محمد أبو علان:
ما أن سألت صديقي الغزاوي الذي هاتفني قبل أسبوع عن أحواله وأحوال قطاع غزة حتى أجابني قائلاً "يا صديقي بدل ما كنا نموت بانفجارات القنابل والصواريخ الإسرائيلية أصبحنا نموت بانفجارات مولدات الكهرباء"، تذكرت هذه العبارة وأنا أطالع اليوم خبر وفاة ثلاثة أطفال أشقاء من قطاع غزة وهم ترنيم وبسيم وتسنيم الذين قضوا بسبب انفجار مولد كهرباء.
إن كان انفجار مولد الكهرباء هو السبب المباشر في وفاة الأطفال الأشقاء الثلاثة فإن هناك أسباب أخرى كثر كانت هي السبب الرئيسي في وفاتهم، أسباب يقف خلفها العرب والعجم مع سبق الإصرار والترصد.
دماء ترنيم ونسيم وتسنيم في رقاب الاحتلال الإسرائيلي الذي يغلق المعابر على قطاع غزة ويمنع عن أهله الطعام والدواء والمحروقات والكهرباء.
دمائهم في رقاب من يغلقون معبر رفح تساوقاً وتنسيقاً مع سياسية الاحتلال الإسرائيلي والأمريكان والأوروبيون بهدف الضغط السياسي على الشعب الفلسطيني.
دمائهم في رقاب من يبنون الجدار الفولاذي ويدمرون الأنفاق إمعاناً في حصار وخنق شعبنا في غزة، وحرصاً على أمن الاحتلال بذريعة أمنهم القومي.
دمائهم في رقاب الصامتين على هذا الحصار والتجويع من العرب والمسلمين الذين لا يحركون ساكناً غير بيانات التضامن الزائفة والشجب والاستنكار.
سيحزن الجميع منا على هذه الفاجعة ولكن سرعان ما سينسى الجميع انتظاراً لفاجعة أخرى في قطاع غزة.
التعليقات (0)