هذا الموضوع من اخطر واهم المواضيع التي اكتشفتها بدراستي وبحثي في الاسلام بعد تركي له وقد كتبت عنه من قبل بشكل مختصر ونقله احد الاشخاص الى بعض المنتديات وتسبب في ضجة كبيرة والكثيرون لم يفهموه جيدا لذلك اردت أن اكتب عنه بدرجة متوسطة من التفصيل وليس بكل التفصيل حتى لا يطول الموضوع ويصبح مملا للبعض خصوصا واننا نكتب للبسطاء من الناس ولذلك يجب الاختصار والتبسيط في الكلمات باكبر قدر حتى يسهل فهم الموضوع ،
الموضوع بكل بساطة واختصار أن العرب قبل الاسلام كان لهم تقويم مثل بقية الامم وكانو يتبنون التقويم القمري والمعروف أن التقويم القمري في حقيقته تقويم شهري وليس تقويم سنوي ، بمعنى أن القمر في دورته يعطي شهرا ولا يعطي سنة بعكس الشمس التي تعطي يوما وتعطي سنة ولا تعطي شهرا ، ( هكذا وبمنتهى البساطة حتى يستوعب الجميع ) ولذلك تجد الاشهر القمرية تدور على السنة الشمسية , بمعنى أننا لو جعلنا للسنة القمرية 12 شهرا وهو الحادث فأن الشهر القمري سيدور على السنة الشمسية فمرة يأتي في فصل الربيع ومرة في فصل الشتاء ومرة في فصل الخريف ومرة في فصل الصيف وهكذا وبفارق 11 يوما في كل سنة شمسية لأن السنة القمرية ليست حقيقية وانما جعلو لها 12 شهرا لذلك فهي حسابية وليست فلكية ، اما السنة الشمسية فهي سنة حقيقية فلكية ناتجة عن دوران الشمس حول الارض ، لذلك قامت الامم السابقة بحساب الشهر وفقا للقمر وحساب السنة وفقا للشمس لأن القمر ليس له سنة والشمس ليس لها شهر فاخذو من القمر الشهر ومن الشمس السنة فنتج عن ذلك فارقا بين الاشهر القمرية والسنة الشمسية ، بمعنى أن كل 12 شهرا قمرا ينقص عن السنة الشمسية 11 يوما وهذا معروف لدى كل من له ادنى فكرة بعلم الفلك ، لأن السنة الشمسة تساوي 365 يوما ، والاثنى عشر شهرا قمريا تساوي 354 يوما ( 365 - 354 = 11 ) ولتعويض هذا النقص وضعو نظاما يسمونه الكبس وهو مختلف من أمة الى أخرى ، فمثلا اليهود وهم أكثر وافضل من ضبط هذه المسألة يعملون نظام الكبس بطريقة دقيقة جدا وهي أضافة 7 شهور الى كل دورة مكونة من 19 سنة وبذلك تتساوى السنة الشمسية مع السنة القمرية التي يحسبون لها 12 شهرا فتكون السنة شمسية والشهر قمري وهو نظام بالغ الدقة والوضوح ويجعل الشهر القمري ثابتا في نفس الموعد كل سنة ، وقد كان العرب قبل الاسلام بل واثناء الاسلام وحتى حجة الوداع التي كانت في نهاية عمر محمد يطبقون نظاما مشابها للنظام اليهودي ولكن بطريقتهم الخاصة وعلى أرجح الاقوال أنهم كانو يضيفون شهرا كل 3 سنوات كما يقول المسعودي وذلك بسبب جهلهم بطريقة الكبس عند اليهود ، ويذكر البيروني أن العرب بدأو في تطبيق نظام الكبس قبل الاسلام ب 200 سنة وطبعا استمر هذا النظام الى حجة الوداع وهي تعد الفصل الاخير في حياة محمد ، وينتج عن نظام الكبس عند العرب ثبات الاشهر القمرية وهذا هو السبب الذي وضعو من اجله نظام الكبس وهذا هو لب موضوعنا وبيت القصيد ، لأن الشهور القمرية اصبحت ثابتة ومتوافقة مع الاشهر الشمسية ولذلك نجد أن شهر رمضان اسمه مشتق من الرمضاء وهي شدة الحر لأنه كان يأتي كل سنة في فصل الصيف ، كما اننا اذا حسبنا السنة الهجرية الان سنجد ان رمضان هو الشهر التاسع في السنة الهجرية وكان قبل الاسلام واثناء حياة محمد يتوافق مع الشهر التاسع الشمسي (على الارجح) وبذلك يكون اسمه رمضان على مسمى ، كما اننا سنجد شهر الربيع الاول والربيع الثاني يأتي كل سنة متوافقا مع الربيع وهذا هو المنطقي وهو الصحيح .
بالاضافة الى كل ما ذكرناه يتداخل ايضا نظام النسئ في تغيير الشهور القمرية وتقديم بعضها وتأخير بعضها الاخر ولن نتحدث عن نظام النسئ المتداخل مع الكبس لأن هذا ليس موضوعنا وننوه القارئ الكريم بعدم الخلط بين الامرين كما حدث في مقالتي السابقة .
وقد أقام محمدا واصحابه كل شعائرهم الدينية وفقا لنظام الكبس عند العرب والكارثة أنه صام هو واصحابه تسع سنوات شهر رمضان أي أن محمد وأصحابه صامو تسع رمضانات وفقا لنظام الكبس والنسئ ثم جاء في حجة الوداع وقال أن هذا النظام باطل وأن النسئ محرم وحرم ذلك الى الان فاصبح التقويم القمري بلا نظام كبس ولذلك اصبحت الشهور تدور فرمضان الذي يعني شدة الحر قد يأتي في عز الشتاء والبرد ويدور على السنة الشمسية وكذلك بقية الشهور واهمها مع شهر رمضان شهرالحج ، لذلك وللتبسيط اكثر حتى يستوعب البسطاء من الناس نقول الان اصبحت عندنا حقيقتان لا شك فيهما
الحقيقة الاولى : أن الشهور كانت ثابتة طوال حياة محمد وحتى حجة الوداع ومن ذلك رمضان والحج
الحقيقة الثانية : أن الشهور اصبحت تدور على السنة الشمسية بعد حجة الوداع وحتى الان
وينتج عن ذلك امران في غاية الاهمية
الامر الاول : أن محمد واصحابه صامو رمضان وفق الحقيقة الاولى وهي التقويم بنظام الكبس
الامر الثاني : أن جميع المسلمين بعد محمد وحتى الان صامو وحجو وفق الحقيقة الثانية وهي التقويم بدون نظام الكبس
وهنا نكتشف الحقيقة التي لا مفر منها ابدا وهي لو كان كلام محمد صحيح وأن التقويم بنظام الكبس خطأ فيكون شهر رمضان الذي صامه محمد واصحابه لمدة تسع سنوات لم يكن صحيحا بل كان شهرا اخر غير رمضان كما أن حجة ابي بكر في السنة التاسعة لم تكن صحيحة ابدا بل كل التقويم الذي عمل به محمد واصحابه طوال تلك السنوات كان خاطئا جملة وتفصيلا ،
أما أن كان محمد مخطئا والتقويم العربي بنظام الكبس هو السليم فمعنى ذلك أن كل الصيام الذي صامه المسلمون على أنه شهر رمضان وكل الحج الذي حجه المسلمون طوال كل القرون الماضية كان خاطئا جملة وتفصيلا ، ( وانا ارجح الامر الثاني وهو بطلان تقويم محمد وسلامة تقويم العرب ) .
هذه خلاصة مؤكدة وحقيقة ظاهرة ثابتة لا ريب فيها لأن التقويم والفلك لا يكذب ابدا ، واعتقد انني بسطت الموضوع لأكبر قدر من التبسيط ومع ذلك اقول للمتخصصين في الفلك عليهم بأن يبحثو هذا الموضوع جيدا وبحيادية وموضوعية وسيكتشفون بأنفسهم هذه الكارثة الفلكية التقويمية التي تسبب فيها محمد ،
فأذا كان نظام الكبس عند العرب مع نظام النسئ محرما وخاطئا وغير دقيق وغير صحيح فلماذا صام محمد واصحابه تسع سنين وفقا لذلك النظام ؟ ولماذا ترك ابوبكر الصديق يحج في شهر غير ذي الحجة فيكون حجا باطلا ؟ ولماذا صمت جبريل طوال كل هذه السنوات وهو يرى خطئا فاحشا في التقويم ؟ هذه اسئلة منطقية وحتمية وليست هجوما على الاسلام ولا على المسلمين ،
وبسبب هذا الامر حدث اختلافا بين علماء الدين الاسلامي الاوائل حول حجة ابي بكر في السنة التاسعة هل كانت في ذي القعدة ام في ذي الحجة والكثير منهم قال انها كانت في ذي القعدة ، لكنهم تجاهلو تماما كل العبادات قبل حجة ابي بكر ومن ذلك شهر رمضان ومعه ليلة القدر لأن كل ذلك سيضيع مع التقويم المحمدي الجديد وهي كارثة كبيرة جدا حلت بالتقويم القمري وستذهب كل العبادات واولها شهر رمضان ادراج رياح التقويم المحمدي الجديد ، فأذا كانت حجة ابي بكر تغير وقتها وصارت في ذي القعدة وهي في السنة التاسعة أي في اواخر حياة محمد فكيف بما كان قبلها من العبادات ؟ فالامر خطير جدا ويحتاج الى تأمل ، وانرى بعض اقوال العلماء عن حجة ابي بكر ،
ففي تفسير البغوي : قال مجاهد: كانوا يحجون في كل شهر عامين، فحجوا في شهر ذي الحجة عامين، ثم حجوا في المحرم عامين، ثم حجوا في صفر عامين، وكذلك في الشهور، فوافقت حجة أبي بكر رضي الله عنه قبل حجة الوداع السنة الثانية من ذي القعدة، ثم حج النبي صلى الله عليه وسلم في العام القابل حجة الوداع
وفي تفسير القرطبي :كان المشركون يحسبون السنة اثني عشر شهرا وخمسة عشر يوما، فكان الحج يكون في رمضان وفي ذي القعدة، وفي كل شهر من السنة بحكم استدارة الشهر بزيادة الخمسة عشر يوما فحج أبو بكر سنة تسع في ذي القعدة بحكم الاستدارة، ولم يحج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما كان في العام المقبل وافق الحج ذا الحجة في العشر،
وفي تفسير الالوسي : وكان في السنة التاسعة من الهجرة التي حج بها أبو بكر رضي الله تعالى عنه بالناس في ذي القعدة
وفي تفسير ابي السعود : وعاد الحجُّ إلى ذي الحِجّة بعد ما كانوا أزالوه عن محله بالنسيءِ الذي أحدثوه في الجاهلية وقد وافقت حَجةُ الوَداعِ ذا الحِجة، وكانت حَجةُ أبي بكر رضي الله عنه قبلها في ذي القَعدة
وفي تفسير بن حيان : قال مجاهد: ثم كانوا يحجون في كل عام شهرين ولاء، وبعد ذلك يبدلون فيحجون عامين ولاء، ثم كذلك حتى كانت حجة أبي بكر في ذي القعدة حقيقة،
وفي تفسير بن عبد السلام : قال مجاهد: حج المشركون في ذي الحجة عامين ثم حجوا في المحرم عامين ثم حجوا في صفر عامين ثم في ذي القعدة عامين الثاني منهما حجة أبي بكر، ثم حج الرسول صلى الله عليه وسلم من قابل في ذي الحجة،
وفي تفسير بن عطية : قال مجاهد: ثم كانوا يحجون في كل شهر عامين ولاء، وبعد ذلك يندلون، فيحجون عامين ولاء، ثم كذلك حتى كانت حجة أبي بكر في ذي القعدة حقيقة، وهم يسمونه ذا الحجة، ثم حج رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة عشر في ذي الحجة حقيقة ،
والكلام في هذه المسألة كثير جدا وأذا كانت حجة ابي بكر حدثت في ذي القعدة بسبب نظام الكبس مع نظام النسئ عند العرب فكيف بكل العبادات التي قبلها ،
ولتوضيح الامر اكثر نعطي مثالا واضاحا ، فلو وضعنا مثلا نظامين للتقويم القمري احدهما بحساب العرب قديما قبل أن يحرمه محمد وهو نظام الكبس ، والاخر بالتقويم الهجري الحالي الذي لا يعمل بنظام الكبس ، وبدأنا من اول السنة من شهر المحرم ، فماذا سينتج عن ذلك ؟ سيأتي شهر المحرم بالتقويم العربي في كل سنة في موعده ، ولكن الذي بالتقويم المحمدي سيتغير من سنة لأخرى ، ثم يلتقيان مرة اخرى بعد 33 سنة بالضبط ، أي أن بعد 33 سنة سيأتي شهر المحرم مع شهر المحرم كمثل اول مرة ، وهذا شئ يعرفه المتخصصون بعلم الفلك ، وايضا كان يعرفه العرب قديما ولذلك عاد شهر الحج لوقته في حجة الوداع واصبح هو نفسه بالتقويمين ، ولذلك قال محمد أن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السماوات والارض ، وهي مبالغة كبيرة من محمد مع امر بسيط وسهل ومعروف للجميع ، ومعنى ذلك أن ال 33 سنة قبل حجة الوداع لم يكن التقويم الذي يعمل به العرب موافقا للتقويم المحمدي الجديد ، وبما أن محمد ظل في الدعوة لدينه 23 سنة فمعنى ذلك لم يكن ولا شهر واحد من تلك الشهور التي عاشها محمد في دعوى النبوة موافقا للشهور الصحيحة ، ومعنى ذلك أن شهر رمضان الذي صامه محمد لتسع سنوات لم يكن في الحقيقة رمضان ولا ليلة القدر هي نفسها ليلة القدر وهكذا الخ ، انها بالفعل مشكلة كبيرة وخطيرة جدا ومثيرة ايضا ،
ولتأكيد ورطة محمد في هذا الامر الفلكي البحت لا ننسى قصة صيام محمد واصحابه ليوم عاشوراء بعد أن وجد اليهود يصومونه بزعم أنه اليوم الذي نجى الله فيه موسى من فرعون وهذا الحديث موجود في الصحيحين البخاري ومسلم ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن عباس
قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء ، فقال : ( ما هذا ) . قالوا : هذا يوم صالح ، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم ، فصامه موسى . قال : ( فأنا أحق بموسى منكم ) . فصامه وأمر بصيامه البخاري
وفي صحيح مسلم ايضا عن عبد الله بن عباس
حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه ، قالوا : يا رسول الله ! إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فإذا كان العام المقبل إن شاء الله ، صمنا اليوم التاسع . قال : فلم يأت العام المقبل ، حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلم
ونحن نعرف أن اليهود يحسبون تقويمهم بنظام الكبس ومازالو حتى اليوم فيجعلون الشهر القمري ثابتا في نفس الموعد كل سنة وهذا ما يعتبره محمدا خطئا وقام بتحريمه ، فلماذا صام عاشوراء مع اليهود ؟ ولماذا لم يقل لليهود أو على الاقل لأصحابه أن هذا اليوم ليس يوم عاشوراء لأن حساب اليهود ليس دقيقا ، والغريب ان المسلمون مازالو يصومون يوم عاشوراء حتى الان وانا ايضا ( علي سعداوي ) كنت اصومه عندما كنت منخدعا بالاسلام ، فأخذوه من اليهود واليهود عندهم ذلك اليوم ثابتا كل سنة اما المسلمون فيتغير اليوم في كل سنة واصبح عاشوراء اليهودي في وادي وعاشوراء الاسلامي في وادي اخر ، فكيف يأخذون منهم اليوم ثم يغيرونه كما يحلو لهم ؟
لقرأة نفس الموضوع بتفاصيل اكثر و ملحقا باقول بعض العلماء ( اضغط هنا )
التعليقات (0)