علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي
(عند الامتحان يكرم المرء او يهان)
ومثلما قال الفنان المسرحي ان الحياة مسرح كبير كذلك يمكن القول ان الحياة امتحان كبير وكلنا في الهم الامتحاني الحياتي طلبة امام المحن التي وان كسرت الظهر فانها تقوي الممتحن، اليس الامتحان مشتق من المحنة؟
اترانا مضطرين دائما الى ترديد قول المتنبي:
ليت التجارب باعتني الذي اخذت
مني بحلمي الذي اعطت وتجريبي
كلنا ففي الامتحان منذ او صرخة يوم الولادة مروراً برحلة السفر الى الله وانتهاءً بالعروج الى الله فلا تقل الا قول الحق ( لتركبن طبقا عن طبق).
قال لي فرحاً بعد حصوله على البكالوريوس في علوم اللغة العربية: الحمد لله لقد خلصنا من الهبطات !
قلت: هبطات ماذا ؟
قال: هبطات الامتحانات اليومية والاسبوعية والشهرية والفصلية ومشتقاتها، ففي كل يوم هبطت وطالما كنت طالبا فوراؤك امتحان يقض مضجعك ويلاحقك ويجعلك مرتبكاً وقلقاً !
قلت: انت واهم فلا تظن انك بمنجى من الامتحانات اذ ستلاقي امتحانات أخرى.
مساء الخير يامن تستعدون للأمتحانات في زمن الانقطاعات الكهربائية غير المبرمجة وتضطرون الى الاستعانة باقدم وسائل الاضاءة بالشمعة واللالة والقنديل !
وضاقت عليهم بيوتهم استقبلتهم الازقة والشوارع وافترشوا الارض ليقرأوا على ضوء عمود النور الذي لاينطفئ حتى مطلع الشمس فأين يذهب طلبتنا هذه الأيام والظلام يلف الأزقة والشوارع ولاترى غير عيون القطط!
مساء الخير يامن تقاومون اغراءات الفضائيات التي تخاطب الغرائز وتوقظ الرغبات المكبوتة وكأنما ينفق اصحاب الكروش اموالهم السحت على فضائيات العري والتفسخ وتبجيل البطولات الفارغة والعنتريات التي لاتلائم عصر الذرة!
تجيء امتحانات السنة الرابعة بعد زلزال الانعتاق والديقراطية والوضع ملائم لاداء الاختبارات في المناطق الساخنة والدافئة فضلا عن الباردة وقد لايضطر احد الى امتحان دور ثالث كما حصل في السنة الماضية اذ تعذر وصول بعض طلبة الجامعات الى المراكز الامتحانية في الدور الثاني لقطع الطرق بسبب المعارك فحل الخيرون القضية باستحداث امتحان استثنائي يعد جزءاً من امتحان الدور الثاني وعددناه دورا ثالثاً.
عند الامتحان (يكرم) المرء بحسن الاستعداد والتهيؤ والتدريب النفسي وبمعرفة ان كفاءة الطالب ليست في كثرة معلوماته وانما بحسن ادارتها..
أو (يهان) اذ انهار جهازه العصبي وسقط مغشيا عليه خوفاً من المنازلة او عدم تحقيق الدرجة المطلوبة وهرع به اهلوه الى الطبيب الذي يعيد الامور الى نصابها بقوله ان هذه حالة نفسية تزول بزوال المؤثر!
مساء الخير يأكاس العالم بكرة القدم يامن اصبحت حكراً على الحيتان الكبيرة البرازيل الارجنتين والمانيا وفرنسا وايطاليا سادة الكرة بمعنى الكلمة لكن لماذا خطط المنظمون للبطولة ان تكون وقائعها متزامنة مع الامتحانات النهائية؟
قال لي محرر رياضي: منظمو كأس العالم لايفكرون بالطلبة ثم انهم يرتبون البطولة حسب انتهاء دوري الكرة.
قال لي استاذ جامعي قضى شطراً من عمره في النصف الآخر من الكرة الارضية: ان البلد الذي كنت اقيم فيه تنتهي فيه الامتحانات حيث ينتصف الشتاء عندنا ثم كرة القدم ليست لها شعبية في كل البلدان فضلاً عن ان هناك بلاداً تكون فيها الامتحانات على مدار السنة فليس من المعقول تعطيل كأس العالم عند كل امتحان وان لكل لعبة هواتها!
يوجد هناك من يطالب بالغاء الامتحانات او الحذو حذو اليابان فيقال انه لا أحد يرسب هناك!
لكن العراق غير اليابان فهناك الحكم يكون على الاداء في العمل وهنا يشكل الامتحان نقطة الارتكاز في مقياس اجتهاد الطالب وهو عندنا- اي الامتحان- كالملح في الطعام!
صباح ياطلبتنا يامن تقاومون اغراءات كأس العالم واخر افلام روتانا سينما ونشرات الاخبار الدامية.
تحية الى كل من سار في حفل الالغام العراقي محتفظا بحماسته في طلب العلم ليشعل شمعة في ليل مظلم مدركاً ان من سار على صراط المعرفة الحقيقية وصل!
التعليقات (0)