آخر الأحصائيات السكانية تشير الى ان المسلمين اصبحوا يمثلون ربع سكان العالم..وهذه الزيادة بكل تأكيد لم تأت بسبب دخول أناس جدد الى هذا الدين بقدر ما هي زيادة تتأتى من التزايد السكاني الغير المنضبط للشعوب المسلمة.
كثيرون من المسلمين فرحوا وهللوا لهذا التقرير وللمعلومات التي اوردها متناسين ان هذه الزيادة هي عبئ وليست منفعة..فمالذي سيستفيده الأسلام من ملايين المسلمين الذين لا يجيدون القراْة والكتابة؟؟
ومالذي سيستفيده من ملايين من المسلمين الذين لا تتعدى ثقافتهم ثقافة المسجد والكتاتيب؟؟
وما فائدة ملايين من الذين يعانون الحروب الأهلية الطاحنة وسوء التغذية وتفشي الأمراض؟؟
بل وما فائدة من لايعرق حتى اصول الدين وتعاليمه بالنسبة للدين؟؟؟
عندما نتحدث عن هذا التضخم الأنفجاري في اعداد المسلمين علينا ان نقرع ناقوس الخطر لا ان نهلل ونطبل..
فتلك الزيادة لن تغني اي دين في شئ..وهي فوق ذلك كارثة على البلدان التي تزداد فيها هذه الظاهرة..حيث تتعاظم المسؤوليات على الدولة وتتضائل امام ابنائها فرصة الحياة اللائقة خصوصا مع محدودية موارد معظم هذه الدول(باكستان،بنغلادش،الصومال...الخ) مما قد يدخلها صراعات داخلية وحروب أهلية أو حروب مع دول مجاورة للحصول على الموارد..
هذا التقرير يضعنا اليوم امام مشكلة لابد من تظافر الجهود لعلاجها والا فمأساة الشعوب الأسلامية الى زيادة وتعاظم..
المشكلة هي التزايد السكاني (المرضي)..
والعلاج واحد فقط..تحديد النسل..
أن الخرافة التي تسود معظم الأسر المسلمة بأن الطفل يأتي ورزقه معه يجب ان تحارب..لأنها من اول مسببات تلك المصيبة..والحل الأمثل هو تثقيف الناس وتوعيتهم الى مخاطر هذه الزيادة السكانية..وألأقتداء بالسياسة الصينية التي تقضي بتحديد النسل أن اقتضى الأمر للسيطرة على هذا التضخم الذي لايسر صديقا ولا عدوا..
ان من اهم المضاعفات الآنية المترتبة على تلك الظاهرة ما يلي:
1. زيادة الضغط على موارد الدولة مما سيحرم العديد من ابنائها من الحصول على حقوقهم في التعليم والرعاية الصحية.
2. زيادة نسب الأمية في المجتمعات التي تعاني الظاهرة بسبب ازدياد الزخم على المدارس واكتضاضها ان وجدت.
3. هذا التضخم في افراد الأسر مع محدودية مواردها سيجعل الأطفال يتركون الدراسة لتحصيل المال من خلال العمل(وعمالة الأطفال مشكلة عويصة بحالها) او من خلال النشاطات غير المشروعة(السرقة والنشل،ترويج المخدرات،البغاء،وحتى القيام بأنشطة مخلة بالأمن).
4. قد يدفع الفقر والجوع احيانا ارباب الأسر الى بيع اطفالهم الى جهات عدة (لا سيما الفصائل الأرهابية).
5. قلة الأهتمام والتربية من قبل الأهل بهذا الجيش من الأطفال (الأب مشغول بالعمل طوال الوقت والأم مشغولة بأمور المنزل والأطفال الصغار جدا بالسن هذا ان لم تكن تعمل هي ايضا بأنشطة منزلية).
اما العواقب المستقبلية لتلك الظاهرة فمن الممكن ان نذكر منها
1. جيل من الأميين او اشباه الأميين سيغزو المجتمع موفرا بيئة خصبة للأفكار المتطرفة والجهل والتخلف.
2. بطالة واسعة في صفوف من هم في سن العمل وبالطبع ستؤدي هذه البطالة الى ازدياد حالات الجرائم بمختلف انواعها.
3. أزمات متعددة تجتاح البلدان من أهمها ازمة السكن ومشاكل الأحياء الهامشية.
4. صعوبة توفير الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وما شابه.
البعض منا للأسف يظن أنه لازال يعيش عصر السيوف وبهذه الزيادة العددية سيتمكن من فتح العالم الغربي ناسيا أن عصرنا هو عصر النوع لا الكم..
وناسيا ان هجمات جيوش كجيوش التتار ما عادت تنفع احدا بعد ان اصبحت العديد من الأسلحة لاتحتاج حتى الى من يقودها من بني البشر..
ثم ان طرح الأسلاميين بحد ذاته مضحك..فمن بين هذا الربع يا ترى كم نستطيع ان نعد ممن يعرفون الدين وأصوله حقا؟؟
هل ننسى ان الكثير من هذه الشعوب تدرج شعوبا مسلمة وهي لاتعرف شيئا عن الأسلام؟؟
هنا لا اتحدث عن العلمانيين لكن اتحدث عن العديد من الشعوب المسحوقة التي لا يعرف العديد من ابنائها الف باء الدين..وكل ما تعرفه مجرد اقاويل وخرافات شعبية تداخلت مع المعتقد الأسلامي فأصبحوا مسلمين بالأسم فقط..
الحكومات مطالبة بوقفة جادة مع هذه المسألة..فعلى عاتقها يجب ان تقع مسؤولية رعاية الأجيال القادمة..وتوفير بيئة صحية لها كي تنهض ببلدانها وكي تبدع..ولأنها(الحكومات) ستكون أول من سيقع عليه عبئ هذه المشاكل.
وهنا علينا ان لانضع كل العبئ على الحكومات..فعلى عاتق رجال الدين تقع المسؤولية الأعظم نتيجة الأفكار الخاطئة التي يشيعونها في المجتمع..
وعلينا ان نذكرهم بأن الغاية من الأديان جعل حياة الأنسان افضل وليس تزايد اعداد الأتباع بشكل سرطاني لا يهدد الا المجتمعات التي تعاني تلك الظاهرة..
التعليقات (0)