تداعيات بركان المتقاعدين العسكريين الاردنيين
ماذا فعل زلزال بيان المتقاعدين العسكريين
دعونا نقف عند البيان اجلالا،بتعقل وتبصر لمصلحتنا جميعا
د.محمد احمد جميعان
بيان الرجال الرجال من المتقاعدين العسكريين الاردنيين اربك السياسة كلها، ليس في الاردن وحده، بل والسياسة الدولية التي تقودها امريكا وترسمها اسرائيل والتي محورها واساس عقدتها تثبيت الفلسطينيين في اماكن تشردهم كوطن بديل تحت كل العناوين والاساليب الشيطانية لانهم العقبة المعقدة الوحيدة امام تصفية القضية وطي صفحة فلسطين وتثبيت الكيان الغاصب .
وافقد البيان العتيد بفعله ورجاله وتوقيته البعض من السياسيين بوصلته،وجعلهم غير قادرين على المواجهة السياسية بالطبع، ليردوا الحجة بالحجة، وليقولوا لنا رايهم على كل نقطة وجملة وردت فيه ، دون تشنج او انفعال او تهجمية او محاولات التفافية غير مجدية، اوالاختباء خلف لقاء غير معلن او بيان من هنا او مقالات مرتبكة اومؤذية او مخجلة بل ومزرية ووقحة احيانا تزيد الطين بلة من هناك .
المتقاعدون قالوا كلمتهم باسمي واسم كل واحد يرى الحقائق امام عينيه لا تحجبها شباك الغربال،وما قالوه في بيانهم على الملأ كنا نقوله في مقالاتنا وابحاثنا وسهراتنا وعلى مؤادنا وافراحنا واتراحنا وعشائرنا،بل وفي كل مناسبة نجتمع بها على مستوى الاسرة الى الحي الى البلدة الى المجتمع ، ولم يكن البيان سوى التيار الذي سرى في دمائنا واعاد الروح الينا في جسد يبس وتحجر من الخارج بطبقة رقيقة ولكنه يغلي وكاد ينفجر من عظم ما تفاعل داخله ..
هناك من يحاول الاساءة للبيان واصحابه، باسلوب الملاحدة المعروف للطعن في الصلاة" ولا تقربوا الصلاة " ليجتزئ عبارة من هنا وكلمة من هناك .
وهناك من يتعمد الاساءة بتهويل المسميات والكلمات والمصطلحات المتناقلة عن ظهر قلب من قبيل فرية الاقليمية واخواتها والتي ترمى في وجهونا دوما لنلتزم الصمت ونخرس ، وما ادركوا ان اللسان عندما يسكت يتكلم القلب عنه افعالا لا تحمد عقباها من واقع مرير نشتكي منه في داخلنا ونتحدث عنه يوميا، ويتوالد في داخلنا بشكل متسارع لا يخفى على احد في الوقت الذي نطبطب عليه في الظاهر، وما درو وما علموا ان تفاعل الداخل الباطن في الانسان اعظم قنبلة نجهل توقيتها وعظم فعلها.وما فعله هؤلاء الرجال في بيانهم انما هو الخير كله ومصلحة للجميع عندما دقوا ناقوس الخطر بصدق واخلاص وقوة في الوقت المناسب ..
والاسوأ،من يذهب بعيدا في الخيال المسيء عمدا وباطلا وباصرار محملا الاردن والمتقاعدين معا وزر ضياع فلسطين،ولهؤلاء اقول امن اجل قواعدكم الشعبية التي اوصلتكم في السابق الى البرلمان بارقام قياسية وتحلمون حلم الواهم ان هذه القواعد سوف توصلكم الى العتبات التي تريدونها ، تحملوننا وزر تاريخ مليء بالضياع والوهن والحروب والهروب..؟! امن اجل طموحاتكم القيادية الشخصية ورهانكم على هذه القواعد، تحملون وطنكم واهلكم وربعكم وعزوتكم وزر ضياع فلسطين ؟!
ثم والابشع من الاسوأ،هل اصبحت فلسطين الحبيبة،والقضية العظيمة،والارض والعرض والمقدسات ،والاستيطان وهدم المسجد الاقصى، والدما التي تسيل في غزة، بمنظوركم جموع من اللاجئين بالملايين تنتظر العودة المشرفة بعزة واباء وكرامة... ولكن الخونة والمستهترين واسرائيل وامريكا جميعهم يحاولون بجمعهم هذا وفي حوارات محمومة مفضوحة متسارعة ، كانهم يسابقون الزمن ليسرقوا ما يستطيعون تحصيله من التوطين باساليب شيطانية خبيثة، من خلال تمرير تشريعات وقرارات وابتزاز وفرض الامر الواقع على الارض ،باعطائهم او بمساواتهم في الحقوق السياسية والسيادية وغيرها. وانتم تقفون- يا من تهاجمون البيان اليوم وتتسترون على كل ما يجري امام اعينكم - متقاطعين في ذلك مع اؤلئك الجمع بحجج واهية ركيكة احرقتكم وتركتم بلا نصير؟!
لقد نسي من نسي،ان من يتحدث الان ويطالب ليست المعارضة ، ولا طامحي الرئاسة في الدوار الرابع ، ولا كاتب ولا محلل ولا شريحة مهنية بعينها ولا بضعة موقعين، بل هم الاوفياء المخلصين من المتقاعدين العسكريين بمجموعهم الاولي الذي تجاوز الستين في اجتماعهم من الكبار عمرا وقدرا ورتبة ونضجا وحكمة واتزانا يمثلون نبض رفاقهم في الخدمة والتقاعد، وهم امتداد تربوي وسلوكي ومعنوي واسري ومنهجي وفكري ونفسي لزملائم العاملين من مدرسة الرجولة العسكرية .
وقد سبقهم في ذلك اصوات اخرى كثيرة ، تنوعت مطالبها ولكنها تقاطعت في بعضها،الذين كتبوا وحللوا وجزعوا وانتفضوا وانتقدوا وارتفع صوتهم عاليا.والان صوت الرجال الرجال الذين ما عرفوا الا الله والوطن والملك ، ليقولوا كلمتهم ، كلمة الفصل ، كلمة من دفع ضريبة الوطن صادقة وتقاعدوا من مدرسة العز في جيشنا العربي الاردني .
دعوني اصارحكم ، وانا اضع بيان الرفاق الرجال الرجال على راسي ، اقبله في اليوم مرات عدة ، بل وغيري يقرأؤه منغما في كل ساعة وعيناه تدمع، بل ويجهش البعض بالبكاء، لما فيه من شجاعة واستراتيجية ودقة وحكمة وعمق ونخوة وعروبية اصيلة وحرص على القضية الفلسطينية وحب خالص لاهلها وخوف عليها من التصفية من قبل المتآمرين وتجار المصالح واصحاب الهوى والغايات والمناصب والالقاب واللاهثين دوما وراء شهواتهم ..
واختم القول،ان في البيان من الوطنية صدقها، ومن الانتما صفاؤه، ومن الاخلاص ولاؤه، ومن الرجولة شهامة مجذرة عز مثيلها، تجعل الواحد فينا ينتشي وهو يطالع هذا البيان، بعيدا عن التذبذب والمصالح الآنية واستغلال الفرص والمواقف المتلونة والمتمرجحة التي يمارسها البعض ممن اخذوا يكيلون الهجاء للبيان دون تبصر،اوممن يحاولون الالتفاف والاحتواء بطرق لا تخفى على احد او من..اومن.. تعرفونهم اكثر مني ..
دعونا نقف عند البيان احتراما وتقديرا واجلالا ، بتعقل وتبصر وافق واسع ، ودون اهواء وغايات ومصالح آنية زائلة ، لنترجم محتواه فهو لمصلحتنا جميعا .
00962 795849459/خلوي
التعليقات (0)