لم نفترق..لكننا لن نلتقي أبدا / محمود درويش
أناديك..
أيها الساكن في الصقيع
تصير وحيدا ، تصير شيخا
أتستطيع أن تحس بي ؟
أناديك..
أيها الواقف في الممرات
بقدميك الحافيتين وابتسامتك الذابلة
أبإمكانك أن تشعر بي ؟..
أناجيك..
لا تساعدهم على إطفاء الشعلة..
لا تستسلم دون معركة..
أناديك ،
أيها المنحبس على ذاتك
أيها العاري من أفكارك أمام سماعة الهاتف
ألا تريد أن تكلمني ؟
أناديك
وأذنك الخرساء ملتصقة بالحائط
أتنتظر نداء من أحد ؟
ألا تريد أن تحدثني ؟
أتتركني احمل الصخرة لوحدي ؟
افتح قلبك إذن..أريد أن أدخل
لكن كل ذلك يبقى محض خيال
لأن السور ، مثلما ترى ، كان أكثر علوا مما نتوقع
ولا يهم كم مرة تحاول القفز
فإنك لا تستطيع التحرر
لأن الديدان استوطنت دماغك
أناديك
أيها الواقف في الطرقات الفسيحة
تنفذ كل ما يقولونه لك
أتستطيع مساعدتي ؟
أناديك
أيها المستكين خلف السور الأخرس
تحطم الزجاجات الفارغة في القاعة
إيمكنك مساعدتي ؟
أناديك ،
ولا تقل لي أنه لا يوجد أمل على الإطلاق
معا سننتصر ، ومعا نقتسم إخفاقاتنا..
ترجمة : محمد الشاوي
التعليقات (0)