مواضيع اليوم

تذكرة و جواز سفر بقلم سوسن سوزان الشريف

سوسن سوزان الشريف

2011-04-29 21:07:46

0

 

بدات تمطر،سارعت الخطى وتسارعت الامطار بالسقوط ،المظلة التفت و انغلقت،فجاة لم تعد ترى امامها جيدا سمعت صوتا ينادي

-احذ....ر...ي .ارتطمت بشيئ وسقطت ارضا

-تبا... ماهذا.... نظرت فاذا بحقيبة على ناصية الطريق....

-قلت لك احذري....لكن لم ....واصلتي طريقك و.....

- انا ....انا المخطئة؟

كان عليك ان تبعدها عن طريقي بدل ان....

- ماذا ...!!خرجت لتوي من التاكسي،وضعت حقيبتي لأدفع الاجرة للسائق....هرولت دون اكتراض...فوقعت ... ماذنبي !

-ما ذنبك ..؟ وبغيض .. !وقعت بسبب حقيبتك...انظر ..بعصبية حاولت تنظيف ثوبها الملطخ

- يا إلاهي ياله من يوم...مشؤوم

-ماذا تقصدين ؟

- شكرا سيدي هذا بقية حسابك اضاف السائق

- شكراً

- هاي ..ايها السائق

-مالك تصرخين ؟

- ماذا ؟ ترى بسببك ذهب التاكسي، بوجه من تصبحت اليوم

- ماذا بسببي ايضا... !

- نعم لم يسمعني...ثرثار...انظر اوراقي بعثرتها في كل مكان

- بالله المستعان سأساعدك

- لا شكرا لكرمك الزائد سيدي

- العفو جميلتي.. ما عساني افعل مع من تأبط شراً

-ماذا ؟...تقول ...انظر تاكسي ...تاكسي.

لوح الشاب بيده فتوقف التاكسي ليضيف بإستهزاء

- حضر التكسي للأميرة المظلومة

- لا اريد منك شيئ اذهب و شانك

- - حاضر اذا ساخذه انا ،س..لا...م

- هاي الم تنزل لتوك من التاكسي ...؟

- بلى لكنني لم اصل بعد الى مقصدي فهنا نصف الطريق

- اذا...

- لم تدري ما تقول وقد اخذ الغيض ماخذه منها.

- هل قررتما الركوب ام اخذ شخصا اخر...؟

- بلى ...

- بلى

- كما تري محكوم علينا ان نتقاسم الطريق. كمن يستشف بخبث و ادب مصطنع.

- تفضلي سيدتي

- لا حاجة لي بأدبك الممالق

- يا للشراسة... لكن ظريفة و مشاكسة

- الى اين تذهبان؟

- بور سعيد من فضلك، الانسة وجهتها مختلفة

- العنوان انسة

- خمسة شارع.... عندما  ينزل السيد اعطيك اياه

نظر الشاب اليها كمن يريد ان يستشف اعماق اعماقها ثم استدار و لاذ في الصمت.دفع الاجرة و تمتم بكلام للسائق لم تفهمه ، اصطنعت الانشغال بالقراءة.فجاة طرق على زجاج النافذة فانزلتها

-قلت لك ظريفة و مشاكسة لكن لا تحسنين التمثيل

بعصبية ودت غلق النافذة فمنها .

-هذه اول مرة عزيزتي اقابل فتاة بذكائك تحسنين  القراءة بالمقلوب .وقهقه مودعا

- تبا لي فقد كان الكتاب بالمقلوب.تمتمت بسخط

كم هو مغرور و في قرارة نفسها ضحكت لتظيف

كم انا حمقاء .

استدارت في عجل لترقبه خلسة ،فأنفضحت مجدداً فقد استدار بنفس الوقت و اشار لها بيده مودعا و الضحكة تعلو وجهه الوسيم، تورد وجهها الناعم التقاسيم ،لتتمتم 

لقد افتضح امري. 

.قرعت جرس الباب بعصبية فتحت لها سلمى دخلت في عحلة

- هذا انت .. ماذا حدث ؟ انظري ثيابك ملطخة ....شعرك مبلل

- دعيني ....حدث معي موقف ... فيما بعد اخبرك

- ياسمين

- دعيني ساخذ حماما ساخنا ...برقت عيناها و ابتسمت ابتسامة لا يفقهها غيرها لتضيف

 

                          - ربما حمام بارد  مفيد  للاعصاب هذا ما يقال

ياسمين

 لا وقت لديك ..بسرعة ...هل نسيت لدينا ضيوف على العشاء و شعرك ..هل اساعدك في تنشيفه ؟

-شكراً لك لا اريد اي شيئ..نظرت للمراُة لتضيف في دلال

- الشعر المبلل يعطي جاذبية خاصة اليس كذلك؟

-....ما هذه الهستيريا ياسمين!

- ياله من يوم ...انه..ضحكت لتلوذ في الصمت

-انت جميلة عزيزتي هذه التسريحة تناسبك

شكراً اماه الجميلة الرقيقة ....ضحكت والدتها لتضيف

-ربنا يستر ماذا حدث لك اليوم ياسمين ؟

- لا شيئ

...تذكرت تقاسيم وجهه الوسيم و ضحكت من موقفها المخجل ثم اسرعت خلسة الى غرفتها رتبت اوراقها التي تبللت وزعتها على مكتبها و اعادت ترتيبها لكن ظرف بني شد انتباهها فتحته بدهشة فاذا به تذكرة و جواز سفر قرات العنوان و تمتمت

- ما هذا انه جواز سفر انجليزي يا للورطة كيف وصل الي؟

تنبهت الى صوت سلمى تناديها لامر هام اغلقت الظرف في سرعة و نزلت لقاعة الجلوس بدت شاحبة الوجه شاردة الفكر

- ماذا بك ياسمين؟

لا فقط لقد عثرت بين اوراقي على....دق جرس الباب فانشغلت عن الموضوع_

-اهلا خالة ثريا اهلا العم فتحي

-طاب يومك عزيزتي كيف الحال؟

تدرين عزيزتي ثريا انها متعبة اليوم حدث معها موقف .بنظرة من ياسمين حولت والدتها الموضوع لتضيف

-العمل يشغل كل وقتها حتى عن نفسها

-ليست وحدها عزيزتي منى ابني سامي كذلك ...المهم وفقهما الله ليتراضيا

-ان شاء الله عزيزتي

كم يثير هذا الموضوع ياسمين الاولياء هدفهم الوحيد تزويج الابناء باي شكل كما لو كانت القضية قضية حياة او موت

-هل سيحضر سامي ؟

- نعم ... نعم تاخر قليلا بسبب مشاغل....لن يتاخر كثيرا نصف ساعة و يكون بيننا عزيزتي منى.

ازدادت ياسمين امتعاضا ليس شوقا لمعرفته فهي لم تره منذ سنين ،لكن اعتبرت ذلك وقاحة و غرورا منه ..... لتتمت لاختها في غيض

- طبعا حضرته فرصة لا تعوض فهو مشغول ياتي ليعاين البضاعة و يبدي الرفض او القبول تبا لها من عادات...لتنسحب  خلسة الى الحديقة . خرجت من شرودها على تدعوها للحضور لتناول العشاء مع الضيوف ....دخلت الغرفة كمن محكوم عليه بالسجن المؤبد .نظرت امامها ، تصلبت في مكانها علت الدهشة وجهها الجميل ، انتفضت فرائسها

- يا للجراة كيف عرفت عنواني ؟

علت الوجوه الحاضرين..فيما ابتسم ببرود كبير ليضف بصوت لا يكاد يسمعه غيرها

-الم اقل لك انك قدري

- لكن كيف ...عرفت ..

!.. ما بك يا سمين الم تعرفيه انه سامي ابن الخالة ثريا

... ثم انحدرت دموعها غيضا و خجلا . ليضيف  مستعذبا منظرها كالطفلة المدللة

- ااما زلت غاضبة ؟ انستي اقدم لك اعتذاري .ساد سكون المجلس الدهشة علت الوجوه

- لا اقبل اعتذارك وقعت ارضا بسببك تبعثرت اوراقي و تلطخت ثيابي و انكسر كعب حذائي استفزيتني و حرقت اعصابي و.....لتصمت

- لكنك سرقت تذكرة و جواز سفري، لانك تريدينني ان ابقى... ؟و بخبث... اليس كذلك عزيزتي؟

- لم انتبه و ما شئني بك لقد .......تقدم نحوها بكل مودة ليضيف

- تدرين الاعظم من كل ذلك سرقتي مني قلبي حين وقعت عيني عليك و كم كنت ساكون تعيسا لو لم تكوني قدري اليوم فهل تقبلين عذري

اشرقت وجوه الحاضرين و تعلقت بشفاهها مسحت والدته دموعها لتتمتم في اذنها

-الا ترين عزيزتي ان القدر شاء رجاء لا تمانعي كعادتك افتحي قلبك

تسمرت العيون على فمها لتشرق بسمة خجولم منها فسالها الجميع بصوت واحد

-هل تقبلين عذره ؟ صمتت برهة لتضيف

-اقبل لكن بشرط

-ما هو عزيزتي ؟و لم تغادرها عيناه

الا نسافر في تاكسي و الا يكون الجو ماطرا و بدون حقائب ....... ضحك الجميع في نشوة سرور و سعادة لتمتد السهرة اطراف الليل يقصان الموقف الذي جمعهما صدفة

فمتى شاءت القلوب و انسجمت الارواح لا بد للاقدار ان تشاء متى اردت ذلك مشيئة الرحمان
 

                                                                                                            بقلم سوسن سوزان الشريف

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !