان يتم سرا والجديد، هو الظهور العلني والمباشر لدور المخابرات في الملف الفلسطيني، من خلال تحركات مديرها اللواء عمر سليمان، وهذا أمر طبيعي جدا، ومفهوم، لأن الجيش والمخابرات يحددان الخطر على أمن مصر الوطن الذي يقبع في الشرق نحو إسرائيل، والتي تمثل احتمالا لمهاجمة مصر عسكريا في أي وقت، وإعادة احتلال سيناء وكما انها تعتبر فلسطين وتواجدها فيها، ضروري لأمنها، ولذلك تتواجد بمختلف الطرق بين وداخل منظماتها وتراقب مدى تغلغل المخابرات الإسرائيلية بينها وداخل الأراضي الفلسطينية، والتوصل الى معرفة العناصر الفلسطينية التي تم تجنيدها لحساب إسرائيل، خاصة داخل أجهزة السلطة الفلسطينية، وهذه معركة لم تكن سهلة، خاصة منذ عودة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من تونس، إلى غزة، ثم الى رام الله في الضفة الغربية - وهذا العمل المخابراتي تشاركها فيه المخابرات الحربية ايضا، أي أن المعرفة الحقيقية بالقوى والمنظمات الفلسطينية لا تتوافر أساسا لدى وزارة الخارجية، وانما لدى هذين الجهازين، ولأنهما مكلفان بجمع كل ما يتصل بنشاطات إسرائيل باعتبارها العدو الرئيسي الذي يأتي منه الخطر المباشر على البلاد، وبالتالي، فأي نجاح تحرزه مصر في اتمام أي اتفاق بين المنظمات وإسرائيل، أو بين المنظمات والسلطة الفلسطينية، أو بين السلطة وإسرائيل، يكون في النهاية محققا للأهداف التي تضعها مصر، وتعتقد انها تحقق امنها، حتى وان بدا للبعض انها تمارس ضغطا لمصلحة إسرائيل أو أمريكا، وقد يبدو ان تدخلاتها أو ضغوطها تعطي هذا الانطباع في بعض المرات، بسبب خطأ في السياسة أو في التعبير عنها، أو تعرض الموقف المصري لبعض التردد او الخوف في أحيان أخرى. مصر تفتح ملف السودان وبالنسبة للملف السوداني، فقد كان قبل ثورة 23 يوليو سنة 1952 في يد رئاسة الوزارة والقصر الملكي ووزارة الخارجية لسببين، الأول لأن مصر كانت تعتبر السودان جزءا منها في إطار وحدة وادي النيل، منذ احتلالها له ورغم خضوعها هي نفسها للاحتلال البريطاني عام 1882، ثم دخول القوات البريطانية للسودان وخضوعه للحكم الثنائي، المصري - البريطاني - وظلت مصر تربط مفاوضاتها مع بريطانيا للجلاء عن أراضيها، برفض فصل السودان عنها، أو منحه حق تقرير المصير، لأنه جزء منها، مما أدى الى تأخير التوصل لاتفاق للجلاء. والسبب الثاني هو إعلان الزعيم خالد الذكر مصطفى النحاس عام 1951 إلغاء معاهدة سنة 1936 مع بريطانيا، وإعلان أن الملك فاروق أصبح ملك مصر والسودان. وكانت المساعدات المصرية للسودان تتجه اساسا إلى الحزب الاتحادي والسياسيين المرتبطين بمصر وبعضها كان لعناصر من الجنوب، وتخرج أساسا من وزارة الخارجية. ولكن بعد ثورة يوليو وإقرارها بحق تقرير المصير للسودان واختياره الاستقلال وتزعم مصر حركة التحرر الوطني في أفريقيا، ومساعداتها لها بالمال والسلاح، وتكوين جهاز المخابرات العامة وتسليح الجيش، بدأت بدورها تواجه تحركات بريطانية وفرنسية وأمريكية وإسرائيلية مضادة لها في أفريقيا، وفي السودان من خلال زيادة حدة عداء حزب الأمة لها، واتهامه بالمشاركة في مؤامرات مع بريطانيا ضد مصر، خاصة عند الاستفتاء في مصر وسورية عام 1958 على الوحدة بين البلدين، إذ قامت الحكومة السودانية التي كان يرأسها عبدالله خليل فجأة بارسال قوات سودانية احتلت منطقة حلايب لمنع إجراء الاستفتاء فيها باعتبارها أرضا سودانية، ورفض الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر، دفع القوات المصرية لاخراج القوات السودانية بالقوة من المنطقة، ثم بدأت ولأول مرة تظهر نغمة اعادة النظر في اتفاقية توزيع المياه بين دول حوض نهر النيل، وحصة مصر فيها، وإقامة مشروعات لسدود في بعض الدول تؤثر على هذه الحصة، وبدأ لأول مرة يظهر خطر تحكم قوة معادية لمصر، في المياه وبالتالي خنقها مما استدعى الى ان تتولى هذا الملف، المخابرات العامة والجيش، ووضع الاستراتيجية التي تواجه بها مصر هذا الخطر، هذه باختصار، الظروف التي أدت إلى وضع ملف فلسطين والسودان في يد المخابرات والجيش، لكن المشكلة أو المشاكل التي أثارت الاستياء من وزير الخارجية كانت عباراته الاستفزازية التي استخدمها، ولا دخل لعدم وجود ملف غزة في يده، فلم يكن هذا مبررا لأن يستخدم عبارة، سنكسر أرجلهم، تعليقا على ما حدث من اقتحام آلاف الفلسطينيين السور الفاصل بين رفح الفلسطينية والمصرية ولم يكن مبررا لان يستخدم تعبير لا يلومون إلا أنفسهم، على الهجوم الإسرائيلي الوحشي ضد غزة، ولا لأن يقول، ان هناك حربا على مصر تقودها دول ومنظمات، هذا كلام لا يصح صدوره عن رئيس للدبلوماسية، ولا صلة له بعدم وجود الملف في يد وزارته. الوفد: المعتدل خايب والممانع مزايد وكاد الاهتمام الزائد من جانبنا بهذه التوضيحات أن ينسينا الإشارة إلى صاحبنا الوفدي المهندس يحيي حسن عمر الذي سخر من فريقي الممانعة والاعتدال بقوله عنهما يوم السبت ايضا في الوفد: ليس في عالمنا العربي اعتدال ولا ممانعة، ولكن خيبة ومزايد، فالمعتدل إنسان فاعل يتخذ موقف الاعتدال عن قدرة وتفهم والمعتدل يغضب وقت الغضب، ويعمل وقت العمل، أما ما يسمى بالاعتدال العربي فهو خمول وبلادة وعجز وخوف كالمغشي عليه من الموت، كذلك فإن الممانع هو من يقاوم من أجل وطنه أولا، ثم من أجل أمته، ولا يتصور أن يكون اهتمام أحد بقايا أمته اهتماما حقيقيا، وأن تكون نصرته للمقاومة في أراضي أمته نصرة صادقة بينما هو ذاته لا يهتم بأراضي بلاده المحتلة، ولا يقوم بأي مقاومة داخلها ويتلقى الضربات ذليلا ولا يرد، لا يمكن أن يتصور أن يكون اهتمام أحدهم بقضايا أمته اهتماما صادقا والطائرات التي تقصفها تصعد وتهبط فوق رأسه وفي مطاراته. وهو يقصد سورية، ورئيسها بشار الاسد. اليوم السابع تهاجم اردوغان ورغم استمرار تضاؤل الاهتمام بها، فلا تزال هناك اهتمامات بالمعركة التي اندلعت بسبب انسحاب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من منتدى دافوس بعد ان هاجم رئيس إسرائيل شيمون بيريز، والهجوم الذي تعرض له عمرو موسى الأمين العام بجامعة الدول العربية، لأنه لم ينسحب مثله، ولدينا تعليق متميز لزميلنا وصديقنا سعيد شعيب أحد مساعدي رئيس تحرير جريدة اليوم السابع الاسبوعية المستقلة، قال فيه: هل نحتاج إلى إعادة النظر في مفهوم البطولة والخيانة؟ أظن ذلك، لأن الأمر محير، فهناك كم هائل من الكتابات اعتبرت الرئيس التركي أردوغان بطلا لأنه انسحب من المواجهة مع شيمون بيريز في مؤتمر دافوس، بل خرجت، على سبيل المثال مظاهرات في غزة وتركيا تهتف باسمه وتأسست مجموعات على الفيس بوك لدعمه، في حين انك لو تأملت الأمر فستجد أنه لم يفعل شيئا سوى الهرب من ميدان المواجهة، فكيف يمكن أن نمنح الهارب نياشين البطولة ورايات النصر؟! ثم كيف تناسى الذين دشنوه بطلا أمرين الأول أن ما فعله لم يحقق أي مكاسب للفلسطينيين والثاني أن الدولة التركية لها علاقات وطيدة مع إسرائيل وأهمها العلاقات العسكرية، وفيها استيراد اسلحة متطورة تساعد في ضرب الأكراد، ناهيك عن التعاون المخابراتي الوثيق، فكيف يتحول الرئيس التركي بعد كل ذلك الى بطل قومي لمجرد انسحاب إعلامي لا طائل من ورائه؟ ولا أظن أن الذين اتهموا عمرو موسى بالتخاذل وقارنوا بينه وبين أردوغان محقون، فمنتدى دافوس تحضره قيادات من كل أنحاء العالم، أي يمكن القول انه نموذج مصغر للمجتمع الدولي، والشجاعة هي أن تتم مواجهة الأكاذيب الإسرائيلية، وفضح المجازر التي ارتكبتها في غزة، أي أن موسى واجه ولم يهرب، وهدفه هو كسب الرأي العام العالمي لصالح قضية الشعب الفلسطيني العادلة، فبأي منطق يمكن القول إنه خائن أو متخاذل؟!. الوفد تهجو عمرو موسى شعرا لا، لا نقبل مثل هذه الاتهامات، وقد تخلى عنها صاحبنا القارىء الشاعر مجدي عبدالرحيم واستبدلها باقتراحات أخرى في قصيدة نشرتها له صفحة فرفشة بجريدة الوفد التي يشرف عليها كل يوم جمعة زميلنا عمرو عكاشة، ومما جاء فيها: معالي الأمين العام عمرو ابن موسى محسوبك مواطن واقع في حوسة لا قادر أنام ولا حتى أصحى وعقلي باينه ده جاله لوثة فتحت الجزيرةوأنا مدهوش شفت الصهاينة بتحشد جيوش بتهدم بيوتنا وتقتل شيوخنا وغزة في لحظة، صارت نعوش لا شفت قرار يزلزل عروش ولا يدين اللي ما يتسموش ولا طرد سفرا ولا مقاطعة ولا حتى همسة ع الفاشوش عزيزي الأمين العام من غير رتوش خلوها فندق أو مفروش تيجي تصيف فيها الكروش بعقال وشال، أو طربوش وقد أراد زميلنا الإخواني وعضو مجلس نقابة الصحافيين محمد عبدالقدوس مضايقة سعيد شعيب الناصري، بأن قال في الدستور يوم السبت: الرئيس مبارك كان في تركيا قبل أيام وهناك فرق ضخم بينه وبين رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، فالتركي كان موقفه واضحا في رفض العدوان الصهيوني والانحياز للمقاومة، بينما اشتكى العديد من المصريين والعرب من موقف مبارك، حيث كان عداؤه واضحا لحماس والمقاومة. كلا، ما هذا الكلام الذي لا توجد له أية أسانيد، عن شكاوى العديد من المصريين؟ هذه شكاوى كيدية وقدمها اعضاء المحظورة وهو منهم. الفتاوى حول تحقيق العدل بتعدد الزوجات وأخيرا إلى الفتاوى ورسالة من عبدالفتاح سيد علي إلى جريدة عقيدتي سأل فيها: - هل هناك تعارض بين هاتين الآيتين: وان خفتم ألا تقسطوا في اليتامى، الآية. ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء، الآية. حيث أن الآية الأولى تجيز تعدد الزوجات بشرط العدل بينهن، بينما الثانية تنفي تحقق العدل بين الزوجات. وقد أجاب عن السؤال الشيخ عثمان إبراهيم عامر قائلا: لا تعارض بين قول الله تعالى: وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طالب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة آية رقم 3 من سورة النساء، وبين قول الله تعالى: ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم آية رقم 129 من نفس السورة وذلك لأن العدل عدلان اثنان: عدل واجب وشرط لتعدد الزوجات وعدل آخر مستحيل ولا يمنع تعدد الزوجات. فالعدل الواجب هو الذي يقدر عليه كل زوج وهو العدل بين الزوجات في الأمور المادية الظاهرية ويتمثل في العدل في النفقة كالمطعم والمشرب والملبس والمسكن، والعدل في المعاشرة من ابتسامة وبشاشة وجه فإن لم يفعل الزوج هذا يكون آثما ومؤاخذا على ذلك يوم القيامة، وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: من كانت له امرأتان فمال الى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل رواه أحمد في المسند والنسائي وأبو داود وابن ماجة في سننهم، ويقول: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت - رواه أبو داود والنسائي والحاكم. وهو ما عبرت عنه الآية الكريمة: وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء الآية رقم 3 من سورة النساء والعدل المستحيل بين الزوجات هو العدل القائم على المشاعر والعواطف والانفعالات كأن يميل قلبه لواحدة عن واحدة أو يحب واحدة عن واحدة وهو ما عبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تلك ولا أملك - رواه أبو داود والترمذي، وعبرت عنه الآية الكريمة: ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم الآية رقم 129 من نفس السورة إذن: لا تعارض بين الآيتين الكريمتين. الآية رقم 3، والآية رقم 129 من سورة النساء وحاشا وكلا أن يكون هناك تعارض بين آيات القرآن الكريم وهو من عند العليم الحكيم. القاهرة - - من حسنين كروم: 26 |
التعليقات (0)