ترف التنازل
التنازل واحداً من أفضل الطرق لفض النزاعات ، ووسيلة ناجعة للضغط على الطرف الآخر بتذكيره بتنازلات سابقة والواقع يقول أنه أحيانا يكون الحل الوحيد والذي قد نلجأ إليه دون أي ضغوطات خارجية ، فهو بمثابة عصاً سحرية ،يمكن استخدامها في أكثر الأوقات صعوبة وأشدها ضراوة .
كل ذلك قد يبدو بديهيا ,لكن ماذا لو قست علينا الأيام إلى درجة تجعل التنازل ترف تسلبنا إياه؟؟!
ففي كثير من المواقف لا يستطيع احد الطرفين أن يتنازل، لأن التنازل يعني النهاية بالنسبة له فليس من المفترض أن يقضي التنازل على حياته ، وإنما من المفترض أن يجعلها تتحسن بطريقة ترضي جميع الأطراف وبدون أضرار واقعة وبرغم ذلك تظل الظروف قاسية لدرجة لا تسمح بذلك وحينها يتمنى الإنسان لو تمنّ عليه الحياة بتلك النعمة ،إذ على الأقل حينها يملك القرار ويصبح هو الربان بعكس ما يحصل حين لا نستطيع أن نتنازل,وكثيراً ما نلاحظ هذا في زواج المشاهير ، فزيجاتهم لا تستمر ، لأن كل طرف متشبث بما يريد ، وغالبا ما تكون حياة الشهرة بكل مغرياتها التى لا تقاوم وراء ذلك ، فمن يترك حياة كتلك وحتى الحب وحده ليس كافيا للاستمرار, إلا فيما ندر ، وغالبا ما يذكرني بالمثل الشعبي الشهير(الحلو ما يكمل ) وهذا ما نلاحظه كثيراً في الحياة اليومية ففي التسوق مثلا نجد قطعة متكاملة الأوصاف ومن ثم نجد سعرها يفوق التقدير، ومن هنا تأتي الحسرة ويتمنى الإنسان لو يستطيع أن يتنازل عن فكرة اقتنائها لأن جيبه لا يسمح وهذا مثال بسيط لكن القاعدة موجودة بحذافيرها في كل ما نتمناه ولا يكون كاملا.
ومما سبق نجد أن التنازل ترف نرفضه في أحيان كثيرة حماية لأنفسنا وكرامتنا وفي أوقات أخرى نسعى إليه,والحقيقة الخالدة تقول أننا لا ندرك قيمته إلا حين نحرم منه ككل شئ آخر، ونعرف حينها أن التنازل حاجة إنسانية عظيمة لا يقدر عليها كل الناس.
التعليقات (0)