أهداني صديق شجيرة من شجيرات الورد الصغير العطري وبعد أن زرعتها تساقطت أوراقها بالكامل وجفت أفرعها الرقيقة وأصبحت حطبا ميتا ليس فيه حياة ولا أمل في حياة, راودني أن أقلعها وأقذفها إلي المهملات ولكني نسيتها في زحمة الأيام والأفكار والأعمال, وذات يوم ألقيت عليها نظرة فرأيت علي ساقها برعما أخضرا فأيقنت أنها ما زالت حية تنبض فيها روح رقيقة مولودة أو أنها بعثت بعد الموت. راقبتها لعدة أيام وحزنت لما رأيت البرعم ذبل وجف ولكني لم أفقد الأمل. بعد أن أيقظت الشجيرة في نفسي أمل الحصول علي العطر وتخيلت زهورها الجميلة تبتهج بلونها الأصفر والمشرب بالبياض ترسل عطرها عبر الشارع جاذبة الباحثين عن البهجة والرائحة العطرة, تبدد الحلم ثم تجدد بعد ظهور براعم أخرى خضراء ثم تبدد مع ذبولها مرة أخرى ثم تجدد وتقلبت معها نفسي وروحي بين الرجاء في بعثها واليأس منه وفكرت كثيرا فيما قد يساعدها علي القيام من هذه الرقدة الطويلة, وتساءلت هل تحتاج لمزيد من الماء أم أنها ماتت من وفرته أم تحتاج إلي سماد أم تحترق من كثرته فأعياني الأمر وتركتها وحيدة تلجأ إلي رحمة الله التي وسعت كل شيء.
التعليقات (0)