غداد - دنيا السوداني
أجمع عدد من النواب والمصرفيين على ان القطاع البنكي في العراق من القطاعات المتخلفة في المنطقة كونه لا زال يعمل بأنظمة قديمة غير متطورة تكنلوجياً ويحوي على كوادر إدارية تعيق تطويرها لان هذه الكوادر لا تحمل اي مسؤولية للعمل المصرفي ، مما جعل البنوك الاهلية والحكومية بعيدة عن التطور والتكنلوجيا الحديثة "بلادي اليوم " قامت بأستطلاع اراء العديد من الخبراء المصرفيين في هذا الموضوع وكان اول المتحدثين الخبير المصرفي باسم جميل انطوان "اشار الى ان العراق يمتلك منظومتين مصرفية متكونة من منظومة القطاع الخاص ، والاخرى القطاع العام المتمثلة بمصرف الرشيد والرافدين والزراعي والصناعي العقاري ،
منوهاً الى ان العراق انقطع عن العالم اكثر من 20 سنة في مجال التعاملات المصرفية ، اذ تم ايقاف دخول الاعتمادات منذ سنة 1986 مما أدى الى إنعزال النظام المصرفي عن النظام المتطور في العالم وتم أيقاف الاعتمادات العراقية من التعامل مع المصارف العالمية على الرغم من وجود اتفاقية بازل لتطوير وتنمية المصارف هذه الاتفاقية اصبح العراق بعيدا عنها نتيجة انقطاعه عن العالم .
واضاف أنطوان في تصريح خص به ( بلادي اليوم ) ان سبل النهوض بالواقع المصرفي تكون من خلال أقامة دورات متواصلة داخل العراق من اجل تطويرالموظفين المصرفيين ، مؤكداً بأن هذه الدورات تجمدت لفترات طويلة خاصة وبعد انشاء وتاسيس المصارف الاهلية التي كنا نتامل ان تعطى نفس الحق في الدورات التي اعطيت الى المصارف الحكومية لكن للاسف الشديد وضعت عليها قيود كثيرة من ظمنها عدم ايداع مبالغ دوائر الدولة والوزارات في المصارف الاهلية فضلا عن ذلك عدم قبول الصكوك الصادرة من المصارف الاهلية من قبل دوائر الدولة والمالية ايضاً .
"ضرورة تفعيل مجلس الخدمة "
ونوهت الخبيرة المصرفية هناء السامرائي : الى أن الفساد المالي والاداري وانعدام الكفاءات وكثرة التعيينات عن طريق ( الواسطات) على حد تعبيرها ادى الى تخلف القطاع المصرفي عن العالم .
وطالبت السامرائي في تصريح خصت به ( بلادي اليوم ) " بضرورة العمل على تفعيل "مجلس الخدمة" الذي يعمل على توظيف الكفاءات في الوظائف الحكومية وغير الحكومية ، لان الكفاءة العراقية في هذا الوقت الحالي أنعدمت في الكثير من دوائر الدولة وحتى في المصارف الاهلية والحكومية مما ادى الى تكدس اعداد كبيرة من الموظفين مع انتاج بنسبة "ظئيلة جداً" ، اضافة الى جهل الكثير منهم بالعمليات المصرفية .
"النظام السابق وراء تخلف البنوك في البلاد"
وبدوره اشار عضو اللجنة المالية عبد الحسن الياسري " الى ان تخلف النظام المصرفي في البلاد وعدم تزامنه مع التطورات العالمية ادى الى انعزاله عن التكنلوجيا الحديثة المتبعة في جميع الدول المتطورة .
واوضح " أن تخلف المنظومات المصرفية في البلاد يرجع سببها الرئيس الى ما قام به النظام السابق من عزل العراق عن العالم اضافة الى مافرض على البلاد من حصار وحروب .
وبين الياسري " أن النظام المصرفي كان يعمل وفق توجهات الحكومة آنذاك ، ظاربا مثالاً على ذلك"من ناحية الجانب المالي حيث كان المصرف يقوم باستبدال العملة في الثمانينيات والتسعينيات وباوامر من الحكومة السابقة اي اوامر ادارية ووزارية حيث يتم تصريف الدولار ب312 فلس بالوقت الذي كان الدولار الموازي له بالسوق السوداء كان يباع كل دولار ب327 دينار اي الفرق حوالي 9000 مرة والنظام المصرفي في هذه الحالة كان هو الذي يقوم بدفع الفرق .
ونوه الياسري لـ( بلادي اليوم )" الى ان حكومة النظام السابق لم تعمل على تطوير المصارف العامة والخاصة بالشكل الذي يجعلها تتمكن من مواكبة العمل المصرفي في العالم ، فلا وجود لانظمة الكترونية حديثة ولا حتى كفاءات متطورة ، وذلك يعود الى انشغال الحكومة بالحروب والسياسة، اضافة الى ما لحق بالبنية التحتية من تهديم اثناء دخول القوات الأجنبية الى العراق وسرقة جميع الموجودات المصرفية .
http://beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=498
التعليقات (0)