تداعيات الثورة
منذ عدة ايام ساقني حظي العاثر ان اكون متواجدا في منطقة مرورية شديدة الزحام ، فاقت في شدتها اي زحام فهي عنق الزجاجة بين الدلتا والمتجه الى مدن القناة او محافظة سيناء وهي اكبر منطقة تصب عليها لعنات السائقين والمارة الذين يعبرونها في رحلتهم اليومية ذهابا و ايابا ويعتقد المارون لاول مرة انها حالة طارئة .
انها العباسة ( ابو حماد ) .
مشكلتها مزمنة بل متقرحة وعندما أتى الفرج وشرعوا في عمل كوبري علوي يضع حلاً جذريا للمشكلة .
جاءت ثورة 25 يناير وما ترتب عليها من ركود اقتصادي .
وما ترتب عليها من سرقة مهمات ومواد البناء , وما ترتب عليها من انفلات امني حدا بمعظم العاملين الى الركون في منازلهم عوضاً عن – تثبيتهم – وسرقة متعلقاتهم أو الخشية على ارواحهم التي هانت على القتلة فأصبح استلابها على اهون الاسباب .
قد يعتقد القارئ من ظاهر الكلام أنني ضد الثورة , أو انني من الفلول .
ولكن الحقيقة انني مع الثورة قلباً وقالباً .
فقط انكر على الناس سلوكياتهم التي لا تتناسب اطلاقا مع طموحات واهداف الثورة ولا ترقى ابدا لمقدار التضحيات .
فكأن البعض - بقصد او عن جهل - يرغب في ان يجعلنا نترحم على ايام حسني مبارك .
فرغم ان الامن كان كله مسخر للأمن السياسي ولحماية العائلة المالكة وكبار المسئولين.
الا ان انفلاتا امنيا كالحادث اليوم لم نره من قبل .
وتقاعسا امنيا وشرطيا لم يكن ليحدث حتى في اسوأ عصور مبارك - الخمس سنوات الاخيرة -..
ما أعنيه هنا هو :
المواطنون الشرفاء المنضبطون الذين تراصوا في صفوف طويلة يوم الاستفتاء على الدستور في 19 مارس ، كل في دوره ويقف باسبقية وصولة في تناغم حضاري كان مثار فخر لكل مصري وابراز لوسائل الاعلام الاجنبية .
وصل الانضباط مداه ان احدهم منع المرشد العام من ان يتخطى دوره ، ومنع البرادعي من تخطي دوره ، و أذكر عندما جذبت شخصا كبيرا – سنا ومقاما – لادخله امامي في الصف انكر على الواقفون في الصف هذا المسلك .
وخصصت طوابير للسيدات كبار السن كي لايقفن طويلا .
اقول من تراصوا وانضبطوا , هم انفسهم من قادوا سياراتهم الفارهة يوم العباسة , وترك كل واحد حارته ا لمرورية ودخل في الاتجاه المخالف , ولم يلتزم برتل السيارات التي تنتظر دورها في المرور .
ناهيك عن المشاحنات و الخناقات والمشاغبات كان اقلها البصق في الوجه .
العباسة التي نعبرها في ثلاث دقائق ، يوم الزحام المروري او يوم قلة الذوق العام عبرناها في ثلاث ساعات .
لن اكون مثل الفلول او المغرضين و اترحم على يوم كان عسكري مرور واحد ينجح في فض هذا الاشتباك واجبار السائقين على الالتزام وكل مايملكه من اسلحة هو مجرد دفتر المخالفات .
ولكنني ساحترم على الذوق والانسانية والانضباط والالتزام يوم الاستفتاء والذي كان تداعيا بين تداعيات الثورة .
eg_eisa@yahoo.com
التعليقات (0)