تخوفات المرجعية تكشف عن الفتوى الانتهازية.
في تقرير نشره موقع كتابات تحت عنوان "فتوى السيستاني بالجهاد الكفائي انقلبت ضده لصالح ولي الفقيه الايراني" جاء فيه ان المرجعية تتابع بقلق بالغ تصريحات قادة الحشد الشعبي وبيانات مليشياتها المعلنة بالولاء لمرشد الثورة الإيرانية السيد الخامنئي الذي بات يوصف في العراق بانه الولي الفقيه وقائد الأمة الاسلامية ونائب الإمام المهدي المنتظر، في حين تنتشر صوره بأحجام كبيرة في العديد من الشوارع والميادين العامة في بغداد وعدد من المحافظات العراقية.
ومما فاقم مخاوف المرجعية ،إن كثيرا من قيادات الحشد الشيعي حولوا مرجعيتهم الدينية من الثلاثة الكبار إلى الخامنائي رغم ان السيستاني هو صاحب المبادرة في اطلاق فتوى الجهاد،التي تعرضت الى انتقادات واسعة من أوساط شعبية سنية بعد أن شهدت مناطق في محافظة ديالى وشمال بابل وجنوب صلاح الدين وضواحي كركوك جرائم طائفية وانتهاكات صارخة من وحدات الحشد.
وتأتي خشية آية الله السيستاني ومساعديه نجفي وفياض من اتساع نفوذ خامنئي وتقليده من الشيعة العراقيين، لاعتبارات مذهبية واقتصادية في آن واحد...))، وكانت لنا عدة وقفات نذكر منها ما يلي:
الوقفة الأولى: لماذا لم تتولد مخاوف عند المرجعية من أن تأخذ هذه الفتوى بعدا طائفيا وتُعمق وتُركز وتُكرس النفس والطائفي الذي فتك بالعراق وشعبه؟!!!، وهذا ما تمخضت عنه كما يثبته المشهد العراقي.
الوقفة الثانية: لماذا لم تتولد مخاوف عند المرجعية من أن الفتوى ستُفَسَر وتؤَوَّل بطريقة خاطئة تستباح بها الحرمات وتنتهك المقدسات كما حدث قبل سنوات حينما أطلقت فتوى (دعوا الناس يعبروا عما يريدون) بعد تفجير الإمامين العسكرين "عليهما السلام"؟!!!، فحدث ما حدث من قتل وتهجير وتفجير مساجد وسلب ونهب.
الوقفة الثالثة: لماذا لم تتولد مخاوف عند المرجعية من أن الفتوى ستفتح الباب على مصراعيه أمام المليشيات وعناصر الحشد الشعبي لتمارس الجرائم من القتل والتهجير والسرقة وغيرها؟!!!، وهذا ما حصل ويحصل الآن.
الوقفة الرابعة: إذا كانت الفتوى لله، ومن اجل حماية المراقد المقدس ومحاربة داعش (كما روج له الإعلام) ، فلماذا هذا التخوف عند المرجعية من أن الفتوى ريعها صار يصب في خانة غيرها كاتساع ظاهرة تقليد الخامنائي من قبل أفراد الحشد الشعبي والمليشيات؟!!!.
الوقفة الخامسة: ألا يكشف هذا عن أن الفتوى انطلقت من دائرة التسييس والتوظيف النفعي الانتهازي وتحقيق مكاسب شخصية وأجندات خاصة حتى وان كانت على حساب سفك الدماء، وإزهاق الأرواح، وانتهاك المحرمات وتدنيس المقدسات، وإدخال الوطن والمواطن في أتون حرب طائفية لا تبقي ولا تذر؟!!!، وهذا ما حصل ويحصل وسيحصل، والواقع والتجربة خير شاهد ودليل.
الوقفة السادسة: ألا يكشف هذا إن العراق وشعبه صار فريسة يتصارع عليها النفعيون الانتهازيون لقضم الحصة الأكبر؟!!!.
الوقفة السابعة: إذا كان رجوع المليشيات والحشد الشعبي إلى الخامنائي مستند إلى دليل واثر علمي(إن وجد)، فلماذا هذا التخوف عند المرجعية؟!!! أما إذا كان بلا دليل ولا اثر فهذا يكشف عن غياب الوعي والواعز والانضباط الديني، وبالتالي يكشف عن أن المرجعية لم تقرأ الواقع قراءة جيدة ولم تشخص مستوى الوعي عند الناس قبل أن تطلق فتاواها وهذا الاحتمال هو الراجح، بل الثابت بدليل الممارسات والجرائم البشعة التي ترتكبها المليشيات والحشد الشعبي بالرغم من النصائح والتوجيهات المتأخرة التي صدرت من المرجعية حسب الظاهر.
الوقفة الثامنة: هل أن هذا التخوف هو مجرد فبركة إعلامية ورسالة أرادت المرجعية إيصالها إلى الرأي العام الداخلي والخارجي مفادها أن المليشيات والحشد الشعبي خرجت عن طاعتها، وهي لا تأتمر بأمرها كخطوة استباقية لتبرئ نفسها من تحمل مسؤولية الجرائم التي ارتكبت وترتكب تحت ظل فتوة الجهاد الكفائي، خصوصا إذا أخذنا بنظر الاعتبار حالة التذمر والسخط الشعبي والدولي تجاه تلك الجرائم التي فاحت رائحتها النتنة لدرجة يستحيل على صاحب الفتوى إنكارها أو التستر عليها، فهي محاولة لركوب موجات التغيير في موازين القوى التي ستشهدها المنطقة، كما أشار إلى هذا التغيير السيد الصرخي.
الوقفة التاسعة: هذا المنهج الانتهازي النفعي الذي تنتهجه الرموز الدينية والسياسية كان قد شخصه وحذر منه االسيد الصرخي بقوله: ((وبعد ذلك ماذا تتوقع من السياسي الانتهازي مدعي التشيع، وماذا تتوقع من مرجع مدعي المرجعية ومنتحلها بلا استحقاق، مرجع الفراغ العلمي والوهم والخيال، مرجع الفضائيات والإعلام الزائف الذي ارتبط بمشروع الاحتلال ومشروع الفساد والإفساد، مرجع الكذب ووجهي النفاق وجه للإعلام ووجه للشحن الطائفي وفتاوى التهجير والتدمير والسلب والنهب والفتك والقتل والاقتتال؟!. )).
بقلم
احمد الدراجي
التعليقات (0)