هكذا أتى الربيع والخريف في زمن واحد وفي نفس المكان ولكنه ربيع للشعوب العربية وخريف لرؤسائهم ودائما يكون سقوط الأوراق في الخريف نتيجة تقدمها في العمر وجفافها فتسقط .....أو يتعجل الفلاح سقوطها قبل الجفاف لتأكلها الحمير والغنم.....ونظرا لعدم رغبة الحمير في أكل اللحوم وأن اللحم لا ينبت على الشجر.... فالساقطون يقعون إما في الحفر بفعل سيدنا عزرائيل أو بسيف الثوار أو يقعون في ساحة المحكمة ممددين بسبب ضعف الساقين أو بسبب الكسل ....خريف لو تعجل في القدوم لكان للعرب شأن آخر ...ولما ضاعت أعوام في هاق وماق... ولما استقر في بلادنا شذاذ الآفاق... ولما تجرأ الغرب على العرب... ولما قصفت عواصم عربية أبية... ولما ضعف واستكان مواطن عربي وهجر بيته وارتمى في أحضان المتوسط... أو حفر نفقا في الأرض مثل الفأر يبحث عن شيء في آخر النفق المظلم .....ويتعقبه في كل لحظة جندى عربي يهدم عليه النفق.... وتنتظره طائرة على الحدود....
التعليقات (0)