تخلفنا أمام إيران

علي البحراني

صحيفة الدار الكويتية الاثنين 25 شعبان 1430 , 17 اغسطس 2009 العدد 484 السنة الأولى

أمام ثلاثين عاما من قبع إيران تحت ظلال أجنحة الثورة الإسلامية، وتناوب سبعة رؤساء عليها في هذه الفترة عبر اقتراع شعبي نزيه وحكم الشعب لنفسه، حتى أن نجاد ذاك الفقير من بيت الفقراء قد حكم إيران للفترة الثانية مع وجود حكام عرب باقين منذ ما قبل الثورة وحتى اللحظة غير عابئين برياح الديمقراطية العاتية والتي تهب على أغلب شعوب العالم، قدمت إيران وما زالت تقدم ليس فقط أنموذجا للديمقراطية بل قدمت أنموذجا علميا وحضاريا في التقرير الصادر عن أكثر جامعات العالم تقدما،وجاءت فيه 15 جامعة إيرانية ضمن أول خمسين جامعة خلت من أي جامعة عربية، هذا المؤشر ينبئ عن حضارة قادمة بقوة أمام تخلف عربي جبل عليه بل وتقهقر ناطقو لغته إلى درجات أخيرة مع استشراء الفساد في هذا الوطن العربي العظيم، الذي طالما صموا آذاننا بشعارات فارغة كلها ضد بعضنا البعض وليس لرفعة مكاننا أو تقدمنا العلمي والمعرفي، إن وجود جامعات إيرانية رغم رزوح شعبها تحت وطأة الفقر والتي بدأت الدولة هناك بعلاج هذه الحالة بفتح المصانع وتوسيع ساحات العمل ومحاربة الفساد، والذي تبوأت بها جامعاتها مكانة عالمية ورغم أموالنا التي لم نعد نتحدث بها عن الست خانات بل تعديناها إلى التسع خانات وكثيرا من الأحيان إلى العشر وخاصة دول الخليج العربي، ومع ذلك الإنفاق الفاحش لا تزال جامعاتنا تتفاخر بالمراتب الأخيرة ضمن أرقى جامعات العالم علميا، وهذا التقرير يصدر من سنوات مضت ومع كل سنة يصبح تعليمنا متأخرا ومخرجاته أكثر تخلفا وأسوأ أفكارا، وبكل أسف إن الارهابيين في العالم أجمع جلهم عرب يتلقون التعليم العربي في جامعات عربية ومن مدارس عربية منذ النشأة، ومئة سنة من دخول التعليم إلى جل الوطن العربي يبدو لم تكن كافية لخوض مضمار التسابق على المراتب العليا، مع العلم أن ستين سنة لدولة محاربة وخاضت معارك كثيرة وهي مهددة طوال هذه الفترة نجد جامعاتها في مقدمة الجامعات هي الجامعات الصهيونية، لقد تقدموا علينا جامعات هي قبلنا في التعليم وجامعات هي بعدنا، ولا نكترث بذلك لأننا مشغولون ببعضنا البعض تاركين الآخرين يتفوقون علينا غير آبهين بما تعنيه تلك الأرقام وتلك الاحصائيات والدراسات من معنى، ويبدو أنه سيطيل بقاؤنا في هذه الحال ما دمنا حتى اللحظة نناقش هل تقود المرأة لدينا السيارة أم لا تقود!
Al2000la@hotmail.com