لَيْسَ الصَّمْتُ غَيْبُوبَةً وَهْو ليْسَ سُكُوتًا .
تَرَكْتُ الْفِكْرَةَ تَسْتَلْقِي عَلى أَرِيكَةٍ فِي الفِقْدَانِ وانشغَلْتُ بِإِعْدَادِ قَهْوَةٍ عَلَى نَارٍ هَادِئةٍ . الْبُنُّ جَيِّدٌ والغِيَابُ يَحْتَاجُ إِلَى رَائِحَةِ تُؤَثِّثُهُ . الذَّاكِرَةُ ابْتِداع للأَسَى ؛ أَيْقَنْتُ إِنَّ لُغَةَ الصَّمْتِ أَقْدَرُ عَلى تَلْبِيَتي حاجِيَاتي الغَامِضَةِ . لَكَمْ أَعْجَبُ لِقُدْرَتي عَلى مُقَاوَمَةِ تَصَدُّعِ روحِي وعَوزهَا مَعَ كُلِّ الأَوْحَال التي تَنُوءُ بِهَا . السُّكْرُ كِبْرِيَاءُ الْحِدَادِ وَبَاقَةُ تَعَازِي يُعِدُّهَا الجَسَدُ للرُّوح المعوزة . كان مُجَرَّدُ تَذَكُّرها يُؤَرِّثُ في الدَّواخل نَارًا كنت خِلْتُ إنها انطَفَأَت منذ زَمَنٍ . طَعْمُ القَهْوة جارح؛
أَعْدو إِلَيْهَا آَتِيةً من بين ثنايا ذَاكِرَة مُخْتَرِمَةٍ ؛ أَتَقَرَّى ذلك الهُدوء المُطَمْئِنُ في حَضْرَتِهَا ؛ رَائِحَة صَوْتِهَا تُؤَجِّجُني شَوقًا ؛ تَاسُرُنِي حَالَةً من الوَجْدِ ؛ عَلَيَّ أَنْ أُعِدَّ هُدْنَةً مع أحَاسِيسي . ارتقي سلالم الانتظَار..
وَأَسْقُطُ مَرَّةً أُولى
وثَالثة ورابعة و
قُبْلَةً لم تَكْتمِلْ ؛
أصْعَدُ مُجَدَّدًا ؛ أَتسَلَّق لَفْتَةً منك لأَصِلَ مُنْتَصفَ الطَّرِيق
كم أٍُريد أن أسْتَرِيحَ وَتتَصَفَّح عَيْنَاي سَهًْلا تَرْتَعُ فِيه وُعود نَبْضِكِ
لَم يَكُنْ هُنَاكَ إلا ماعزا يَتَوسَّدُ رِيح الخَرِيف البَاردةِ .
مالَه الليل لا يَصْعَد السُّلَّم معي و يُسْنِدُني كَتِفَيْه
المُوسيقى وحدها تَاْخُذُنِي إِلَى جِهَة أَرى فِيهل مِرآَة ضِحْكَتِكِ
لَسْتُ أَعْني سِِوَاكِ
تَعَتَّقَ صَوْتُكِ فِي آهَةِ الْعْمْرِ مَرْقى وَمَهْوى لِعَاطِفَةٍ تَتَوَهَّجُ تَهْلُكَةً وَألوذُ بِهَا من حَمَاقَات شَوقٍ يُهَجِجُنِي في المَسَافَة بَيْني وبَيْنِك .
أَهْرِبُ مِنِّي إِلَى جَسَدٍ كُنْتُ أَحْسِبُه لِي .
بَلَى لَسْتُ أَعْني سوى لَحْظَة من شُرود صَبَاحَات نظْرَتِك .
عَالِيًا
كُنْتُ أَهْبِطُ مَثْواي فيك وأرْسُمُ شَارة عِشْقي لواءًا تَقَدَّم رَغْم هَزَائِمِه فاتحًا
عَالِيًا
لَسْتُ أَعْنِي سِواك علُوًّا .
بِكًثير من الحِرْص أَشْرِبُ فِنْجَان قَهْوتي ؛ مُنْشَغِلاً بِأَشْيَائي البَسِيطَة ؛ مُنْشَغِلاً بِشِؤوني التي لا تُهُمُّ أحَدًا .
هَادِئ مِثْلَ قَيْلُولَةٍ تَتَوَسَّدُ ظِلاًّ لَهَا يَتَثَاءَبُ ؛ مُنْزَعِجًا من بَلاَدة حُلُمٍ ساَذِجٍ تَمَشَّى الهُوَيْنَا يُنَادي الًصَّبَاح .
لَيْسَ لي مَا أَفْعَلُه ؛ قَد أُرَمِّمُ حُزْن الجِدار وَأُعَدّلُ كَمَنْجَات الْمَجَازِ
لَسْتُ أَعْنِي سِوَاكِ لِذَلك سَرَّحْت حواس أَفْنِيَة الدَّار ؛ أَمْحُو ارتِبَاك النَّهَار بِسَاعَة سُكْر وَاُغْنِيَة نَثرية .
أَتَمَلَّى شَيْبَة القَلْبِ وأَتَعَهَّدُ أَمْرَ نِعَالي الوَفِيَّة بالمَشْي فَوقَ الْجَلِيد دُون التَزَحْلُقِ بالمُفْرَدَات وَحَلْقِ شَعْر حَلْقي
أَنْسِف رُمَّانة القَلْبِ ثُمَّ أُلَمْلِمُ حَبَّاته ؛ حَبَّةً حَبَّةً وَ اُسَوّي مِنْهَا سُبْحَةً للتَهَجُّدِ باسْمِك لَيْلا ولَيْلا
كان بِإِمْكَانِك أن تَنْفَعِيني مَرَّة واحِدةً ولِلأَبد: أَن تَمْنَحي الريح شَال ظِلِّك يطيرُ و أَطِيرُ
هَكَذا رَأَيْتك قُدَّامي فَجْأَةً ؛ رأَيْتك هُنا الآَن جْئت دُفْعَةً واحدةً لَم أرك تَدخُلين وَلَم أنتبه للهواء يغْرُقُ في الضحك بينما قَامتك اسْتَدْرَجَتْني إلى دَهْشَة لَم يَكُن بِإِمْكَانها أَن تَنْجُوَ من الْغَرقْ.
تَقِفين غير بعيد من هنا ؛ أَعْني تَحْديدًا بين عمرين عمر لك وَعُمْرٌ لَكِ ؛ الطَّريق إليك تَبْدأُ من الحزن إلى الحُزن .
أَرَاك مَعْنى يَنْزَعُ نَحْو التجريد ؛ يَتَوهَّجُ كَلَيْلٍ تَبَلَّل ظَلاَمُه بِمُهْجَة لَهَا رَائحة الشَرَاشفِ بَعْد فِعْلِ الحُبِّ .
تَقِفِين بَعِيدًا عَن أَمَلِي ؛ كَان أَمَلي قَصيرَ القَامة ؛ لِذَلِك رَأيْتُ لَهْفَتي بِكِ أكْبَر سِنًّا مِنِّ وَمِنْكِ ؛ وَمَهْما كَان الانْتِظَارُ مُسِنًّا سَأَمْشي إِلَيْك بمَعْنَوِيَاتٍ مُرْتَفِعَةٍ وَهِمَّةٍ عَالِيَةٍ كَتِلْمِيذٍ يَسْتَعْجِلُ الْوُصُول إلى سَبُّورَة قلْبِك.
وقَفْتِ عِنْد النَّافذة خَارج قَامَتك أَبْعَد قَليلا من ظلِّك ؛ درفة النافذة تُسْنِدُ جسمك ونَظَراتك تَسْرَح حَيْث تُلَوِّن الزَنْبَقَةُ الهواء ؛
حَيْث يَنْبَعُ ماءٌ من تَعَثُّر خُطَاك
حَيْثُ الغِيَابُ حَديقة يُحَفِّف من كآَبَتِها هُتاف السَّرْوة وشَغَبُ زَوجي الكناري ؛
سَاُعَلٌّق تَعَبي على زََقْزقة الكناري حَتَّى اذَا اسْتَفَقْتُ من دَهْشَتي كَانت نظراتُك حَطَّت على كتفي .
بَرَحْت مَوضعك وخَطَوت في اتجاه الداخل مشَيْت حافِية الصوت إلى وسَط القَلْبِ تَمَامًا .
تَرَنَّح المَكَان وانفتح جرح في فم الهواء كان جرحًا عميقا بحجم ربلة سَاقيك .
انْفَتَح الضَوْءُ رَدْهَة تَبْدَاُ من عَتَبَة مَنْسِيَّة ٍ خَلْف النَّهَار
تَبْدَاُ من فَتْحَة قَمِيصٍ عند مَسْقَطِ الْكَتْفَيْن
كُنْتُ أُعَوِّلُ على شَراهة حدس الأَشْيَاء لأُقَوّي غِيَابي في حَضْرَتكِ
: سَتَائرُ السومون التي تُذكِرُ بِضحكة سَانشو
: الشُبَّاكُ المُطِلُ على لاَمُبَالاة الطَّقس في الخارجِ .
:بَقِيَّةُ أكْلِ الْبارحة .
:أصُصُ الْحَبَقِ الْمُهْمَلَة بِعِنَاية على الشُرْفة تُطِلُّ من عَيْنَيْك .
( أُفكر أيضا في فيلم ’’ على طريق ماديسون ’’ لكلينت استوود ومشهد المطبخ تحديدا )
هكَذأ لم أرَ الليل يَهبط فينا
لَم أَرَه يَكْنِسُ الماء وَهْو يُرَاود عُزْلَتَنا وغبطة الجدران بِها
رَأيْتث المَكَان يُذَكِّرُني بك وهو يُذكٍّني بي .
تجلسين على حافة الإشْتِهَاء يَضْطَجِع الحلم حجرَكِ.
ثمَّت أُغْنِيَةُ تَصْنعُ إيقاعها من شُرود الدواخل
ثَمَّت دِفءٌ تَسَلَّل من ثَنْيَة الرُّكْبَتَيْن .
المُهِمُ رََأيْتُ سُكُوتَك فَاصِلَةً في قَصِيدة نَثْرٍ وَموَّال خَاطِرَةٍ للقصبجي .
يُدَلّلُني صَمْتُك المُتَعَرِّ ي مِن الإسْتِعَارة والاحتمالِ ؛ يُبَلّلُني مَاؤُك كامْرَأة لا يُبرّرها عُرْيُها .
هَذه أَنت أَقْرَبُ من أن أرَاكِ بِكُلِّ تَفَاصيل عِشْق صريحٍ.
هَذه أنتِ تَأويل تَغْرِيبة الْبَدْو يَقْتَسِمون رَغيف الصَّدى وَسُبَات السَّحالي .
هَذِه أَنت مَشْغُولة بِتَصَفّحِ ذاكرة الانتظَار وتَرْتِيب ما يَتَعَثَّرُ من شَجن في الرواق .
تَجلسين قُبَالة لَوعة روحي ؛ أُقَوّي حضوري بِفِكْرَة ليل تُعَرْبِدُ فيه النَّشَاوي .
الْمَمَرُّ إِلَيْك مَسَافة مَجرى حليبي ؛ أُطِلُّ على الكُسْتُناء هُناك تَبوح بِأَسرارها ؛ لن يَنام العُشْبُ؛
ناولتني قَدح شاي وأُرجوحة للرحيل وقلت:
دع الريح بوصلةً لخطاك .
وقلت تتبع شرُود الحواس أنا أرض منفاك .
وقلت : توغَّل كَأعْمى يُهججه حدسه .
واشتعل ريقك في دمي يعتقني من شجن رشيد
فانصرَف وَجْهُك صَلاَةً أُخْرى للريح فِي أَبَد الدَّهْشَة البِكْر .
هي بغتة
لاَأَوَّل لها وآخرها شجن شقِّيٌ
يا امرأة يَجْلُو ليلَها ارتباكُ الشَّفَتَيْن
انكسارُهما
افتضاحُهما ؛ اشتعال الريق دما يُضِيءُ خَدر الجسدين
سَتَغْدرُ بك القُبْلَةُ
وَأنت في المَمرِّ بين الرُّشْد والغِّي
سَتغدُرُ بك لَفْتتك
لتكتملي فتنة فتحتها غزوات النشاوي
[تنويه:
أصل المشهد رجل وامرأة يقفان عند الشرفة المطلة على الحديقة التي تفتح على الشارع المؤدي الى ا لنهر الذي يصب في البحر .
المرأة وهي تتأمل كل هذا غرق فيها الرجل قبل ان يبتلعهما البحر]
التعليقات (0)