يلجأ البعض من الموسرين لتدبيس المعدة بهدف القضاء على السمنة ويتجشمون في ذلك عناء العملية الجراحية وتكلفتها العالية ...والبعض الآخر معدتهم مدبسة بالطبيعة لضيق ذات اليد ولندرة الطعام والجوع المصاحب منذ الصغر والفقر المدقع ...ولو أنفق الموسرون بعض التكلفة على إطعام الفقراء لتخلصوا من العمليات والأطباء والرجيم القاسي ومضاعفاته الخطيرة ...وحصلوا بذلك على أجسام صحيحة معافاة وفازوا برضا الله والناس وانتشلوا الفقراء من الفقر والعوز ..وأكثر من ذلك فإن الأغنياء لم يجدوا طريقة آمنة حتى الآن للتخلص من السمنة الزائدة ومضاعفاتها من السكر وإجهاد الكبد حتى صار بعض الأطباء متخصصون في طرق الغذاء وقوانينه وشفط الدهون وأجهزة تسييل الدهون ولما صارت بعض الشركات المتخصصة في أجهزة الرياضة من أكثر الشركات ثراء على حساب هؤلاء الذين يأكلون كثيرا ثم يعانون من أمراض السمنة القاتلة ...إن هذا العالم العجيب الذي يموت فيه الفقراء جوعا ويموت فيه الأغنياء من التخمة دليل على أن الإنسان أسير معدته وفمه وأنه لا يفكر في صحته وإنما في ألوان وأصناف الطعام الفاخر وطرق الطهى والتفنن في إضافة البهارات ومكسبات الطعم وتزيين المائدة وانتقاء الغالي من الأسماك واللحوم ولم ينج شهر رمضان من هذه العادات السيئة حيث زاد الشره وقلت المروءة عند أكثر الناس ...لو بقى رمضان على حاله مع الأتقياء والصوامين والصائمين الذين لم يعتادوا ملء المعدة بما يثقلها ويجلب المرض لشعروا بروعة الشهر وسبحوا في بركته فضلا عن صحة الأجساد ومتعة الصوم ...ولكن التلفاز يعد لهم موائد الإفطار بما لذ وطاب مع مشاهدة ما يغضب الله ويلهي عن العبادة ويقعد عن صلاة الجماعة والقيام ويشغل عن قراءة القرءان رغم أن هذا الشهر هو شهر القرءان لمن لا يقرأه في باقى شهور العام وكل عام وأنتم بخير
التعليقات (0)