مواضيع اليوم

تخاذل إسلامي في الدفاع عن المسجد البابري

mahmood ayoub

2010-09-30 21:15:23

0

عادت إلى الواجهة قضية مسجد بابري في الهند والذي يمتد عمره إلى خمس مئة عام إلى حين قرر 15,000 هندوسي متعصب من أتباع منظمة بهارتيا جاناتا بارتي إنهاء عمره المديد وذلك بالهجوم عليه يوم 6 ديسمبر من العام 1992وهدمه أمام أنظار العالم، وسط تواطؤ من السلطات الهندية وسكوت مطبق من الدول العربية والإسلامية التي لم تحرك ساكناً لا قبل ولا بعد!.
يقع المسجد في مدينة أيوديا في ولاية أوتار براديش الهندية وقد بناه مؤسس الإمبراطورية المغولية في الهند ظهير الدين بابر في القرن السادس عشر، ويزعم الهنود الهندوس أن المسجد بني على أنقاض معبد ولد فيه الإله رام الذي يقدسونه، رغم أن المؤرخين وعلماء الآثار ينكرون هذا الزعم بصورة قاطعة ويقولون: إنه لا دليل على وجود (رام) في التاريخ. والآن وقد عادت قضيته إلى الأضواء بحكم أصدرته محكمة هندية يقضي بتقسيم أرض المسجد بين الهندوس والمسلمين حيث يذهب ثلثي مساحة الأرض للهندوس والثلث المتبقي للمسلمين وإذ قرر الطرفان استئناف الحكم ضد قرار المحكمة فالقضية ستأخذ سنوات أخرى. أما بالنسبة لمن قاموا بهدم المسجد فقد كانت حكومة ولاية أوتار براديش قد أصدرت قراراً في 8 أكتوبر 1993 لإنشاء المحكمة الخاصة لمحاكمة المتهمين بهدم المسجد البابري، والمطلوب الآن صدور قرار حكومي جديد بمحاكمة المتهمين، إلا أن هذا أمر مشكوك فيه، والمتوقع هو أن الحكومة الهندية ستحاول المماطلة والتأخير وتأجيل القضايا وتضليل المحاكم ولجان التحقيق، ذلك أن حزب المتهمين (بهارتيا جاناتا) هو الذي يحكم الآن على مستوى الحكومتين الإقليمية والمركزية وبالتالي ليس متوقعاً منه أن يسارع إلى إصدار قرار ينال كبار زعماءه الذين كان لهم دور في مؤامرة هدم المسجد. وخلال ثمانية عشر عام وبعد أن سقط منهم ألفي قتيل دفاعاً عن المسجد ظل المسلمون الهنود يتحركون وحدهم دفاعاً عن قضيته في الوقت الذي كانت فيه كل أجهزة الدولة الهندية ومنظماتها الوثنية مسخرة لخطط بناء المعبد على أنقاض المسجد وأصبحت الوعود بتشييد المعبد تأخذ حيزا مهماً في الحملات الانتخابية إضافة إلى التواطؤ الرسمي والقضاء، بينما كانت الدول الإسلامية كعادتها في الدفاع عن المقدسات الإسلامية تغط في سبات عميق وحينما تستيقظ تبدأ في الشجب والاستنكار إلى حين قبل أن تلجأ إلى حل نهائي وهو السكوت وأخذ الأمر بشكل اعتيادي، ولم تتخذ أي إجراءات ضاغطة على الحكومة الهندية سياسية كانت أم اقتصادية بل وازداد تدفق العمالة الهندوسية على دول الخليج بدل الحد منها ومنعها (خذ مثلاً الإمارات والتي تعتبر الهندوسية الديانة الأولى فيها بينما يأتي الإسلام في المرتبة الرابعة) وما يندى له الجبين أن الهنود المقيمين في الخليج ساهموا بنصيب الأسد في حملة التبرعات لصالح تعمير المعبد!.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !