" كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قيل ومن يأبى يا رسول الله؟! قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى" هكذا قالها الرسول الكريم ............لماذا أسرد هذا الحديث ؟....بعد قراءة أحد الموضوعات لاحد المدونين الذي لم أستطع أن أخمن أنه مسلم إلا من أسمه وكان يتحدث عن الامور الغريبة التي ينشرها السلفيون بين المجتمع المصري لافساده .....وفي نهاية مقاله كتب على ماأتذكر أنه لايريد أن يقطع تذكرة للجنه لو كانت على طريقة الاخوة السلفيين وكذلك حال كثير من يتصفون بالاسلام ويسمون أنفسهم بالمثقفين والنخبة....وأنا أقول له صدق الله عندما قال"صم بكم عمي فهم لايعقلون"....إنتهى ردي.
أما أنا فاسأحاول أن أستعين بربي ليعينني على أن أقف بطابور عباده لاقطع تذكره للجنه وأبدأها بتوضيح أن دين الله ليس بهذا الهزال الذي يتصوره من يزعمون أنفسهم ( مسلمين ) في مشارق الارض ومغاربها ، إن دين الله منهج شامل لجزئيات الحياة اليومية وتفصيلاتها . والدينونة لله وحده في كل تفصيل وكل جزئية من جزئيات الحياة اليومية وتفصيلاتها - فضلاً على أصولها وكليتها - هى دين الله وهى الإسلام الذى لايقبل الله ديناً سواه
وكذلك إن قضية العبادة ليست قضية ( شعائر ) وإنما هى قضية دينونة وإتباع ونظام وشريعة وفقة وأحكام وأوضاع فى واقع الحياة..وإنها من أجل ذلك أستحقت كل هذه الرسل والرسلات وأستحقت كل هذا العذاب والتضحيات ..
إن بعض البشر اليوم يزاول رجعية شاملة إلى الجاهلية التى أخرجهم منها أخر رسول .محمد صلى الله عليه وسلم وهى جاهلية تتمثل فى صور شتى :
بعضها يتمثل فى الحاد بالله سبحانة وإنكار لوجوده ..فهى جاهلية إعتقاد وتصور كاجاهلية الشيوعيين ..
وبعضها يتمثل فى إعتراف مشوه بوجود الله سبحانه وإنحراف في الشعائر التعبدية وفى الدينونة والاتباع والطاعة كجاهلية الوثنيين من الهنود وغيرهم ..وكجاهلية اليهود والنصارى كذلك..
وبعضها يتمثل فى إعتراف صحيح بوجود الله سبحانه وأداء الشعائرالتعبدية .. مع انحراف خطير فى تصور دلالة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .. ومع شرك كامل فى الدينونة والاتباع والطاعة وذلك كجاهلية من يسمون انفسهم ( مسلمين ) ويظنون أنهم اسلموا وإكتسبوا صفة الإسلام ، وحقوقه بمجرد نطقهم باالشهادتين وآدائهم للشعائر التعبدية.. مع سوء فهمهم لمعنى الشهادتين ومع إستسلامهم ودينونتهم لغير الله من العبيد ..
.. والذين يدعون صفة الإسلام ثم يقيمون مجتمعاتهم على قاعدة أو أكثر من تلك العلاقات الجاهلية التى أحل الإسلام محلها قاعدة العقيدة ، إما إنهم لايعرفون الإسلام ، وإما إنهم يرفضونة .
والإسلام فى كلتا الحالتين لايعترف لهم بتلك الصفة التى يدعونها لانفسهم وهم لايطبقونها .. بل يختارون غيرها من مقومات الجاهلية فعلاً
هذا المعلم الواضح يجب أن نقف أمامه فهذه قاعدة العقيدة ، إن إعلان ربوبية الله للعالمين هى بذاتها إعلان تحرير الإنسان
تحريره من الخضوع والطاعة والتبعية والعبودية لغير الله .
تحريره من شرع البشر ، ومن هوى البشر ، ومن تقاليد البشر ،
ومن حا كمية البشر وإعلان ربوبية الله للعالمين لايجتمع مع خضوع أحد من العالمين لغير الله
.. والذين يقولون إنهم ( مسلمون ) ولايقيمون ما انزل إليهم من ربهم ، هم كأهل الكتاب .. ليسواعلى شىء ..
والذى يريد أن يكون مسلماً ، يجب عليه بعد إقامة كتاب الله فى نفسه ، وفى حياته أن يواجه الذين لا يقيمونه بانهم ليسوا على شيء حتى يقيموه ، وإن دعواهم أنهم على دين ، يردها عليهم رب العالمين
إن دين الله ليس راية ولا شعارا ولا وراثة .. إن دين الله حقيقة تتمثل فى الضمير وفى الحياة سواء . تتمثل فى عقيدة تعمر القلب وشعائر تقام للتعبد ونظام يصرف الحياة . ولا يقوم دين الله إلا فى هذا الكل المتكامل ، ولا يكون الناس على دين الله إلا وهذا الكل المتكامل متمثل فى نفوسهم وفى حياتهم ..
وكل إعتبار غير هذا الإعتبار تمييع للعقيدة ، وخداع للضمير ، لا يقدم عليه مسلم نظيف الضمير .. وعلى المسلم أن يجهر بهذه الحقيقة ، ويفاصل الناس كلهم على أساسها ، لا عليه مما ينشأ عن هذه المفاصلة والله هو العاصم ( ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيا عن بينة ) .
التعليقات (0)