السلام عليكم .. كل فرد منا تقع على عاتقه الكثير من المسؤوليات و الكثير من المهام في الحياة .. من ظيفة و عمل و دراسة و اجتهاد و بيت و أسرة و حياة اجتماعية وأقارب و صداقات و أهل و جيران ووووو .. و عريضة من الممسؤوليات التي لا تنتهي .. لكن كيف بوسعي أن أدرك الأهم فالمهم كأم و زوجة وكعاملة و مربية !! ومن منَ المسؤوليات يأخذ من وقتي أكثر من الآخر؟؟ نحن النساء نهتم جدا بالعلاقات الاجتماعية ونسعى دائما لتطويرها وتحسينها وغالبا ما يأتي هذا على حساب البيت و احتياجاته و على حساب الأطفال ومتطلباتهم النفسية و الجسدية .. و هذه ظاهرة تتفاقم في المجتمعات المترفة كمجتمعاتنا الخليجية التي تعول كثيرا على الخدم و تعتمد اعتماد كلي على الأيادي العاملة التي تقوم بكل شيء .. من تنظيف و ترتيب و اهتمام بالأسرة وإعداد الطعام و رعاية و اهتمام بالأطفال و حتى يصل الأمر لقراءة قصة ما قبل النوم لهؤلاء الأطفال و هذا بنظري سلوك سيء تسمح به الأم دون وعي منها و دون إدراك بمسؤولياتها العظيمة كأم تبني جيل المستقبل .. وما اعترى أبناء جيلنا الحالي من فساد في الأخلاق و تردي سلوكي ملاحظ إلا بسبب الخدم الذين كان لهم دور كبير في صياغة مبادئنا وتكوين شخصياتنا .. فقد اعتمد الكثير من الأهالي عليهم في تربية أبنائهم - إلا من رحم ربي وهم قلة - في الماضي بشكل ساذج و سخيف لدرجة أن كثير من الأسر باتت تسمي الخادمة مربية !! فأي تربية جيدة نلناها من تلك الخادمة الغير متعلمة !! و في المدارس يُلاحظ الفرق الشاسع بين من اهتم أهله بتربيته بشكل مباشر و بين من أُعتمد على الخدم في تربيته .. فالأول تجده متيقظ ذكي لماح مرتب يجيد الكلام ويجيد الإصغاء أما الثاني - و هم الأغلبية للأسف بفضل المربية الخدامة التي تنتظرهم في البيت ليتلقوا منها أفضل أنواع التربية الحديثة - تظهر عليهم ملامح البلادة والغباء وبطييء التفاعل و غير مرتبين في هندامهم و شكلهم و غالبا ما يكونون كسولين و قليلي الكلام و التفاعل الإيجابي .. أقول لك أيتها الأم العظيمة أبناؤك أنت المسؤولة الأولى عنهم و الله منحكي إياهم و لم يمنحهم لغيرك و قد خُلقوا لك فلا تدعي مشاعر أبناءك ترتبط بتلك الخادمة .. و أنا أعرف أن النفس البشرية تميل للراحة والاتكال على الغير و تركن للاستمتاع بعيدا عن الفوضى والإزعاج الذي يُحدثه الأبناء غالبا .. لكن حذاري من الاتكال على الخدم فيما يتعلق بالأولاد لأنك ستعانين لاحقا من جفاء هؤلاء الأطفال عندما يكبرون و يغدون يافعين و هم في سن المراهقة والشباب و ستتفاجئي بالحواجز النفسية الرهيبة بينك وبينهم .. لن أقول لك تخلي عن الخادمة فهي شر لابد من وجوده لكن لتكوني الصدر الدافيء الذي لا يرتاح ابنك و لا ينام إلا عليه .. ولا تسمحي للخادمة بإطعام طفلك مهما بلغ بك الضجر وقومي أنت بهذه المهمة .. لأنك لو سمحت بذلك مرة فستسمحي به كل مرة .. و لأن لغة الأطفال و التواصل معهم تنحصر في سن الطفولة في الغرائز من حاجة للنوم وحاجة للطعام و حاجة للعب و التفاعل مع الكبار عن طريقه .. فإياك أن تدع ذلك لخادمتك فأنت الأم وليست هي و أنت مصدر الحب والحنان و ليست هي .. و إذا اعتاد أطفالك - منذ نعومة أظافرهم - على غيرك في تلبية احتياجاتهم البايلوجية فلن يكون لك نصيب في حياتهم مستقبلا عندما يكبورن وسيتخلون عن مشاعرك تجاههم و لن يشعروا بك لأنهم لم يعتادوا على التفاعل معك في الماضي عندما كانوا صغارا .. و أمومتك لهم ستغدوا شكلية ولا تمثل لهم الشيء الكثير .. احصري دور خادمتك أيها الأم في بيتك و ليكن تعاملها و تفاعلها فقط مع الأشياء من تنظيف و ترتيب .. حتى إعداد الطعام ليكن من مسؤولياتك أيتها الأم .. الأبناء هم على رأس الهرم في سلم الأولويات فلا تجعليهم في أسفله .. أطيب المنى لك أيتها الأم بأمومة دائمة و سعيدة ..
ملاحظة : رأيي هذا لا يعني بالضرورة أنني مثالية ولا أقع في بعض الأوقات في الخطأ الذي أنتقده .. والله المستعان ..
التعليقات (0)