(الراوي:
في هذه اللحظة تخرج من ركن الغرفة المظلم ، امراة تشبه سيزيف في كل الأشياء ، تراهما من نفس السلالة ، تهتف في صوت تسحبه من مغارات قديمة ، تفتح في عينيها طقوس الكاهنات، تحرق جذائلها بخورا ، تطلق أهاتها تمائم ، ربما يعود ذاك الغريب المسجى...)
سيزيف -ة- :
في كل لحظة أرتقب رجوعك / قدومك من المجهول لتخترق حاجز الموت،
_
(الراوي وتمتم اصعد يا نبات الويلات يا شقيق الفجيعة ، هذا عرس خلقك الآتي من الخطيئة الأولى كن انحسار الماء عند أقدام الأبرياء وعمدنا بالقيامة ألف جيل... تتمتم من جديد بكل ورد لعين ...بكل آيات الصابرين على الجراح الذي لا يستكين ... ينتفض كلها كطير ذبيح يرقص رقصة الموت الأخيرة ... وتدور حول صخرتها الأخيرة وتتهاوى في سكون ، ثم تعلو بالإنشاد )
تكسر قيود الجسد الأكبر ، أرتقب رجوعك أيها الشيطان المقدس/ الروح المدنس كل المتناقضات / ذاك السراب السرمدي / الهباء الهارب من ليلنا/ و الوجع المسترسل في التواجد
( الراوي: تتهاوى من جديد تجلس في ركن قصي، تنكمش كالقلب الحزين كليمونة ، تعتصر كلماتها ، الأتية من الزمن المستحيل ، تكاد لا تسمع صوتها)
عفوا ! فأنا الجالسة في الركن منذ آلاف السنين ، ارتقب مجيء القادم المبعد منذ قرون، المجنون بعشق عشتار ، أتراه أدمن الذعارة ؟ أم قدس النجب اللعين؟
( الراوي: يتعالى صوتها وتدور حول نفسها كأحد الدراويش في رقصة الكون البهية)
أيها المبعد !
إنك لا تملك وقوفا! ساعة يخرج الأجداد من قبورهم يطالبونك بمجد قوم ،دمروا آخر معاقل حضارتهم للبكاء على أطلال حبيبة من بني عذرة ،رحلت منذ الأزل.
( الراوي: تنهك سيزيفة ، يرجع صوتها نحو الأغوار البعيدة ، ثم تصمت ، يسود السكون !
فزع! برد ! في كل مكان عواصف تأتي! وخوف أبدي! وخفاش يقفز فوق الذكريات ! متجاوزا كل الجراحات العنيدة وينطق ذاك البعيد البعيد).
ه
الحلاج:
نور الأنوار أنا أضحيت ...يشير كفري لإيماني...
يا أنت/
أنا توحد الايل بإنسان...أنا النور/ النار ...احتراق الفراش ذلي و عصياني ...
سعير الذات أنا ... من تمجدت بذاك الدم / الروح المهدر في باب العتبات التي تفتح كل نوافذها
و بوابات الرب من عيني لأغوص ألف مسار وأعود لذاتي أسكر باللذات وبالحزن المؤرخ في
منذ كنت أنا ذلك الهباء المتشكل ذاتي...
وجدت من أصل عمائي ...
من أصل الطين مذلاتي ...من أصل النار تشيطنت ، و بات الوجد حدود مجراتي... من أصل النور أنا عين النور/ العقل الروح وأنا المصلوب بعشق الناس وليت غير الحب زلاتي
الراوي: تدخل سيزيف-ة- الأنثى وتغني ، تغازل جرح الحلاج القديم
سيزيفة :
تسربل بالأنا / أنت وأمضي ... حينما ينبت في الكف حزن ...احصد النور خضارك ...واجعل القاني دثارك ...و ابد نارا او فراشا، او وشاحا للعابدين ...أو تمائم تزين أغصان غارك ...لا تنسى نارك كن سعيرا ...و احترق حتى لا يغدو في البين بين... ويكون فيض المعشوق دارك.
ع
العين عين الوجود...الحقيقة المثلى هواه ، والعين الدائرة الكاملة
التي تشمل الأكوان فيها
والشين
شامل شائك هو ذلك العشق ،الشين شوك ،تاج شوكي لا يحمله إلا ملوك الزمان الأخير
ليكونوا فقط فداء للحبيب
والقاف
قافية الهوى ،القلق السرمدي أن يغمض الجفن دون أن تفتح بوابات من عيونه ،
لتشملها يكون سعيرا حينا ويكون نهرا ينساب من عين العشق ،مالحا حينا مؤلما كالجرح ،
و أحيانا عذبا كعين الحقيقة
الراوي: أصوات غريبة واشجار ترتطم بالرياح معلنة قرب القيامة يعود ابن الانسان ،حاملا رزمة ذكريات وبقايا عظامه ، يصيح نحو طفلة معلقة في بيت عنكبوت .
تفكر في شيء اسمه الواقع /المستحيل /الخلاص الوطن
الحلاج:
لا تحزني صغيرتي، واجرفي هذا الطوفان ،فانا من بعت معطفي المهتريء ،وبعت لساني وكل زماني ،واستبقيت لي حلم الطفولة بك وبعض اماني.
لا تحزني صغيرتي فالغوغو ات ...شاربا ناسفا دم المئات ...تصلبي لن تهربي...سيستباح عرضك وتنتهك ارضك ...من قال ان الماتادور مات؟له الاف الكلاب تنهش العيون ...ورمح يسمم كل الجفون ...صوت يخاف صداه ...قلب تحجر ...سجن حنون...اجساد ظمئى ...حزن/ شجون...وغربان تنعق وياس / جنون ...ويلات تسري في الارض وفي السماء...فتقهر / تقتل الابرياء
تعقم النساء و ياتي البلاء
فتهتك جرحي وتنسف فرحي ....وتخدش حتى الحياء...تقيد النساء سبايا وكل الرجال اماء....
استجير بدمعة ابريء زمني المستحيل ...لم تبق معي سوى العويل ...عويل عويل عويل عويل
...واجساد تهوي وليل ذليل ...تراني ابتلع زنزانتي ؟ترى ما البديل؟
(الراوي: تدخل ذات غريبة في الحوار شخصية هامشية ، هي ذات ه ...ن ...د)
رقعة الشطرنج وانا الخاسر الوحيد... لم يبق مني غير ظلي ...يسكب السواد الف حين ارشف الالم من بقايا العابرين على دروبي ...مثل وهج ...مثل جوع... مثل موت...مثل خوف... مزوشي الرؤى هذا الغريب... راسي يسابقني الى درب الجنون لنستكين الى حلم لوهم يتباهى بالخسارة كل حين... الى صرخة اه ...و لا يعود منا الا هذا الغريب لا قبر ياويه الا جسدي الرديء.. هذا الصندوق المدعو ذات ...اراني ارحل في الاديم... لا معزون لا ورود لا دموع يسكبها الغزاة... ولا نخوب للوجع الاخير لا عطايا لا بخور لا تقدمات... فقط هي الفجيعة عرسنا / فقط هي الفجيعة ما تبقى من عنات...
فلترحل الان اناشيد الحكاية ... لم يعد الحرف جسرنا الاخير ...و هذا القصيد اليتيم الشريد يصارع كي يقول اني سارحل في دماء العابرين لا محالة ... ساكون محض انجيل لعين ... ساكون شيطانا يجاهر بالوفاء لعبادات السنين ... هذا الايل يبكينا ... لم تعد تلك الراس تستكين ...
اعلنوا الموت ها هنا ... اشعلوا من زيت هذا القلب الف محرقة لكل الساحرات... وتباهوا بانكسار الياسمين لم يعد لنا درب ... هاهي الروح يسكنها الخلاء ... فتقبلوا في الروح العزاء
المسيح لم يعد ذات المسجى ،والردى امسى قريبا للرفاق، في عيد فصح الروح اسكبوا انخاب ذكرى ترسم الوجع المهاجر في الوريد، ما ذا تبقى ونحن نسكبنا دما في خمرة يسكنها الملل؟ وهذا الانسياب الفظيع من اوجاعنا يجاهر بالامل؟! اماه ما هذا الامل ؟!هذا الهراء القط اللذي ادمن ان يشرب من دمه حد القيامة !حين يلعق حد السكين اخر ما تبقى من مدام مالح مثل المرارة! لا يمر الا الى نهايات قبيحة... لا تمر الا الى درب الجنون... هذا القبح / الم سجون تدرك اللحظة ليصرخ منا قلبنا اني اوزع بين مليون قيامة وهذا السعير يحرقني مساء و يبكيني هذا الصقيع في الصباحات الجديدة ...
يسير الصليب وحيدا وذاك المسيح تراجع دربا عن الخاطئين... وهذي صكوك الغفران لم تعد تكتفي ألا تسرق منا الرؤوس! أنحن عودة مجذوم القدمين الى الاديم؟ يوحنا ما تبقى منا؟ راس يوحنا ما تبقى منا ؟ لنا العزاء في هذا العشاء الاخير ولتشربوا القهوة السوداء في قلوبكم فكلنا بات ميتا فقط يجاهر بالحياة
هند.ن
التعليقات (0)