ترخيص المرأة

صدمت وانا اشاهد حوارا في احدى القنوات الفضائية يناقش فتاوى المجمع الفقهي الاخيرة وبالذات فتوى الزواج المسيار.
وكانت صدمتي أشد عندما وصفت احدى المشاركات في الحوار بأن تلك الفتوى ماهي الا رخصة للزنا!!، ورغم ثقافة من شاركن في الندوة الا ان ثقافتهن تبدو عامة وليست متخصصة للطعن في فتاوى المجمع الفقهي باسلوب سطحي بحجة انها تُرخص المرأة.
فاستعجب كيف توصف التشريعات بأنها ذكورية يضعها الرجل لصالحه، وكلنا يعلم ان التشريع إلهي والفتاوى هي تفسيرات واجتهادات من علماء افاضل من شتى الاقطار الاسلامية للمستحدثات في واقع المسلمين من امور الدنيا.
لقد تمنيت على السيدة التي تدير الحوار ان لا تنحاز مع فريق دون آخر الا انه وللاسف كان التجاوز صارخا.
فجميعنا رجلا وامرأة نقر بالتعدد كونه تشريعا الهيا بنص القرآن لكن البعض منهن ترفضه لنفسها، اما ان يتم وصف الفتاوى الشرعية بأنه رخصة للزنا فهنا كان الاسقاط والتجاوز.
ومن وجهة نظري تندرج ملاحظاتهن في باب الغيرة التي تصل الى تملك الزوج، لكني حمدت الله ان كانت من بينهن من تصدت وبكل وضوح وشفافية لأفكارهن فأوضحت ان لجوء الرجل للزواج الشرعي أيا كان مسماه هو احكم وافضل من لجوئه للرذيلة، فارضاء الله عز وجل لا يكون على حساب ارضاء المجتمع، فالهاجس الاول للمسلم هو اللجوء للحلال.
ان المجتمعات الاسلامية فيها الفضيلة والرذيلة وهنا يأتي دور الفقهاء لاقرار وتشريع الافعال اذا كانت ضمن حدود الله دون التحيز الذكوري، اما الاعتراض فهو حق لكل فرد اذا كان في محله دون التعرض لثوابت الدين، اما اذا كان فيه تجاوز وتسطيح للامور فهنا يجب الوقوف بحزم فهناك حدود لا يجب تجازوها تحت بنود حرية الرأي والفكر.