مواضيع اليوم

تراتيل لقافلة الليل

حكمت الطرابلسي

2011-06-01 20:52:22

0

 تراتيل في قافلة الليل

 

تَجَمَّلْتُ إن ألقاك ِ فجراً مع الندى 
فكنت ِ إلى عيني من الطيف أبعدا 
أُلَمْلِمُ أشواقي وأدعوك ِ للهوى 
وأملأُ وجهَ الليل ِ جفناً مُسَهَّدا 
أريدك ِ أن تأتي على الوعدِ خفقة ً
تُعيدَ إلى الأضلاعِ وجداً مُشردا
تَلُمّين َ أشلاء ًمن َالقلبِ مادَنَت 
إلى بعضها الا لتلقاكِ  مَسْندا
تَضُمَّ جمارَ الحبِّ بين حروقها 
وماعرفتُ ناراً من َالحُبِّ أبردا


أُخادعُ أطيافي وفي القلب صَبْوَة
إليك ِ رَغَى فيها الغرام وأزبدا 
ستأتي التي لايمنعُ الليل وجهها
وماغفلت إلا لتصحو وترشدا 
أُعيذك ِ أنْ يُخفيك ِ بُعْدٌ وَغَيْبَة 
عليَّ وأنْ تطغى عليكِ يدُ المدى 
فلو لا مست عيناكِ وجهاً شحوبه ُ
يُفيض هوى يضرى وشوقاً مُخلدا
لأثرت ِ أنْ تَسْقيه ِ بالوَصْل ِ غَيْرَة ً
عليه ِ  وأنْ تُرويهِ  من أكؤس ِ الندى
ولكنَّ مابيني وبينكِ  أبحرُ 
مِنَ البُعْدِ  تُخفي عنك ِ ماغابَ  أو بدا


وكيف يخوض البحر من كان غارقا 
بهِ  وغدا بين الغمار مُصَفَّدا 
وهذا الذي أعطاكِ  في البُعْد ِ قلبه ُ
وأحنى لكِ الأضلاعِ  مَهْدا ومرقدا
أتاك ِ  يَشُقُّ  الليل بالجرح ِنازفا ً
عسى أن يعودَ النَزْفَ جرحاً مُضَمَّدا 
دنى فتدلى نحو عينيك ِ  مُثقلاً
وألقى على كفيك ِ  دُنياهُ مُجْهدا
لقد أرهقته ُالنائباتِ  وأجهزت 
عليه ِ فما غنَّى إليك ِ وأنشدا
أتاكِ كوجهِ  البحر يُغريك ِ موجهُ
لتمتليءْ زهواً ويختالُ مُزبدا
هوَ الأمل الهاني تَدلَّتْ قُطوفهُ
وفاضَ على كفَّيك ِ عطراً وأوردا 
دناكِ  وقد فاضت رؤاهُ صبابة 
على دربك الصادي فأوردته صدى 
فلو سالَ من جرحي عليكِ  زُعافهُ
لأصبحتِ  اللُقيا منَ البُعْد ِ أنكدا


ولكنما عيناكِ  لم تدرِ مالذي 
يَحُزُّ بأضلاعي وماراعها الندا 
غفوتُ على جرحي وقد كنت صارخا ً
إليك ِ فما أطلقتِ  من أذرعي يدا 
فإن أطلقت ْ قيدي عيونٌ غيورة 
فقد أصبحَتْ عيناك ِ سجناً مؤبدا 
ولكنما قلبي هوى القرب مُغرما ً
وهَبَّ على أصداءِ صوتكِ مُبعدا
فلوكانَ هذا القيد كَبَّلَ أذرعي 
فإنَّ فؤادي صارَ سيفاً مُجردا
وإنْ كانَ قيدي في عيونك ِ حِلْيَة ً
فلا ضَيْرَ إنْ كنتُ الحبيبَ المُقَيَّدا 

حكمت الطرابلسي- بيروت 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !