وأنا أتصفح المواقع الإلكترونية التابعة إلى جوقة حماس الإعلامية، وجدت نفسي أمام أطروحات غريبة وعجيبة في تفسير معاني النصر والهزيمة. المهم أن هذه الأطروحات اتفقت فيما بينها على النتيجة، وإن اختلفت في المقدمات، تثبيت نصر ما لحركة حماس في معركة الفرقان، ولا أدري لماذا يسمونها بهذا الاسم؟، وماذا فرقت عن ماذا؟
بأي معنى يأتي هذا النصر البلاغي، على اعتبار أن مكان النصر هو البلاغة في النص، الذي تريد أن تقنعنا هذه الجوقة به؟
لقد فاجأني أحدهم بمقالة في هذا الشأن، تحدث فيها عن نصر لحماس في معركة الفرقان بمعنيين،
1- فشل العدو في تحقيق أهدافه من الحرب على غزة، والتي حددها في::-
- إزاحة الحركة الإسلامية عن الحكم.
- إسكات ضربات المقاومة.
- إحداث شرخ بين الجماهير في قطاع غزة والمقاومة.
2- الهزيمة الأخلاقية التي لحقت بالعدو، باستهدافه للمدنيين العزل، وفشله في ضرب المقاومين دون المس بالمدنيين.
أليس من الملفت أن صاحب المقال بهذه المعاني للنصر، إنما يقيم معنى للنصر بدلالة ما فشل العدو في تحقيقه، وليس بدلالة ما نجحت حماس في تحقيقه من أهداف.
ويبدو أن مهمة إنتاج تعريف للنصر بدلالة ما تم إنجازه، يستدعي من الجوقة أن تتحدث عن ما أرادته حماس من وراء هذه الحرب التي اختارتها بنفسها. بالتالي كان الأولى بالجوقة أن تهرب إلى ذلك الصنف من التعريف للنصر المبني على أساس الزعم بفشل العدو في تحقيق أهداف، الجوقة ذاتها تلصقها زعما بالعدو.
أخيرا، ألا يذكرنا هذا المنطق بما ذهبت إليه أنظمة الحكم في العالم العربي في فترات مضت، منطق تحويل الهزائم إلى انتصارات. أليس هذا المنطق هو ذاته الذي امتلأت به أدبيات الإخوان المسلمين، وحماس من بعد، نقدا وسخرية سوداء من أنظمة هذا هو منطقها.
التعليقات (0)