مواضيع اليوم

تربويات ....

سعيد مشـــاقي

2010-12-10 15:01:08

0

تربويات (3)

التَّرْبـِيـَة ُ أوَّلاً ..

بقلم : عمر غوراني

 

 

-
كم كان موفّقا ً ، ذاك الذي اختار هذا الاسم لتلك المؤسسة المقدسة ..!
أمّا المؤسسة المقدسة التي أعني ، فهي : ( التربية و التعليم ) و أما التوفيق الذي عنيت ، ففي التأخير و التقديم ..

و هل شيء أقدس من العلم ..؟
- أجل ..! إنّ الذي هو أقدس من العلم – و كلاهما الأقدس – إنّما هو التربية ، ذلك أن التعليم وسيلة و التربية غاية .. و العلم شجرة ، و التربية ثمرة .. و إن كانا معا ً جناحين لطائر لا يبلغ مُبتغاهُ إلا ّ بهما ..

هل ألوم المرآة ، إذا وقفت أمامها أشعث أغبر فأرتني نفسي كما هي ؟ أم أهرب من أمامها ، كي لا أرى نفسي .. ؟ أ أحطمها ، كي لا يظلَّ شيءٌ يذكـّرني بصورتي .. ؟ أم أجلوها ، كي تريني نفسي في أوضح صورة ، لأسوّي و أعدّل ؟
- و هل واقع التربية في مدارسنا ، بل و في شارعنا ، و بيتنا كذلك ، أشعث أغبر .. ؟


- قد أقول : كلا .. ! فأكون قد هربت من أمام المرآة . و قد أوبّخ هذا الذي "ينظر للدنيا بمنظار أسود" و "لا يرى من الكأس إلا ّ نصفـَه الفارغ".. فأكون – ساعتها – لائماً للمرآة على ما أرتني من صورتي .. و قد يروق لي ، إذا كنت ربّ الدار أو في موقع الاقتدار ، أن أضيّق على هذا الذي يُشوّهُ صورتنا أمام الناس و الأجناس ، و يَشغل لسانه بالقدح بدل المدح ، أو أنفيه من الأرض .. فأكون قد حطمت المرآة ، و أرحت و استرحت .. !
- و هل واقع التربية في مدارسنا – بعمومه – أشعث أغبر .. ؟
- بل هو – فيما أرى – في أقبح مظهر .. !
- و من تـُراه – إذن – ذاك الذي بدّل و غيّر .. ؟
الطالب ؟ المعلم ؟المدير ؟الوزير ؟ الأمير ؟ الظروف؟ الاحتلال ؟
سهل أن يرمي كلٌّ الكرة ( في ملعب الآخر ) هذا إذا رضي الحَكـَم أن يلعب فريقان لعبة واحدة في ملعبين اثنين في الوقت نفسه ؛ فيكون لكلٍّ منهما ملعبٌ يرمي منه إلى ملعب الآخر .. !
و إذا تجاوزنا هذا الخطأ الشائع في التعبير ، و تجاوزنا اللعب .. إلى ما هو جـِدُّ خطير ، بل تقرير للمصير ، فإنّ المسئولية - فيما أرى – إنما تقع على عاتق الجميع ممن ذكرت، إذا استثنينا الاحتلال و الظروف . . فإنّه لا يُغضِب الحليم شيء كإلقاء المسئولية عليهما .. أمّا الاحتلال ، فلأنّه عدوّ ، و العدوّ لا يقصِّر في إفساد أمرك ، لاسيّما في أخطره و أقدسه .. و أمّا الظروف ، فلأنّها حيلة من يخادع نفسه ، فينسب تقصيره أو عجزه إلى متـّهم مجهول ليخرج من القضيّة بريئاً ..

- أ إلى هذا الحدّ أمر التربية خطير .. ؟
- بل و أخطر .. لمن شاء أن يتقدّم أو يتأخّر .. !
إنّ أمر التربية - على خطره - يزداد خطورة إذا تعـلـّّق بالناشئة و الفتيان ، في أوطان أمامها مُهمّات جسام عظام ..
- فما المخرج – إذن – و كيف السبيل ؟
- إنّها مهمة من ذُكروا آنفا جميعا .. إلا ّ ما استثنيت . أمّا القلم و القرطاس ، فحسبهما أن يقرعا الأجراس .. !

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !