ما ان انتهت الحرب العالمية الثانية وانهارت الامبراطورية العثمانية والتى احتلت العالم العربى وسيطرت على ثرواته منذ 1914 حتى بدات الدول العربية تتنفس من جديد بعد رحيل هذا الغول العثمانى الى الابد والذى سيطر على المنطقة وتاريخها وثرواتها لاكثر من قرن ونصف وبعدها ظهرت الحركة التحررية الجديدة فى تركيا بالقضاء على حكم السلطان عبد الحميد ونظام الخلافة الاسلامية الرجعى الاستبدادى على يد كمال الدين اتاتورك ليؤسس دولة جديدة اكثر انفتاحا وتحررا تؤمن بالديمقراطية والتعددية الحزبية والسياسية التى الغااها نظام الخلافة تماما وبذلك دخلت تركيا التاريخ من جديد بعد التخلص من الوهية الخلفاء الاسلاميين المستبدين المر الذى ادى الى احداث طفرة تقدمية سريعة غيرت الكثير من ملامح الحياة بالكامل بتركيا..لكن يبدو ان الارهاب الاسلامى وشبح الامبراطورية العثمانية بدا الان يخيم على تركيا ففى مقال كتبه سونر كاغتباى الباحث فى معهد واشنطن لشئون الشرق الادنى يلقى الضوء على نوايا الاسلاميين فى تركيا بعد توليهم السلطة لاول مرة خلال عام 2002 على يد حزب العدالة والتنمية وهذا الحزب ينتمى للتوجهات الاسلامية وهى جزء من تراثه القديم الذى لم يتحرر منه حتى هذا الوقت اضافة الى وقوفه الى جانب الحركات الاسلامية الارهابية والمتطرفة مثل دعمه لحماس وحزب الله البنانى وهى منظمات ارهابية تماما ..فحزب العدالة والتنمية ورئيسه رجب طيب اردوجان كان قد بدا نشاطه السياسى فى حزب اكثر ميلا نحو الهوية الاسلامية السياسية وهو حزب الرفاه الذى يتكون من عناصر اكثر تطرفا وعداء للغرب والسامية والعلمانية وانضم لحكومة ائتلاف تركيا عام 1996 وتم حظر نشاطه عام 1998 وما ان تولى حزب اردوغان السلطة حتى بدا فى محاولة تهميش القيم الليبرالية والعلمانية ووضع المحافظين الدينيين فى مواقع السلطة والادارة وواجهت تركيا معارضة شديدة من الدول الاوروبية خاصة فرنسا مع فشل كافة مساعيها فى النضمام الى التحاد الاوروبى وقد ظهر عداء حزب اردوغان للسامية واليهود من خلال انتقاده المستمر لوسائل العلام اليهودية وبدات تلركيا تبحث عن دور جديد داخل مستعمراتها القديمة وهى المنطقة العربية بعد الفشل فى الحصول على عضوية التحاد الاوروبى وتوجهت انظار حزب العدالة والتنمية الى الشرق الاوسط من خلال استغلال ورقة القضية الفلسطينية والمقاومة واحداث قطاع غزة عام 2008 وذلك عبر الحرب الاعلامية التركية التى يقف وراءها الحزب الحاكم والتى بدات تتصاعد باستمرار ضد تل ابيب فتركيا تخطط لاختراق سياسى وعلامى تركى واسع النطاق للمنطقة العربية عبر القنوات الفضائية التى بدات تبثها تركيا باللغة العربية منذ عام 2009 اضافة الى انتاج كم هائل وكبير من المسلسلات التلفزيونية التركية المبدلجة الى اللغة العربية والنتاج السورى التركى المشترك عبر قنوات ام بى سى وغيرها لكن تصاعد الحرب العلامية التركية المسيسة وصل الى ذروته خلال عام 2010 من خلال انتاج انقرة لمسلسل تلفزيونى تركى بعنوان وادى الذئاب يصور اليهود كذئاب بشرية وهو مسلسل معادى جدا للسامية واليهودية بتحريض من الاسلاميين فى تركيا المر الذى اثار ازمة دبلوماسية وسحب متبادل للسفراء اضافة الى عرضه فى القنوات الفضائية العربية ومنها الخليجية وغيرها من القنوات ذات النتشار الواسع وذلك باستغلال ورقة المقاومة الفلسطينية ودعم الحركات الارهابية المتطرفة وعلى راسها الحركات الارهابية الفلسطينية ومنها الجهاد وحماس وكتائب القسام وغيرها حيث تدخل تركيا الن فى خط العالقات السورية الايرانية وظهر ذلك من خلال القمة التركية السورية القطرية 2010 ومحاولة انقرة الوساطة فى الملف النووى الايرانى وكذلك مشاركة تركيا قبل هذه القمة فى القمة العربية التى عقدت فى سرت الليبية والتى حضرها اردوغان واوغلو رئيس منظمة المؤتمر الاسلامى لكن الغريب ان تركيا تناست بدورها المذابح المستمرة التى ترتكبها ضد الاكراد فى الشمال التركى ومحاولة تصفية عناصرهم وقتل ذويهم وتظهر هنا بصورة المدافعة عن الاسلام فالاكراد مسلمون ومن حقهم اقامة وطن قومى لهم واعلان الاستقلال السياسى التام وكذلك ارتكبت تركيا مذابح تاريخية ضد الارمنيين اثناء الحرب العالمية الثانية .اما الحزب الحاكم الن بتركيا فهو حزب اسلامى قومى متطرف للغاية ويزيد من تصاعد خطابه العنصرى ضد اليهود لكسب جماهيرية بالشارع العربى من خلال الخط الاعلامى التركى الموجه والتجاه نحو تدريس اللغة العربية بالمدارس والجامعات التركية وفى ظل التصعيد المتزايد بين ايران والغرب والحديث عن نية طهران غير المعلنة لاحتلال العراق قريبا والدور الروسى الجديد فى الشرق الوسط وكذلك عودة العلاقات السورية المصرية فاصبحت المنطقة منطقة صراعات بين القوى الاقليمية الكبرى وكان الشرق الاوسط منطقة لتقاسم النفوذ الاقليمى بين الدول الكبرى فايران تحاول احتلال المنطقة بالكامل وتركيا تبحث عن دور اقليمى اما سوريا فتتحالف مع ايران وتدعم المنظمات الارهابية ومصر تشهد تراجع غير مسبوق لدورها الاقليمى والسبب الرئيسى والورقة التى تلعب عليها جميع القوى الاقليمية هى القضية الفلسطينية وملف الصراع العربى الاسرائيلى .
التعليقات (0)