تخيل أولا أن عندك سيارة حديثة ...وأنك تمتلك بناية ضخمة في أعرق المدن وأكبرها وعندك أرصدة في بنوك عديدة لا تستطيع إحصاءها دون مفكرة مكتوبة وأن عندك مصنعا كبيرا يعمل فيه آلاف العمال وأنك تمتلك أرضا زراعية شاسعة وأنك تمتلك متاجر من أكبر المتاجر العالمية وأنك تمتلك طائرة خاصة ولديك يختا كبيرا يستقر في كل ميناء دولي أياما تستمتع فيها بكل أنواع المتعة والرفاهية وأنك تزور أي دولة دون تأشيرة سفر فكل الدول تستقبلك بالترحاب في أي وقت تشاء وأنك تدخل المطار لتستقل طائرتك الخاصة عبر طابور طويل من الحرس والمودعين من أصدقائك العديدين والعاملين في مختلف أعمالك ومن أكبر وأعظم رجال الشرطة في دولتك نوابا عن صديقك الشخصي رئيس الجمهورية وأنك تصطحب في سفرك إلى أي مكان في العالم رفاقك المفضلين وزوجاتك الأربع وبعض المضيفات الجميلات العاملات بطائرتك الخاصة وأن لديك اتصالا مباشرا بالمراكز المالية العالمية والبورصات التي تستثمر فيها أموالك وأن في استقبالك في المطار أكبر شخصيات الدولة التي تتجه إليها...
ثم تخيل أنك في صحة تامة وسعادة بالغة بما لديك من ثروات وخلو بال من كل الهموم وفي عقلك من العلوم الهندسية والطبية والتجارية والإنسانية وكل الأنواع الأخرى منها ما لا يوجد في أي عقل بشري وأن خبرتك في كل فرع من الأنشطة الإنسانية ما يفوق أي إنسان وأنك ملتزم بواجباتك الدينية ومؤد لحق الله وأنك على خلق عظيم يحسدك عليه كل الناس ويجبرهم على احترامك وليس بسبب أموالك وغناك وأن كل الناس يحبونك لشخصك لا لثروتك ....إذا تخيلت كل هذا فقد سعدت لحظات وتذكر أول المقال وأدر مفتاح سيارتك واذهب إلى شاطئ البحر أو إلى المحيط وانظر إلى الماء الذي ليس له آخر وتفحص رأسك وخذ قرصا من الأسبرين لعل الصداع يفارق رأسك المشغول بالثروة.....
التعليقات (0)