- ماذا ؟ ترى بسببك ذهب التاكسي، بوجه من تصبحت اليوم
- ماذا بسببي ايضا... !
- نعم لم يسمعني...ثرثار...انظر اوراقي بعثرتها في كل مكان
- بالله المستعان سأساعدك
- لا شكرا لكرمك الزائد سيدي
- العفو جميلتي.. ما عساني افعل مع من تأبط شراً
-ماذا ؟...تقول ...انظر تاكسي ...تاكسي.
لوح الشاب بيده فتوقف التاكسي ليضيف بإستهزاء
- حضر التكسي للأميرة المظلومة
- لا اريد منك شيئ اذهب و شانك
- - حاضر اذا ساخذه انا ،س..لا...م
- هاي الم تنزل لتوك من التاكسي ...؟
- بلى لكنني لم اصل بعد الى مقصدي فهنا نصف الطريق
- اذا...
- لم تدري ما تقول وقد اخذ الغيض ماخذه منها.
- هل قررتما الركوب ام اخذ شخصا اخر...؟
- بلى ...
- بلى
- كما تري محكوم علينا ان نتقاسم الطريق. كمن يستشف بخبث و ادب مصطنع.
- تفضلي سيدتي
- لا حاجة لي بأدبك الممالق
- يا للشراسة... لكن ظريفة و مشاكسة
- الى اين تذهبان؟
- بور سعيد من فضلك، الانسة وجهتها مختلفة
- العنوان انسة
- خمسة شارع.... عندما ينزل السيد اعطيك اياه
نظر الشاب اليها كمن يريد ان يستشف اعماق اعماقها ثم استدار و لاذ في الصمت.دفع الاجرة و تمتم بكلام للسائق لم تفهمه ، اصطنعت الانشغال بالقراءة.فجاة طرق على زجاج النافذة فانزلتها
-قلت لك ظريفة و مشاكسة لكن لا تحسنين التمثيل
بعصبية ودت غلق النافذة فمنها .
-هذه اول مرة عزيزتي اقابل فتاة بذكائك تحسنين القراءة بالمقلوب .وقهقه مودعا
- تبا لي فقد كان الكتاب بالمقلوب.تمتمت بسخط
كم هو مغرور و في قرارة نفسها ضحكت لتظيف
كم انا حمقاء .
استدارت في عجل لترقبه خلسة ،فأنفضحت مجدداً فقد استدار بنفس الوقت و اشار لها بيده مودعا و الضحكة تعلو وجهه الوسيم، تورد وجهها الناعم التقاسيم ،لتتمتم
لقد افتضح امري.
.قرعت جرس الباب بعصبية فتحت لها سلمى دخلت في عحلة
- هذا انت .. ماذا حدث ؟ انظري ثيابك ملطخة ....شعرك مبلل
- دعيني ....حدث معي موقف ... فيما بعد اخبرك
- ياسمين
- دعيني ساخذ حماما ساخنا ...برقت عيناها و ابتسمت ابتسامة لا يفقهها غيرها لتضيف
- ربما حمام بارد مفيد للاعصاب هذا ما يقال
ياسمين
لا وقت لديك ..بسرعة ...هل نسيت لدينا ضيوف على العشاء و شعرك ..هل اساعدك في تنشيفه ؟
-شكراً لك لا اريد اي شيئ..نظرت للمراُة لتضيف في دلال
- الشعر المبلل يعطي جاذبية خاصة اليس كذلك؟
-....ما هذه الهستيريا ياسمين!
- ياله من يوم ...انه..ضحكت لتلوذ في الصمت
-انت جميلة عزيزتي هذه التسريحة تناسبك
شكراً اماه الجميلة الرقيقة ....ضحكت والدتها لتضيف
-ربنا يستر ماذا حدث لك اليوم ياسمين ؟
- لا شيئ
...تذكرت تقاسيم وجهه الوسيم و ضحكت من موقفها المخجل ثم اسرعت خلسة الى غرفتها رتبت اوراقها التي تبللت وزعتها على مكتبها و اعادت ترتيبها لكن ظرف بني شد انتباهها فتحته بدهشة فاذا به تذكرة و جواز سفر قرات العنوان و تمتمت
- ما هذا انه جواز سفر انجليزي يا للورطة كيف وصل الي؟
تنبهت الى صوت سلمى تناديها لامر هام اغلقت الظرف في سرعة و نزلت لقاعة الجلوس بدت شاحبة الوجه شاردة الفكر
- ماذا بك ياسمين؟
لا فقط لقد عثرت بين اوراقي على....دق جرس الباب فانشغلت عن الموضوع_
-اهلا خالة ثريا اهلا العم فتحي
-طاب يومك عزيزتي كيف الحال؟
تدرين عزيزتي ثريا انها متعبة اليوم حدث معها موقف .بنظرة من ياسمين حولت والدتها الموضوع لتضيف
-العمل يشغل كل وقتها حتى عن نفسها
-ليست وحدها عزيزتي منى ابني سامي كذلك ...المهم وفقهما الله ليتراضيا
-ان شاء الله عزيزتي
كم يثير هذا الموضوع ياسمين الاولياء هدفهم الوحيد تزويج الابناء باي شكل كما لو كانت القضية قضية حياة او موت
-هل سيحضر سامي ؟
- نعم ... نعم تاخر قليلا بسبب مشاغل....لن يتاخر كثيرا نصف ساعة و يكون بيننا عزيزتي منى.
ازدادت ياسمين امتعاضا ليس شوقا لمعرفته فهي لم تره منذ سنين ،لكن اعتبرت ذلك وقاحة و غرورا منه ..... لتتمت لاختها في غيض
- طبعا حضرته فرصة لا تعوض فهو مشغول ياتي ليعاين البضاعة و يبدي الرفض او القبول تبا لها من عادات...لتنسحب خلسة الى الحديقة . خرجت من شرودها على تدعوها للحضور لتناول العشاء مع الضيوف ....دخلت الغرفة كمن محكوم عليه بالسجن المؤبد .نظرت امامها ، تصلبت في مكانها علت الدهشة وجهها الجميل ، انتفضت فرائسها
- يا للجراة كيف عرفت عنواني ؟
علت الوجوه الحاضرين..فيما ابتسم ببرود كبير ليضف بصوت لا يكاد يسمعه غيرها
-الم اقل لك انك قدري
- لكن كيف ...عرفت ..
!.. ما بك يا سمين الم تعرفيه انه سامي ابن الخالة ثريا
... ثم انحدرت دموعها غيضا و خجلا . ليضيف مستعذبا منظرها كالطفلة المدللة
- ااما زلت غاضبة ؟ انستي اقدم لك اعتذاري .ساد سكون المجلس الدهشة علت الوجوه
- لا اقبل اعتذارك وقعت ارضا بسببك تبعثرت اوراقي و تلطخت ثيابي و انكسر كعب حذائي استفزيتني و حرقت اعصابي و.....لتصمت
- لكنك سرقت تذكرة و جواز سفري، لانك تريدينني ان ابقى... ؟و بخبث... اليس كذلك عزيزتي؟
- لم انتبه و ما شئني بك لقد .......تقدم نحوها بكل مودة ليضيف
- تدرين الاعظم من كل ذلك سرقتي مني قلبي حين وقعت عيني عليك و كم كنت ساكون تعيسا لو لم تكوني قدري اليوم فهل تقبلين عذري
اشرقت وجوه الحاضرين و تعلقت بشفاهها مسحت والدته دموعها لتتمتم في اذنها
-الا ترين عزيزتي ان القدر شاء رجاء لا تمانعي كعادتك افتحي قلبك
تسمرت العيون على فمها لتشرق بسمة خجولم منها فسالها الجميع بصوت واحد
-هل تقبلين عذره ؟ صمتت برهة لتضيف
-اقبل لكن بشرط
-ما هو عزيزتي ؟و لم تغادرها عيناه
الا نسافر في تاكسي و الا يكون الجو ماطرا و بدون حقائب ....... ضحك الجميع في نشوة سرور و سعادة لتمتد السهرة اطراف الليل يقصان الموقف الذي جمعهما صدفة
فمتى شاءت القلوب و انسجمت الارواح لا بد للاقدار ان تشاء متى اردت ذلك مشيئة الرحمان
التعليقات (0)