ترنيمة خليجية شعر:خليل الفزيع |
|
صوتُ السهارى به الأشجانُ تـندفقُ |
والليلُ يمضي به ( اليامالُ ) والـرّهقُ |
تسامَقَ النخلُ في الشـطآنِ عانقـَهُ |
مـوجٌ تمادى بعمقِ الشوقِ ينطلقُ |
وفي الخليجِ ســفـينٌ قـاد دفـَّـتـَهُ |
سعيٌ إلى الـرِّزقِ مقرونٌ به العـرقُ |
وفي العبابِ رجـالٌ ساقهم قـدرٌ |
إلى العــناءِ وأضنى جَفـْـنـَهُمْ أرقُ |
كم أشعلتْ من أمانٍ في جوانِحِهم |
لآلـئٌ من بحـارِ الغـوصِ تـنـبثقُ |
قد ودّعوا الأهلَ والأحبابَ خالجَهُمْ |
حلمٌ ويأسٌ فداسـوا اليأسَ وانطلقوا |
نحو المجاهلِ لا يدرون خاتمةً |
لسـعيهم إن نجـوا أو إن هُمُ غرقوا |
أجسادُهم من عناءِ البحر مجهدة ٌ |
قلوبهم بلظى الأشواقِ تحترقُ |
رفـّتْ على بُعدِهِم بالتوقِ أجنحةٌ |
شــفافـةٌ بنـدى الأحـلامِ تَـَنـْعَـتِقُ |
وأوقدوا في أهازيجِ الهوى قصصاً |
يسـري بها الـركــبُ بالســمّارِ تلتحـقُ |
تلك الحكايا سمعناها وما فتِـئتْ |
زاداً لتاريخِـنا يســمو بهــا العَـبَـقُ |
عيشاً نكابدُ فيه الصّهْدَ إن نزحَتْ |
عـن سـاحِهِ علـَّةٌ عادتْ بهـا طـُرُقُ |
وتلكَ قصةُ أمسٍ زانـَهــا خُلـُـقٌ |
مـن الأصالةِ فازدانتْ بها الخُـلـُـقُ |
واليومَ ألقتْ عصا الترحالِ واندثرتْ |
تلك المـتاعبُ بالتصميمِ تـَنـْسَحِقُ |
يا دانةَ الشرقِ .. كم توّجْـت من حِقـَبٍ |
أنتَ الخلــيجُ ومنكَ الخـيرُ ينطلِـقُ |
لاحتْ على فجـرِ ذاكَ اللـيِلِ بارقـةٌ |
سـخيـّةٌ قـد كســاها دفقـَهُ الألـَقُ |
عمّتْ على وجههِ البشرى وما لبثتْ |
أن أعقـَبَ الغـوصَ نفط ٌ راحَ يندفِـقُ |
أضاءَ في دربهِ ليلَ الدّجى ومضى |
يجتاحُ في صبحِهِ ما خلـَّفَ الغَسَقُ |
عـاد الخليجُ كمـا كانت صحـائِفـُهُ |
بيضــا ورايــاته للنصــرِ تَسْـــتَبـِقُ |
ما ضرّهُ إن تمــادى في مطــامِعِهِ |
فردٌ ضعيفُ الحِجَى أو جائرٌ نـَزِقُ |
خليجُ ماستْ لك الأغصانُ واحتفظتْ |
بكَ الضمائرُ ضَمّتْ سحرَكَ الحَـدَقُ |
ما الحبُّ قل لي وما الأشواقُ والقلقُ |
إن لم يكــنْ في هـواكَ الحـبُّ يأتلِقُ |
التعليقات (0)