مواضيع اليوم

تركيا: اقتراح بقمة تجمع الناتو ومنظمة المؤتمر الإسلامي

ممدوح الشيخ

2009-12-02 17:13:22

0


تريد استثمار انفتاحها على العالم العربي ..مع الناتو
تركيا: اقتراح بقمة تجمع الناتو ومنظمة المؤتمر الإسلامي

عيونها على أوروبا وقلبها مع أمريكا
الناتو يريدها بوابة للعالم الإسلامي.. وأهلها يكرهون أمريكا

مشاعر الأتراك ضد أميركا...ومصالحهم معها!
المخططات في اتجاه واستطلاعات الرأي في اتجاه مضاد


فيما تنخرط تركيا أكثر في الملفات الإقليمية (الملف الكردي – التقارب مع سوريا – الوساطة في المفاوضات السورية الإسرائيلية) تتقارب أكثر مع أميركا التي باتت تعتمد عليها بشكل متصاعد كلاعب إقليمي داعم للاستقرار يمكن أن يقوم بدور موازن للنفوذ الإيراني المتصاعد في المنطقة. ورغم أن العلاقات الرسمية الأميركية التركية هي في مجملها علاقات جيدة إلا أن دورها الجديد الذي بدأ يمتد ليشمل تدشين حقبة جديدة من العلاقات بين حلف الناتو والعالم الإسلامي إلا أن الشارع التركي ما زال محكوما مشاعر عداء قوية لأميركا.
فبينما تمتلئ الإدارة الأميركية بوجوه من صناع السياسة تجشموا عناء كبيرا لاحتضان تركيا إلى حد ممارسة ضغوط كبيرة على الاتحاد الأوروبي لقبول عضويتها، تستمر مشاعر العداء لأميركا في جميع شرائح المجتمع التركي، وتكشف استطلاعات رأي أجرتها "مؤسسة پيو للمواقف العالمية" عن أن انتخاب الرئيس باراك أوباما أدى لتحسن كبير في موقف أمريكا في العالم، وضمن ذلك البلدان الأوروبية والدول ذات الأغلبية المسلمة؛ فمثلا، شهدت فرنسا وإندونيسيا، زيادة في شعبية الولايات المتحدة من 42 % إلى 75 % ومن 37 % إلى 63 % على التوالي بين عامي 2008 و2009.
ومع ذلك، فإن تركيا تظل استثناء نادرا في هذا الاتجاه. فوفقاً للمؤسسة "پيو"، كانت نسبة "تصنيف الأفضلية" التي تمتعت بها أميركا في تركيا 52 % بين 1999 و2000 ثم هبطت بشدة إلى 30 % عام 2002، و15 % عام 2003، و12 % عام 2008. وفي عام 2009، مع مجيء إدارة أوباما، كانت هناك زيادة قليلة فقط مقدارها 2 % في الأفضلية التي تتمتع بها أميركا في تركيا من 12 إلى 14 %.
ووفقاً لاستطلاع مؤسسة "پيو"، فإن زيارة أوباما لتركيا وخطابه للأمة التركية كان لها "أثر ضئيل قابل للقياس" على وجهة نظر الأتراك إزاء أميركا وأوباما نفسه". ووفقاً للمسح الذي أجراه الموقع الإلكتروني لمركز "الرأي العام العالمي"، وهو مشروع تديره "مؤسسة آري" ومعهد "إينفاكتو ريسيرتش وركشوب"، فإن 45 % من الأتراك إنهم يثقون بأوباما، بينما عبّر 46 % منهم عن عدم الثقة به. ورغم الدعم الكبير الذي تقدمه أميركا لعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، وغيرها من مظاهر الرعاية، فإن تركيا هي في قمة الدول التي تقول إن السياسة الخارجية الأميركية تلعب دوراً سلبياً في العالم بنسبة 72 %، لتكون بذلك أعلى من النسبة في باكستان (69 %)، ومصر (67 %)، وروسيا (49 %) والصين (41 %).
ووفقاً لمؤسسة "پيو"، فإن 77 في المائة من الفلسطينيين و42 % من الباكستانيين و40 % من الأتراك ينظرون لأميركا باعتبارها "عدواً". وتجدر الإشارة هنا إلى أن روسيا المنافس التقليدي لأميركا اعتبرت أقل عداءاً، فوصلت هذه النسبة إلى 21 %. وفي تغير ملحوظ وكبير عن الماضي، تجاوزت الآن مشاعر تركيا السلبية تجاه الجهود التي تبذلها أميركا من مجرد خلافات حول قضايا السياسة الخارجية، إلى التأثير على وجهة نظر تركيا عن أميركا ومواطنيها.
ووفقاً لمؤسسة "پيو"، هناك عدة دول لها وجهة نظر غير إيجابية للغاية عن أميركا كبلد وتصل هذه النسبة إلى (69 %) في تركيا، و(68 %) في باكستان، و(74 %) في الأردن. بينما دول مثل روسيا والصين لها وجهة نظر أكثر إيجابية عن أميركا، فتصل هذه النسبة إلى 44 % و46 % على التوالي. وغالبية السكان في 17 من 24 دولة أجريت فيها استفتاءات للرأي، لهم نظرة إيجابية عن الأميركيين، ومع ذلك، تظهر وجهات نظر سلبية عن الشعب الأميركي في تركيا (14 %، وباكستان (20 %، والأراضي الفلسطينية (20 في المائة)
تُظهر هذه الاستطلاعات مقرونة بالبيانات التاريخية، أن المشاعر المعادية لأميركا يمكن أن تصبح مكوناً داخلياً من مكونات المجتمع التركي، وأن العداء القائم في تركيا تجاه أميركا لا يتعلق بإدارات أميركية محددة. وإعادة تنظيم السياسة الخارجية الأمريكية، بوضع تركيا في مرتبة أعلى في جدول الأعمال، وإعادة تنشيط العلاقات الثنائية، لم تسفر عن حدوث التأثير المقصود منها على الرأي العام التركي. وبينما لا تزال واشنطن تقوم بدورها لكسب القلوب والعقول التركية، إلا أن المواقف العامة تجاه أميركا، لا تتغير.
ويرى خبراء أميركيون أنه لكي تتحسن الصورة، يجب أن يسمع الأتراك من حكومتهم أن أميركا تشارك الأتراك القيم نفسها، وأنها صديقتهم، بدعمها عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي وبمساعدتهم ضد حزب العمال الكردستاني، (الغريب أن معظم الأتراك يعتقدون بأن أميركا تدعم هذه الجماعة الإرهابية).
وهذه النتائج التي تعكس الازدواجية التي تعيشها تركيا بين ثقافتها المعادية لأميركا، وهي حالة عامة تتغذى على خطاب قومي علماني معادٍ بشكل مبدئي لأميركا، وبين توجهات جديدة يسعى من خلالها إسلاميو تركيا المعتدلون إلى تأهيل تركيا لدور الجسر بين أميركا والعالم الإسلامي، وبالتحديد بين الناتو والعالم الإسلامي. وقد دعت الحكومة التركية قبل أيام حلف الناتو لعقد قمة مع منظمة المؤتمر الإسلامي التي يشغل منصب أمينها العام التركي أكمل الدين إحسان أوغلو، بهدف توسيع علاقات الحلف مع العالم الإسلامي. وقدمت تركيا الاقتراح خلال زيارة لأنقرة قام بها الأمين العام للحلف أندرس فوج راسموسين الذي وعد بدراسة الاقتراح. وكشفت مصادر تركية عن أن أكمل الدين إحسان أوغلو رحب بالاقتراح.
الدعوة التركية الجديدة تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة عمليات إعادة صياغة للتحالفات الرئيسة فيها على ضوء تصاعد المد الإيراني ونشاط المحور الإيراني السوري في ممارسة أدوار سياسية لا تخلو من رغبات في الهيمنة وبسط النفوذ عبر إثارة الاضطرابات في عدة دول. ورغم وجود صورة سلبية لأميركا في الشارع التركي إلا أن التقارب الذي يطمح إليه الأتراك بين الناتو والعالم الإسلامي يمكن أن يساهم في صياغة صورة جديدة لأميركا في الشارع التركي، وربما في العالم الإسلامي.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !